أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد فاروق عباس - أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!















المزيد.....

أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 14:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


وصلنا فى هذه المناقشة المتشعبة إلى مجموعة من العناصر الهامة وهى :
- أن العالم كله يمر بأزمة اقتصادية عاصفة ، وأن مراكز التفكير والبحث تجاهد لتلمس طرق النجاة ..
- أن طبيعة الأزمة التى يمر بها العالم المتقدم تختلف عن تلك التى تمر بها دول العالم الثالث ..

- أن التحاق مصر بصورة كاملة ونهائية بالنموذج الرأسمالي يفرض عليها تكاليف لا تستطيع تحملها ، وفى نفس الوقت ليس من المؤكد أن يسمح لها أن تصبح دولة متقدمة ..

- أن تطبيق مصر نموذج الدولة المتدخلة في الاقتصاد ، والتى تقود هى التنمية الاقتصادية هو الأنسب لظروف مصر وبناء تنميتها المستقلة ، ولكن هذا الطريق ليس بدون تكاليف وبدون مخاطر ..

وهو موضوع هذا الحديث ..
فهل ستتركنا أمريكا فى حالنا ..

وموضوع هذا الحديث لن يجده أحد في كتب الاقتصاد المدرسية وإن كان تأثيره على الاقتصاد هائل ؛ ولا يتكلم عنه الاقتصاديون الرسميون وان كان له الأهمية الكبرى في شئون الاقتصاد الدولى والاقتصادات المحلية ..

وملخصه ان الولايات المتحدة ، أو بالأدق الرأسمالية التى تحكم أمريكا ، وفى يدها جهاز الدولة الأمريكية ومؤسساتها لم تسمح بأي صورة من صور الاستقلال عن هيمنتها ..

حدث ذلك فى الماضى ويحدث حتى الآن ، ودليله الأكبر ما تفعله أمريكا بدول عظمى على المستوى الاقتصادى مثل الصين ، أو دول عظمى على المستوى العسكرى مثل روسيا ..

وقد كان هناك دائما مدرسة ألمانية - يابانية في التفكير المصرى والعربى ( التقدم الاقتصادى فى ظل الاحتلال الأمريكى للدولتين ) ..

ولكن من يقل بذلك لا يعلم حجم الاستثمارات الأمريكية في الصناعات اليابانية والألمانية ، ولا يجيب على سؤال لماذا تسكت أمريكا على تقدم اليابان وألمانيا الاقتصادى الكبير مادام يهدد أمريكا اقتصاديا ، ولماذا لم تنه أمريكا احتلالها الطويل للبلدين ، ولماذا تجردهما من السلاح ، وهو ما أثمر هذا التقدم الهائل كما يقولون ( بتحويل الإنفاق العسكرى إلى الإنتاج المدنى ) ..
ولكن يغيب عن كثيرين أن التقدم الاقتصادى المسموح به لليابان وألمانيا هو ثمن إيجار الدولتين كقاعدتين عسكريتين أمريكيتين في قلب أوربا وشرق آسيا ..

فماذا فعلت أمريكا بكل من أراد سيطرة - ولو محدودة - على قراره الاقتصادى ، وبالتالى قراره السياسي ؟

عندما كان رؤساء الدول يرفضون التعاون مع الشركات الأمريكية دولية النشاط فإنه - ببساطة - كان يتم قتلهم !!

وهو ما حدث مع جيم رولدوس رئيس الاكوادور ، وعمر توريخوس رئيس بنما ، أو بترتيب ثورات ملونة - وهو الأسلوب الحديث والمعتمد ، وبعد مرحلة ترتيب الانقلابات العسكرية - لمن يريدون ازاحته ..
ومن يقرأ تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في بلدان أمريكا اللاتينية سوف يرى الأعاجيب ..

