ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 04:35
المحور:
الادب والفن
يَا إلهَ الكَوْنِ
قَدْ وَعَدْتَ
أَنَّ الظُّلْمَ لا بُدَّ زَائِلْ.
فَإلَى مَتَى
كُلُّ هذي التَّبَاريحْ،
كُلُّ هذَا الشَّقَاءْ؟
إلَى مَتَى
تَمُوتُ العَصَافِيرُ قَنْصًا
فَوْقَ أَسْوَارِ الرَّجَاءْ؟
إلَى مَتَى
تَظَلُّ سَمَاؤُنَا مُدَجَجَة ً
بِالطَّائِرَاتِ
وَتَظَلُّ جَمَرَاتُ البُغْضِ
عَلَى الأَرْضِ مُؤَجَجَةً،
إلَى مَتَى!؟
إلَى مَتَى
نَظَلُّ كَالفَرَاشَاتِ
فِي خُيُوطِ العَنْكَبُوتِ
عَالِقِينْ؟
إلَى مَتَى
يَبْكِي الأَطْفَالُ جَوْعَى
عُرَاةً،
أَهْلُهُمْ جُثَثٌ
عَلَى الطُّرُقَاتِ مُبَعْثَرينْ؟!
يَعْبَثُ بِهِمُ الدُّودُ
فَسَادًا. ضَيَاعًا.
إلَى مَتَى؟!
إلَى مَتَى
تَسْتَبِيحُ الضِّبَاعُ
دِمَاءَ الأَبْرِيَاءِ
فَيَرْحَلُونَ نَجْمَةً. نَجْمَةً.
تَتَلَأْلَأ ُ فِي السَّمَاءْ.
إِلَى مَتَى!؟
إِلَى مَتَى
يُعَمِدُّ الزَّيْتُونُ
أَجْسَادَ الشُّهَدَاءِ
بِالزَّيْتِ والمَاءِ
الى متىْ !؟
يَا إلهَ العَدْلِ
قَدْ وَعَدْتَ:
لاَ بُدَّ
أَنْ تُشْرِقَ يَوْمًا
شَمْسُ الكَادِحِينَ
المَسْحُوقِينَ
المُتْعَبِينْ.
وَتُقْطَعَ
يَدُ مَنْ أَدْمَنَ الدَّمَارَ
فَصَالَ وَجَالَ
وَنَهَشَ الأَعْرَاضَ
وَلَوَّثَ الدِّمَاءْ.
يَا إلَهَ السَّلاَمِ،
يَا رَبَّ السَّمَاوَاتِ العِظَامِ،
يَا إلهِي.
يَا رَحِيمْ،
يَا نَصِيرَ الضُّعَفَاءْ،
أَنْتَ الذي
تَقُولُ لِلْشَيءِ... كُنْ
فَيَكُونْ،
لِلْمَيْتِ قُمْ... فَيَقُومْ:
قُلْ للاحْتِلاَلِ
كَفَى عُهْرًا،
قُلْ لِلاخْتِلاَلِ
كَفَى فَخْرًا،
قُلْ لِلْضَمَائِرِ:
"إِسْتَيْقِظِي.
مِنْ عَارِ سُبَاتِكِ،
وَفِي النَّهْرِالمُقَدَّسِ
اغْتَسِلي".
يَا إِلَهَ الكَوْنِ،
قُلْ لِلْرِّيِحِ
أَنْ تَهْدَأَ قَلِيلاً.. قليلاً..
يَا إِلَهَ السِّلْمِ،
يَا إِلَهَ الحَقِّ
يَا إلَهَ العَدْلِ
قُلْ...
لِهَذِي الأَرْضِ
أَنْ تَسْتَرِيحَ
قَلِيلاً، قليلاً..
قَبْلَ أَنْ
يَأتِي القَضَاءْ.
*
*
*
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