أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - بوياسمين خولى - هل معاملة طالبان للمرأة يمكن أن تصنف جريمة ضد الإنسانية؟














المزيد.....

هل معاملة طالبان للمرأة يمكن أن تصنف جريمة ضد الإنسانية؟


بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)


الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 08:33
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


هل يمكن اعتبار القيود المفروضة على المرأة في أفغانستان اضطهادًا مبنيا على أساس النوع الاجتماعي جريمة ضد الإنسانية؟
يقر العديد من الخبراء أن معاملة نظام طالبان للنساء والفتيات في أفغانستان يمكن اعتبارها اضطهادا جنسانيا- مقعد على الجنس والنوع - وبالتالي جريمة ضد الإنسانية.
لقد ازدادت وتضاعفت مؤخرا وبشكل حاد، انتهاكات الحقوق والحريات الأساسية للنساء والفتيات في أفغانستان. وقد بلغت حد الحظر المفروض على زيارة الفضاءات العمومية في كابول ، وكذلك التدابير التمييزية الأخرى، فهل يمكن اعتبارها اضطهادًا مباشرا ومكشوفا على أساس نوع الجنس ؟
ظل المجتمع الدولي يدعو طالبان - التي استعادت السلطة في غشت 2021 - إلى احترام التزامات أفغانستان في مجال حقوق الإنسان. وما يزال المجتمع الدولي ينتظر، أن تتم المطالبة بجدية، باستعادة حريات المرأة وحقوقها، بعد أن طالب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بوقف الجلد على الفور لاعتباره شكلا من أشكال العقوبة القاسية.
الكثيرون عبر العالم يعتبرون أن طالبان فرضت تفسيراً "متطرفا" للغاية للإسلام وأدخلت تدريجياً قواعد صارمة بشكل متزايد.
فقد تم إغلاق مدارس البنات الثانوية في معظم أنحاء البلاد ، واستبعاد – منهجيا - الموظفات في الخدمة المدنية من معظم الوظائف العامة والاقرار بأجور زهيدة للبقاء في المنازل. كما تُمنع النساء من السفر بمفردهن خارج بلدتهن من دون محرم، ويتعين عليهن تغطية أنفسهن بالحجاب الكامل. كما فرضت حركة طالبان مؤخرا عدم السماح للنساء والفتيات بزيارة الفضاءات الخضراء وممارسة الرياضية في القاعات والنوادي، كما حرمتهن من الحمامات العمومية الخاصة بالنساء. إن غالبية النساء اللواتي كن يعملن في وظائف حكومية منذ استيلاء طالبان على السلطة مجددا في صيف 2021.
بل أكثر من هذا، أعلن مسؤولون في بعض مناطق أفغانستان عدم السماح للنساء بشراء واقتناء بطاقات – SIM - لهواتفهن المحمولة، وهذا لمجرد أن متاجر بيعها لا تتوفر على مناطق منفصلة لخدمتهن بعيدا عن الرجال.
وأقر الأخصائيين النفسانيين أن عزل النساء في منازلهن هو بمثابة سجن، ويرجح أن يؤدي إلى زيادة مستويات العنف الأُسري وتداعيات سلبية على الصحة العقلية والنفسية.
طالب النشطاء والمنظمات الحقوقية عبر العالم بإجراء تحقيق في الأمر مادامت كل تلك الممارسات انتهاك سافر لحقوق الإنسان بموجب القانون الدولي. وحضوا طالبان على احترام الحقوق الأساسية للنساء، داعين المجتمع الدولي إلى المطالبة بإعادة حقوق النساء وحرياتهن وعدم السكوت عن الأمر، لأن لجميع الناس – كل البشر- الحق في أن يعاملوا بكرامة ومساواة.
إن حركة طالبان تخرق تعهدات عديدة باحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة منذ سيطرتها على أفغانستان ، وقمعت وسائل الإعلام، واحتجزت بشكل تعسفي، وعذبت، وأعدمت بإجراءات سريعة المنتقدين والمعارضين المفترضين...
أشار ناشطون حقوقيون كثر إلى ازدواجية وتناقض تعامل المجتمع الدولي، الذي يشجب ويدين وضعية المرأة الأفغانية ويغضّ الطرف في الوقت ذاته عما تتعرض له بقية النساء المسلمات حول العالم من اضطهاد وظروف لا إنسانية في بلدان أخرى.
غير بعيد عن أفغانستان، تتعرض المسلمات في الصين لأبشع أنواع الاضطهاد والتعذيب، إذ فُصلت مئات الآلاف من النساء والفتيات المسلمات في منطقة الأويغور عن عائلاتهن وذويهن، وحُبسن في معسكرات اعتقال.
وقد كشف عديد من شهادات الضحايا عن قصص مروّعة، لتعرُّض نساء الأويغور في معسكرات الاعتقال لجرائم اغتصاب ممنهج وإذلال جنسي، مورست ضدهن تحت ذريعة مواجهة التطرّف الديني، على مرأى بقية المحتجَزين في نفس المعتقل.
وصدرت عدة تقارير استقصائية بعد ذلك، حاولت الصين نفي صحتها، وكشفت بشكل صادم إجبار السلطات الصينية النساء المسلمات في منطقة شينجيانغ، على إجراء عمليات تعقيم لأنفسهن أو تزويدهن بوسائل منع الحمل، إضافة إلى تهديد من رفضن الإجهاض بالاعتقال في المعسكرات.
أما في الهند، فتتعرض نساء الأقلية المسلمة للاضطهاد والقتل والسحل، ويُطرَدن قسراً من منازلهن ويُهجَّرن في العراء، ويتعرض جزء كبير منهن للاعتقال والتعذيب الوحشي.
ولا يقلّ وضع نساء أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار سوءاً ، إذ دفع بهم التنكيل والاضطهاد إلى الفرار واللجوء في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الإنساني في بنغلاديش.
كل هذا يمر وسط صمت وتخاذل أممي، يرى كثيرون أن الحديث فقط عن الخوف من تهديد حقوق المرأة الأفغانية وإن كان مشروعاً، هو مجرد حديث متناقض تمليه المصلحة السياسية ليس إلا.