- سوف يرى - مثلا - كيف ان شركة أمريكية كبرى هى شركة الفواكه المتحدة United fruit وكان أحد ملاكها جورج بوش - رئيس المخابرات الأمريكية في السبعينات ثم رئيس أمريكا فى التسعينات - كيف ان تلك الشركة - وراءها الدولة الأمريكية بالطبع - تخلصت من رؤساء فى أمريكا اللاتينية رفضوا التعاون ، سواء بتدبير انقلابات ضدهم أو حتى تصفيتهم جسديا ، ومن سيطرة شركة الفواكه المتحدة الأمريكية على قارة أمريكا الجنوبية جاءت تسمية جمهوريات الموز ، للدول التى تلعب فبها أمريكا براحتها ..

ففى جواتيمالا على سبيل المثال كان ٣% من السكان يمتلكون ٧٠% من الأرض ، وفى الإنتخابات وعد المرشح أربنز بمساعدة فلاحين بلاده على العيش بكرامة ورفع مستوى معيشتهم ، وعند فوزه بدأ فورا فى تطبيق برنامج إصلاح زراعى شامل ، وهنا تدخلت شركة الفواكه المتحدة ، التى خافت أن تصبح تجربة أربنز مثالا يحتذى في كل أنحاء أمريكا اللاتينية ..

كانت شركة الفواكه المتحدة تمتلك مساحات واسعة من الأراضى فى كولومبيا وكوستاريكا وكوبا وجاميكا وبنما والبرازيل .. وغيرهم .

وفى عام ١٩٥٤ ضربت الطائرات الأمريكية جواتيمالا بالقنابل ، ورتبت انقلابا عسكريا ، وتولى الحكم السفاح كارلوس أرماس ، وتم قتل أربنز !!

والغت الحكومة الجديدة برنامج الإصلاح الزراعى ، وعادت شركة الفواكه المتحدة إلى جواتيمالا ، والغيت الضرائب على الفوائد والأرباح المستحقة على المستثمرين الأجانب ، وأصبح حكم جواتيمالا قسمة بين أرماس واليونايتد فروت ..

وفى عام ١٩٨١ تم تفجير طائرة رئيس بنما عمر توريخوس بواسطة المخابرات الأمريكية ، بعد إصرار توريخوس على استقلال قناة بنما عن النفوذ الأمريكى ..

كان توريخوس يريد استبدال قناة بنما الحالية بأخرى أكثر كفاءة ، وعرضت اليابان - أكبر المستفيدين تجاريا - تمويل القناة الجديدة وانشاءها ، وكان معنى ذلك أن تنتقل ملكية والسيطرة علي قناة بنما من أمريكا إلى بنما ، وإلى ضياع الفرصة على شركة بكتل الأمريكية الكبرى في إنشاء هذا المشروع العملاق .. والذى سمى مشروع القرن ..

وكان القرار قتل عمر توريخوس رئيس بنما .. وقد كان !!

وبعد ٨ سنوات حدث شئ مقارب لرئيس بنما الجديد .. نورييجا ..

حل نورييجا محل عمر توريخوس ، كان نورييجا صديقا للولايات المتحدة ، أو على الأقل لم يكن على تصادم معها مثل سلفه ، وفى أواخر الثمانينات أرادت الولايات المتحدة التفاوض مع بنما لمد عقد تأجير القناة ، وعندما رفض نورييجا ظهرت فورا فى الصحافة الأمريكية قصصا عديدة عن أن نورييجا عدو الشعب ، وأنه يتاجر في المخدرات ، ولابد من عقابه !!

وقام الجيش الأمريكى بغزو بنما عام ١٩٨٩ وألقى القبض على نورييجا وتم الحكم عليه بالسجن لمدة ٤٠ سنة ، وهو مازال هناك من يومها ..

- سوف يري مثلا انقلابات عسكرية بلا حصر للتخلص من غير المرغوب فيهم ، ومن يرى ضرورة أن تكون موارد وثروات بلدان أمريكا اللاتينية لأهلها ..

وكيف رتبت أمريكا انقلابا عسكريا في فنزويلا تقوده شركات البترول الأمريكية عام ١٩٤٨ وكيف تكرر ذلك عشرات المرات فى دول أمريكا اللاتينية ، من جواتيمالا إلى البرازيل ، ومن الارجنتين إلى شيلى .

