عبدالإله الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 7449 - 2022 / 12 / 1 - 08:08
المحور:
الادب والفن
أَجرمتُ من فرط إِحساسي ومن فِكَري
وغـربتـــي بين قـــــومٍ لــيس كالبشــرِ
وتهمَـتي أَنّهــــــمْ نـامُــــوا وأَقـلقَهـــمْ
ضوئي،وأَزعجهـمْ من أَجلِهـم سهَــري
وتهمَـتي أَنَّ كـــلَّ الأَرضِ قـد لبـِســتْ
صخراً، ومازال مُخضرَّاً لهـم شجـري
وتهمَـتي أَنّـني أَجـريـــتُ مـن قـلـقــي
نهـــراً، لأُنقذَهــمْ من قبضةِ الحجـَــــرِ
وتهمَـتي أَنـّنـي أَدعـــو الـريــــاحَ إلَى
رمـادِهـم ، وأَصبُّ الزيـتَ في الشَّــررِ
إِذا يقـولونَ : "مجنونٌ" فقـد صدقــوا
فيما يـقـولــونَ عن رعدي وعن مطري
لا . لـنْ أُبــدِّلَ أَشــــواكي بمِعلَفِـهـــمْ
لكـي أعـيــشَ ، ولا الآلآم بالخَـــــــدرِ
ولـنْ أُخفِّــضَ لـيْ جـنحــاً بعــاصفـــةٍ
ضدِّي ، ولـنْ أَرجوَ الإِفلاتَ مـن خَطـرِ
إِنّي لسـكـــرانُ مـن صحـويْ بمقـبـرةٍ
سُـدَّتْ ، وسـكرانُ ممّا فِيَّ مـن ضَجَــرِ
أَكــــادُ أَدفــــــعُ عـن وعيٍ إلَـى جَـدَثٍ
جنــــازتي شـاطِـبَ الأَيـــام بالسَّفــــرِ
سُــلِّمـتُ عن والـــــدٍ كُـرهــاً أَمانتَــــه
لكــيْ أُســــلِّمَــهــا كُــرهــاً لمُنتَظـِـــــرِ
وهكـذا صخــرة الأعمــــــارِ تـدفـعُهـا
آمـــــالُ مُندَحِـــــرٍ وَهمـاً لمُندَحـِـــــــرِ
ــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة قديمة في عام ١٩٦٨م
#عبدالإله_الياسري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