أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم محمد الجمال - تل أبيض














المزيد.....

تل أبيض


كريم محمد الجمال
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة


وقفت بارين تحمل سلاحها وتنظر الي صديقاتها ورفيقاتها في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية الجزء الأساسي منها، ومن ضمن تلك الوحدات وحدات حماية المرأة ومعها بضعة آلاف من المتطوعات، كان الشتاء قارسا وشديدا في هذه السنة ليس في شرق الفرات فحسب بل بطول حدود الشمال السوري مع تركيا.
كانت نقطة المراقبة التي تتمركز فيها القوات الكردية في هذه المنطقة بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في معبر باب تل أبيض مثل كثير من النقاط والمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. تتذكر بارين مع صديقاتها في نوبة الخدمة الليلية في الحراسة بعض حكايات الماضي القريب الذي يريدون أن يصبح بعيدا كيف احتاجت عصابات داعش الإجرامية تلك المنطقة واحتلت محافظة الرقة وقامت بفظائع وكيف تكونت الوحدات وكيف تم تحرير الرقة عاصمة الخلافة الداعشية الملعونة، تقول للفتيات انه قدرنا وقريبا نطهر أرضنا من أولئك المجرمين وتنتهي الحرب، ربما كانت احلام اليقظة فقد كان عودة الإرهابيين الي تل أبيض من الأشياء الواردة فهجماتهم المتكررة لم تتوقف، تحدث بارين نفسها يا إلهي تلك الرقة المدينة الملعونة كلها دماء ولكني سادافع عن مدينتي تل أبيض بروحي لم يوقظ بارين من غفلتها الا الدورية الأمريكية التابعة للتحالف الدولي وألقت عليهم التحية فردت قوات الحراسة، تحدث صديقتها يا إلهي أكانوا أمريكيين ام بريطانيين ام فرنسيين، لا يهم انا مشتاقة جدا للعودة الي قريتي فتتبسم جيلان بخبث فهي تعرف انها تنتظر العودة بفارغ الصبر لملاقاة حبيبها مصطفي فخطوبتهما ستكون بعد عدة أسابيع في عيد النيروز عندما يحل الربيع، تسألها سلافا الصغيرة لماذا نحن هنا يا بارين أن تل أبيض ليست مدينة كردية فغالبية سكانها من العرب ترد بارين يا سلافا تقول الحكمة القديمة أن المحاربين في المدن المرتفعة سيرتفع قدرهم ومكانتهم بها وسيتم تخليد ذكراهم، واجدادنا عاشوا في هذه الأرض ويتفائلون بها بسبب لون الصخور البيضاء فيها فهي رمز للسلام و كما تربينا علي مبادئ الأكراد اننا مقاتلون نرفع الظلم عن الجميع.
تذكر بارين الفتيات بذكري انتصارهم في الرقة علي عصابات داعش التكفيرية وكيف احتفل الأكراد والعرب والتركمان والاشوريين والجميع وارتفعت الرايات وصور عبد الله أوجلان الزعيم الكردي الروحي ومؤسس حزب العمال الكردستاني المعتقل في تركيا تطلق زفرة ألم شديدة وتقول يا إلهي يحبسونه في جزيرة بمفرده هل هناك رجل في العالم يمكنه تحمل كل ذلك، اللعنة على أولئك الأتراك كأن الله خلقهم فقط لجلب المتاعب علينا، كم قاموا بمذابح وتهجير واضطهاد ضدنا واليوم ساعدوا كل الدواعش والإرهابيين في العبور من تركيا الي سوريا والعراق من جميع أنحاء العالم، ويتاجرون معهم، وتتذكر مصطفي من جديد وموعد اقتراب اجازتها متي يا إلهي اقابله وتتم الخطبة متي يأتي النيروز وينقشع الشتاء المظلم ليته كان كابوس ونستيقظ منه ويذهب معه داعش والأتراك، ربما عانينا من التهميش من قبل الحكومة كثيرا ولكنهم رغم قسوتهم أفضل من هذا كم اشتاق أن أفرد شعري المربوط في تلك الحراسة اللعينة، كم اشتاق أن يداعب الهواء خصلات شعري وان يلامس جسدي.