ولم تكن الانقلابات العسكرية وسيلة أمريكا الوحيدة للتخلص ممن يقف عقبة في طريقها ، فأمريكا تستخدم وسائل بلا حصر للتخلص من غير المرغوب فيهم ، فقد تعددت وسائلها وتطورت مع الزمن ومنها :
- الحروب بالوكالة ..
- إحداث قلاقل داخلية فى البلد المستهدف ، وصولا إلى الحرب الأهلية ..
- عمليات التخريب وإحداث الاضطرابات .
- المخدرات .
- الثورات الملونة ..

وفيما يخص المخدرات مثلا ، فقد استخدمت أمريكا الحرب علي المخدرات دعائياً لمصالحها ولكن لا تحاربها كما تدعي ، فهي ترفض الاشتراك عسكرياً لدعم حكومة كولومبيا في حربها ضد أباطرة المخدرات ، بينما تقبض علي نورييجا رئيس بنما وتحبسه دون بحجة تجارته في المخدرات .. ( وقد تذكرت أمريكا ذلك مع اقتراب موعد انتهاء الامتياز الأمريكي لقناة بنما بأيام ) ..

وأمريكا لا تسمح بمجرد أشياء بسيطة للدول التابعة لها ، فمثلا لم تسمح لإيطاليا بفتح مكتب تمثيل تجارى في الصين فى منتصف الستينات ( عندما كانت العلاقات بين أمريكا والصين سيئة ) ، وقبل أن تقرر هى - أمريكا - التقارب مع الصين فى بداية السبعينات ..

وقبلها كادت أمريكا تغزو ايطاليا لمنع وقوعها فى أيدى حكومة يسارية عام ١٩٤٨ ..

كانت كل المؤشرات تقول ان اليساريين سوف يكتسحون الإنتخابات الإيطالية ، وقد جربت الولايات المتحدة - قبل الذهاب إلى الحرب - التلاعب في الإنتخابات الإيطالية ، وانفقت عشرات الملايين من الدولارات على واجهات سياسية خلقتها السى أى ايه فى ايطاليا ، كما سلمت أموال هائلة إلى سياسيين ايطاليين ومرشحين فى الإنتخابات ، وإلى كهنة كاثوليك لتقوية الشعور الدينى لدى الإيطاليين ، وإلى فنانين وكتاب وصحفيين ..

وكانت النتيجة أن فاز رجال أمريكا فى الإنتخابات .. وظلت إيطاليا في القبضة الأمريكية الحديدية ، ومازلت كذلك حتى الآن .. وبنفس الأساليب .

وفى عام ١٩٦٥ دعا الرئيس الفرنسى شارل ديجول إلى العودة إلى قاعدة الذهب ، وكان ذلك ضد المصالح الأمريكية التى توسعت بشدة فى طبع الدولارات لتمويل حرب فيتنام ..

وقد حاولت السى أى ايه أكثر من مرة قتل ديجول ، وعندما فشلت رتبت ضده أول الثورات الملونة - وكانت ثورة طلابية في ربيع ١٩٦٨ - وقد ترتب عليها ذهاب أهم شخصية فرنسية في القرن ٢٠ .

وكان ديجول آخر صوت فرنسى مستقل ، وبعده أتى إلى حكم فرنسا من وافق بذلة على جعل فرنسا تابع صغير للاقتصاد والسياسة الأمريكية ..

وحتى عندما كان يظهر تململ فرنسى نادر من ذلك ، فإن العصا كانت مستعدة دائما للعقاب ، وهو ما حصل مع جاك شيراك أثناء وبعد حرب العراق ٢٠٠٣ .

وقد أصبحت الاقتصاد الفرنسى الآن مجرد تابع لأمريكا ، ومجرد رقم واحد يمكن أن يوضح الأمر ، فصناديق المعاشات الأمريكية أكبر مستثمر مالى في فرنسا ، حيث تمتلك نحو 40 % من قيمة الشركات الكبرى الأربعين فى البورصة الفرنسية ( cac 40 ) ..

