اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 16:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قيل لنا إنّ هجومنا على أراضي الآخرين هو فتوحات مُقدسة وجهادٌ في سبيل الله! وهجوم الآخرين على أراضينا هو احتلالٌ بغيض وغزوٌ قبيح، وتسلطٌ شنيع وإستملاكٌ مُعيب!
وقيل لنا إنّ الإستيلاء على أموال الناس واِنتهاب متاعهم هو الغنيمةُ والأنفال، والجزيةُ والخراج! وإستيلاء الآخرين على أموالنا هو السلب والنهب والسطو والسرقة واللصوصية!
وقيل لنا إنّ السبايا والإماء ما هي إلا حقوق النساء وتكريم المرأة! والغلمان والعبيد ما هو إلا إحترام الإنسان وتعظيم البشر! والنخاسة والرقيق ما هي إلا تجارة صالحة، وحِرفة طاهرة، وبيع وشراء!
وقيل لنا إنّ قتل الناس وذبحهم، وضرب رقابهم، وتقطيع أطرافهم، وتمزيق أشلائهم ما هو إلا عملٌ شريفٌ تقيٌّ، وفعلٌ نزيهٌ نقيٌّ، وإجراءٌ كريمٌ سخيٌّ! وإنّ اغتصاب السبايا قهراً وظلماً، واستعباد الأطفال قسراً وجوراً ما هو إلا جهادٌ في سبيل الله وإعلاءٌ لكلمة الله، وتثبيتٌ لدين الله!
لقد تم تشويه عقولنا، وإتلاف قلوبنا، وإفساد ضمائرنا، وتدمير أخلاقنا! فهل يمكن لنا تجميل المُشوّه وتزيينه، وترميم المُدمّر وتعميره، وإصلاح التالف وترقيعه! أمازال الوقت لدينا لتثقيف الأجيال القادمة وتعليمها، وانتشالها من براثن الجهل والسخافة، ومن مخالب البلاهة والسفاهة، ومن وحل الحماقة والتفاهة!
يقول بيرتراند راسل، يمكن أن تكون المجتمعات جاهلة و متخلفة، لكن الأخطر أن ترى جهلها مقدساً!
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