تسأل سلافا بنزقها المعهود ولثغتها المضحكة وعينيها الجميلتين الي متي ستستمر الدوريات وحمل السلاح، تتأمل بارين جيلان وهي تجيب علي سلافا الجميلة التي ربما لم تخلق للقتال لعنة الله على داعش، وحتي جيلان تلك الجادة الصارمة عيناها ذكيتان ربما كانت ستصبح زوجة اخي، بارين لا تعي جيدا ما حولها فكل عقلها مع الحلم بعودة النيروز علي كل حال ستظل الحراسة والدوريات حتي نهاية داعش وزوال خطرهم ربما لن ينتهوا ابدا فهم مثل الأشباح ولا يمكن أن تنتهي الأشباح أو قتلهم.
وفجأة تستمع إلى أصوات وصيحات الله أكبر اقتلوا الأكراد المرتدين أعداء الشريعة اقتلوا المرتدين أعداء الخلافة الله أكبر إن الحكم إلا لله اقتلوا جند الطاغوت الله أكبر مختلطا بإطلاق وابل من الرصاص وأصوات انفجارات ضخمة هول المفاجأة ألجم لسانها و عطل عقلها وحواسها لبضعة ثوان لتستوعب هول المفاجأة، رفعت صوتها عاليا صارخة دافعوا عن روج آفا دافعوا عن سوريا وفتحت النيران من خلف المتاريس المحصنة بها في كل اتجاه بشكل جنوني و بدأت في نوبة بكاء هيستيري فقد رأت الأشياء البشرية تتناثر أمامها من أصحاب اللي الطويلة والعمائم كأنها بحيرة من الدماء أجساد تتساقط ورؤوس تتطاير، مهلا لحظة فليست كل الرؤوس والاجساد لأصحاب الرايات السوداء فهي تعرف ذلك الوجه جيدا انه لفتاة، فتاة تعرفها جيدا انها جيلان صديقة العمر ورفيقة السلاح تصرخ بارين أعلي وتبكي بحرقة اكبر مع زيادة أصوات انفجارات عنيفة لا تعرف مصدرها وصيحات لا تعرف مصدرها فقد انفصلت عن العالم، ربما أحدهم يصيح هناك احترسي بارين احترسي سلافا ،لا تزال ممسكة السلاح وتطلق النار بغزارة يرتفع الصوت مجددا احترسي بارين الانتحاري قادم نحوك اي انتحاري هذا واين سلافا تنظر إلي جانبها فلا تجد سلافا الان فقدت نصف عالمها انقطع الصوت الأول هناك صوت أعلي انه صوت غريب حاقد ربما صوت الشيطان النصر للإسلام العزة للخليفة مرحبا بجنة عرضها السموات والأرض فتتسائل اي جنة التي يراها هو وانا لا أراها يعلو الصوت مجددا ويزداد قربا الي جهنم أيها الأكراد المرتدين إن الحكم إلا لله ا
فتتسائل اي إله يقصد، يا إلهي لقد فقدت كل أحبائي وفجأة يدوي صوت انفجار قريب جدا الان فقدت عالمي. كله



#كريم_محمد_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دير قانون بلدة الشهداء
- صخرة الكونين وبرزخ البحرين
- حبر الصحيفة
- فيلم سيدة الجنة
- نظرة في بعض إشكالات تراث ابن تيمية
- شخصيات ثورية في تاريخنا الإسلامي
- خواطر حول حادثة الإفك
- معرض بيروت للكتاب
- الخليج وموجات التغيير .. الكويت نموذجاً
- اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة..ماذا بعد عشرين عاماً؟
- تطوير الخطاب الديني في الصين والهند وميانمار
- الديمقراطية بين رفاهية الاختيار وضرورة الواقع
- الحرية للأمل
- ليس دفاعاً عن أمينة عبد الله
- رواية صبح الأعشى
- مناضلة من البحرين
- مستقبل الثقافة العربية بين التطبيع والمقاومة
- مشهد من مسرحية تعويذة باب زويلة
- الحرية للحرية ...ليس شيماء سامي وحدها
- صوت المقاومة جوليا بطرس


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم محمد الجمال - تل أبيض