وفى إيران حاول رئيس الوزراء الايرانى الدكتور محمد مصدق ( الذى سمى على اسمه الشارع الشهير في الدقى فى القاهرة ) تأميم البترول الايرانى فى أوائل الخمسينات ، والإنفاق من عائداته على رفع مستوى حياة الشعب الايرانى ..

حاول البريطانيون أولا ترتيب انقلاب سياسي ضد مصدق وفشلوا ، وهنا تدخلت أمريكا بسرعة ، وانفقت أيضا عشرات الملايين من الدولارات ، ورتبت تنظيم مظاهرات ، واشترت ولاء بعض كبار رجال الدين ، ودفعت أموالا لبلطجية ورجال شوارع ، كما اشترت صحفيين وكتابا كثيرين ، وأصحاب دور نشر ، وقادة عسكريين فى الجيش الايرانى ..

ونشر رجال الصحافة والكتب أن مصدق عدو للشعب ، بينما خطب رجال الدين أن مصدق عدو للإسلام !!
وتحدث آخرون بأن مصدق يهودى ، فى حين هتف فريق رابع بأن مصدق شيوعى !!

وكان بلطجية الشوارع مع من تم التأثير عليهم يقودون المظاهرات في شوارع طهران والمدن الإيرانية ..

وكانت عائلة روكفيلر وهى مالكة ستاندرد اويل من ضمن ممولى ازاحة مصدق ، وفى النهاية أقصى محمد مصدق من الحكم وألقى به فى السجن عقابا على محاولته استقلال إيران اقتصاديا ، وبناء التنمية المستقلة فيها .

وغالبا ما يأتى الإغراء أولا - أى الجزرة أولا قبل السيف - فهناك رؤساء كانت تشتربهم بالمال - وبعضهم بالنساء - وكل أصدقائها كانت تمدهم بالأموال لمساعدتهم في الإنتخابات ، مثلما فعلت مع كميل شمعون وحزبه فى انتخابات لبنان عام ١٩٥٧ ..

وفى إنتخابات ايطاليا عام ١٩٤٨ تم تزوير الانتخابات بشكل فج ، واعيدت الشرطة الفاشية ، وعرقلت إمدادات الطعام ، وتم تحطيم اتحادات العمال ، لئلا تصل إلى الحكم العناصر المناوئة للسياسة الأمريكية ..

وفى اليونان فرضت بريطانيا نظام حكم فاسد ، مما أثار مقاومة ضدها فتدخلت أمريكا عام ١٩٤٧ ودعمت حربا أهلية مات فيها ١٦٠ ألف يونانى ..

وفى عام ١٩٥٤ رتبت أمريكا انقلابا عسكريا في جواتيمالا ، وفى الدومينيكان عام ١٩٦٣ ، وفى البرازيل عام ١٩٦٤ وفى شيلى عام ١٩٧٣ .
كلها دول تتمتع بموارد طبيعية كبيرة ، وما إن تصل إلى الحكم حكومة تفكر في استغلال ثروات البلاد لمصلحة أهل تلك البلاد ، وتنحو نحو التنمية المستقلة حتى يهجم عليها الوحش الهائج بانقلاباته العسكرية قديما أو ثوراته الملونة حديثا ..

ولم يكن التهديد اليسارى وحده مصدر الإزعاج لأمريكا ، بل أصبحت كذلك الحكومات الوطنية فى العالم الثالث التى تبحث عن تنميتها المستقلة والمعتمدة على الذات ..

وفى عام ١٩٥٥ حاولت cia قتل أحمد سوكارنو بطل الاستقلال في إندونيسيا ، والذى لم يربط إندونيسيا بالغرب لا اقتصاديا ولا سياسيا ، وفشلت المحاولة ..