#بوياسمين_خولى (هاشتاغ)       Abouyasmine_Khawla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم المتحدة تدين استئناف أحكام الإعدام في جرائم تتعلق بالم ...
- سنتان سجنا - مع وقف التنفيذ - ضد سكرتيرة أحد المعسكرات الناز ...
- تطبيق إسرائيلي: صوتك يكشف قصور قلبك
- هل ستستمر حرب روسيا في أوكرانيا وتنتهي بدون أسلحة نووية؟
- هل انكشفت عورة نظام السلطة -البوتيني- ؟
- مذكرات نتنياهو
- الفقر والهشاشة في المغرب بلغة الأرقام
- السيطرة على المطر
- من سيخلف محمود عباس؟
- هل انقلب الأمر على بوتين؟
- علماء إسرائيليون تمكنوا من تحديد الآلية التي تسبب السرطان بع ...
- رخصة عطلة الأبوة في المغرب – سابقة عربية
- إسرائيل وإفريقيا : دبلوماسية برامج التجسس
- هل سيسقط بوتين في الحفرة التي حفرها ؟
- تصدير السلاح، آداة إسرائيل لتوسيع شبكة علاقاتها عبر العالم
- محنة الباحثين والباحثات في الشرق
- -الرواية البوليسية- في الأدب العربي
- الشباب المغربي : معطيات رقمية مؤلمة
- الأديب الجزائري مولود فرعون المغتال الذي ظلمه أبناء جلدته
- هل تهديدات الحرب بين الصين والولايات المتحدة حقيقية ؟


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - بوياسمين خولى - هل معاملة طالبان للمرأة يمكن أن تصنف جريمة ضد الإنسانية؟