فتم دعم الأحزاب المناهضة له فى الإنتخابات - والمكونة من أحزاب الوسط وبعض المنظمات الإسلامية - بمليون دولار وفشلت المحاولة أيضا ..
فتم ترتيب حرب أهلية في إندونيسيا عام ١٩٥٨ !! وكان المجهود الأمريكى السرى ينظم من سنغافورة ..

تكررت المحاولات مرة ثانية عامى ١٩٦٥ - ١٩٦٦ وأخيرا نجحت فى أواخر ١٩٦٦ ، وتم إقصاء بطل الاستقلال الإندونيسي الكبير عن السلطة ..

وفى بعض الحالات التى لا تستطيع الولايات المتحدة فيها ترتيب انقلابات عسكرية أو ثورات ملونة أو اللعب الصريح في الدخل ، فتأتى وسيلة الحروب بالوكالة ..

حيث تقوم دولة تابعة لأمريكا بتعطيل دولة أخرى لها مع أمريكا مشاكل ، كما فعلت إسرائيل عام ١٩٦٧ وأوقفت عمليا تجربة التنمية المستقلة في مصر ، وكما حدث بين الهند وباكستان عام ١٩٧١ ، وما حدث بين العراق وإيران ، حيث أدت مجموعة من الأحداث المخططة بذكاء إلى حرب مدمرة بين دولتين بازغتين في العالم الثالث أنهت نموهما تماما ..

وفى عام ١٩٥٠ صدرت مذكرة الأمن القومى رقم ٦٨ عن وزارة الخارجية الأمريكية بالإستراتيجية الجديدة ضد الأتحاد السوفيتي وتدعو صراحه إلى تقزيمه " وزرع بذور التدمير في نظامه " حتى نتمكن من التفاوض معه وفق شروطنا ، وتتضمن السياسة الجديدة انفاقا عسكريا هائلا وخفضا في البرامج الاجتماعية ، وتقليص التسامح الزائد في البيئة الداخلية الأمريكية ( ومن هنا نشأت المكارثية ) ..

وتكررت التجارب على مدار السنين والعقود ..
نكروما في غانا .
كاسترو في كوبا .
ماوتسى تونج وشواين لاى فى الصين .
جمال عبد الناصر فى مصر .
سلفادور الليندى في شيلى .
أحمد سيكوتورى فى غينيا .
ذو الفقار على بوتو في باكستان .
هوجو شافيز في فنزويلا .
... وغيرهم كثيرون !!
وتعطلت تجارب التنمية فى عدد كبير من دول العالم بسبب هذه الممارسات الأمريكية الوحشية ..

لا تذكر كتب الاقتصاد المدرسية أو التعليمية ذلك بالطبع ، وترد تعثر تجارب التنمية فى دول العالم المختلفة إلى ألف سبب وسبب ، دون أن تذكر السبب الحقيقي ولو تلميحا ..

ولتجارب التنمية فى العالم النامى مشاكلها الخاصة والعويصة بالطبع ، ولكن من قال ان تجارب النمو تمر دون صعوبات ودون مشاكل ؟!
ولكن هى مشاكل وصعوبات يمكن التعامل معها ويمكن حلها ، وليست مشاكل مستحيلة أو دون حل ..

ولكن يد باطشة هى التى كان لها الدور الأكبر في وأد الأمل في بداياته ..

ما القصد من ذكر كل ذلك ؟
هل هو التخويف من أمريكا ؟!
والقول أن لا أحد سيفلت من تحت يديها ؟!!
لا بالطبع ..

ولكن هى محاولة لفهم الظروف شديدة القسوة التى تمر بها بلدان العالم التى تريد بناء تنميتها المستقلة ..
وأى مشاكل تقابلها ، واى اختيارات شديدة الوطأة يجب أن تتعامل معها ..
فهو فصل مسكوت عنه في تاريخ الاقتصاد العالمى الحديث ..

وأردت القول أنه سواء كان اختيارنا الالتحاق بالنظام الرأسمالي بصفة نهائية ، أو أن نسلك الطريق الآخر وهو طريق التنمية المعتمدة على الذات ، فإن كلا الطريقين له تكاليفه وله مشاكله ..

أردت قبل كل شئ الفهم ..

مجرد الفهم للظروف والأحوال ، قبل ان يمسك أى انسان سن قلمه أو لوحة المفاتيح للكلام والإفتاء فى أمور تقتضى من الإنسان دراسة طويلة وبحث مضنى .. ومع كل ذلك لن يفلت من العثرات والأخطاء .

....................
ما سبق مجرد نبذة بسيطة للغاية من قصة طويلة ومريرة .. ومن أراد المزيد فهذه بعض الكتب التى تناولت ذلك بتفصيل أكبر :
- تيم واينر : إرث من الرماد ..تاريخ السى أى ايه .
- تود باكولز : أفكار جديدة من اقتصاديين راحلين .
- روبرت جليبين : الاقتصاد السياسى للعلاقات الدولية .
- ألفريد ايكس الإبن : الاقتصاد العالمى المعاصر .. منذ عام ١٩٨٠ .
- جون بركنز : التاريخ السرى للأمبراطورية الأمريكية .
- جون بركنز : الاغتيال الاقتصادى للأمم .
- توماس بيكيتى : رأس المال فى القرن الحادى والعشرين.
- روبرت هيلبرونز : قادة الفكر الاقتصادى .
- وليم بلوم : الدولة المارقة .
- نعوم تشومسكى : ماذا يريد العم سام ؟
- اولريش شيفر : انهيار الرأسمالية .. أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود .
- لستر ثارو : الصراع على القمة .. مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان .
- سول لانداو : الإمبراطورية الاستباقية .
وليم بلوم : قتل الأمل .. تدخلات العسكريين الأمريكيين وال cia منذ الحرب العالمية الثانية .
- نورمان سولومون : الحروب الميسرة .. كيف يستمر الرؤساء والنخبويون فى تضليلنا حتى الموت .
- ديفيد هارفى : الإمبريالية الجديدة .
- إريك هوبسباوم : عصر رأس المال .



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 7 ) هل تقدم مصر فى ظل تدخل ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 6 ) هل تقدم مصر فى ظل الرأسما ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (5) التقدم الاقتصادى فى زمننا . ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية (4) الجرى وراء السراب .. قصة ال ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 3 ) .. القصة من أولها .
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 2 ) هل كانت السنوات السابقة ج ...
- أضواء على المشكلة الاقتصادية ( ١ ) هل هناك فعلا مشكلة ا ...
- قطر .. والإسلام !!
- العرب والديموقراطية
- هل يمكن النسيان ؟
- لقاء مع الإخوان
- اردوغان .. والحادث الارهابى أمس .
- تقاليد الحكم
- هل الخوف هو السبب ؟!
- قنوات الإخوان وأصدقاءهم .. لماذا لندن ؟
- بشار الأسد .. قصة مسكوت عنها
- زكريا بطرس
- قصيدة قديمة جميلة
- موضوعات وكلمات الأغانى المصرية
- الموسيقى والغناء فى مصر


المزيد.....




- طوكيو: الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية سقط خارج المنطقة ا ...
- إبسوس: ترامب يتفوق على بايدن في الاقتصاد والأخير يتقدم في ال ...
- مكاتب اقتصادية لـ-حماس- قريباً في العراق وتشكيل قاعدة سُنية ...
- تسلا تستدعي الآلاف من شاحنات سايبرتراك.. لهذا السبب
- بنك المغرب المركزي يخفض سعر الفائدة إلى 2.75 بالمئة
- بنك إسرائيل المركزي يستعد لاتساع رقعة الحرب على غزة
- بلومبيرغ: السعودية ستصبح أكبر سوق للبناء في العالم
- مميزات تنزيل الوتساب الذهبي 2024 لجميع المستخدمين
- رسميا.. أعلى سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك والسو ...
- رئيس الوزراء: مصر تحتاج وقودا بـ1.2 مليار دولار لتخفيف انقطا ...


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد فاروق عباس - أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 8 ) هل سترضى أمريكا ؟!