أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - الغضب على الوعي العربي في مسرحية - المسامير - لسعد الدين وهبة - المشاكس (46) - صفحات من أوراقي الصحفية















المزيد.....

الغضب على الوعي العربي في مسرحية - المسامير - لسعد الدين وهبة - المشاكس (46) - صفحات من أوراقي الصحفية


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7447 - 2022 / 11 / 29 - 06:35
المحور: الادب والفن
    


رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ
- المشاكس- (46)

17/9/1983
الغضب على الوعي العربي في
مسرحية " المسامير " لسعد الدين وهبة
كتب السيد حافظ
الكاتب ليس إلا شاهدًا صادقًا ملتزمًا أمام التاريخ والكاتب المسرحي الملتزم الجاد يجب أن يعبر عن الإنسان البسيط. وفى فترة الستينات قدم المسرح المصرى فرسان الرؤية الاجتماعية أخصب ما لديهم حتى الآن .. حيث أظهر نعمان عاشور الذى أجاد إستخدام الدراما واللغة والبناء والتحليل للبنيوية الاجتماعية ونجيب سرور الذى تحدث عن الحب والعشق والنيل والناس وميخائيل رومان الذى إشتهر بالتغريب فى المسرح الجديد . أما فى مسرح سعد الدين وهبة فإننا نرى المؤلف الذى يعتمد على المواقف التى تقدم نفسها على هيئة اجتماعية وسرعان ما تنكشف وتعبر عن نفسها وقد تتنكر لمواقفها وقد تتمسك بمبادئها وقد تساير الركب وتضلل نفسها أي تطوف فوق الموجه تحمل الشعارات لأي زعيم وتصعد بكل الوسائل على أكتاف الآخرين وبإنتهازية المواقف .
إذًا كيف ظهر السخط والغضب فى مسرح سعد الدين وهبة ؟
جاءت نكسة 67 وفوق طوفان المرارة ظهر السخط والغضب فى مسرح سعد الدين وهبة بمسرحية " المسامير " وكان هذا عام 1967 . وكانت هذه المسرحية تعبيرًا عن الدول النامية التى تعاني من التخلف والتى عندما تتحرر من قيود الاستعمار تقع فى مأزق المؤامرات المستمرة مثلما حدث لثورة 1952 فقد كانت مؤامرة 1967 على الشعب المصرى تهدف إلى ضرب إنجازات الثورة فى مصر وتمكين إسرائيل من وضع يدها على المنطقة إلا أن الجيل الذى آمن بالثورة و أعطاها من دمه وفكره ومن حياته عاش بمرارة .. لقد كانت المؤامرة كبيرة الحجم وكانت النكسة نكسة فكرية حيث تبرىء جيل من جيل وحيث وقف هذا الجيل ينظر إلى كل الأجيال نظرة الإحتقار والسخط والغضب وجاءت هذه المرارة فى مسامير سعد الدين وهبة حيث إستمدت وقائعها و إسقاطاتها من ثورة 1919 و إختار المؤلف الزمان 1919 أما المكان .. فكان قرية صغيرة يعيش فيها الفلاح عبد الله .
وزوجته فاطمة والزوجة فاطمة تناضل بشرف من أجل زوجها وقريتها وبها علوان . الشخصية المصرية السطحية . التى تعتمد على الفهلوة والاستسلام لما هو كائن محاولة للتكيف معه حيث إنه يطرح مع عبد الله حول دخول الإنجليز إلى القرية " أهُمْ عملوا كدة وخلاص وقاعدين فى حالهم " إن هذه الشخصية الفهلوية التى تتسم بالسلبية نتيجة خضوع الإنسان المصرى لفترات طويلة من الزمن للحكم الأجنبى وللاستعمار الذى جعل من مصر بلادًا خيرها لغيرها وبات الإنسان المصرى يؤمن بحكم القوي على الضعيف و إزاء هذا القهر المستمر والحكم الأجنبى المستند لرأي المصري الفهلوي " الخضوع عند الحاجة رجولية " والحاجة الوحيدة هى بقاؤه مع إتخاذ المواقف السلبية والنفاق .
رمزي و إن جنحوا للسلم فاجنح لها .
عبد الصمد : من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا . إن الإبداع الدرامي يتطلب وعي الكاتب بالقوى المتصارعة فأمام الجميع توجد قوة الاستعمار وقوة الفلاحين الكادحين وقوة المستقلين المتحالفين مع الاستعمار وقوة المثقفين السلبيين و إلى هنا تبقى حقيقة أخرى لدى الكاتب الواعي وهي أين المثقفين الذين أفرزتهم الطبقة الكادحة الذين يحملون الفعل لا القول ..
يقول رمزي : أنا أول ما دخلت السجن لقيت حرامية ونصابين أما لقيت وكيل نيابة المركز حبسوه علشان أفرج عن الفلاحين ومهندس الرى علشان " مرضاش يقطع الميه " .
هكذا يقدم سعد الدين وهبة المثقفين الثوريين فى المسرحية لكنه يقدم رأيًا آخر لأسباب هزيمة 1967 .
منصور : وهم علشان إتعلموا في المدرسة يبقى هم إللي يقولوا لنا نعمل أيه؟ أي إن فئة المعلمين قادت الجماهير وعزلتها عن الفعل .
باختصار إن المسرحية توضح لنا أن فئة التجار خانت بلادها وتحالفت مع الاستعمار للحفاظ على مصالحها وبهذا فالمسرحية تفجر الواقع العربي بتحاليل اجتماعية منهجية مؤثرة ودراسة التركيب الاجتماعي الطبقي كرد فعل للنكسة.
والإنتهازية إلى درجة مخاطبة الكلب بياسيدي . وهذه الشخصية تختلف عن شخصية ابن البلد الأصيل " عبد الله " و "فاطمة" التي تحدد المشكلة بقولها!!
- إتحملنا كثير من العمدة وبلاويه وناقص نستحمل الإنجليز .
وبهذه العبارة يفجر سعد الدين وهبة جوهر الصراع بين الإقطاع ممثلاً في زيدان بيه والشخصية الهامشية التي تتبعه ممثلةً في شخصية العمدة .. فالعمدة يريد أن يرضي الإقطاع ممثلاً في زيدان بيه وفي نفس الوقت يحافظ على حب أهل البلد ، ويبقى العمدة في منطقة الوسط وتظل هذه الشخصية محصورة في محاولة القضاء على الخيانة لأنه في نظر الأهالي خائنًا . ولكن ما عقوبة الخيانة ؟
- هل القتل عمل ثوري ؟
في الحقيقة إن التغيير لا يتم إلا بتغيير العلاقات الاجتماعية وتغيير الروابط الاقتصادية وبالتالي فإن القرية تدور في صراع مفرغ لتغيير حياتها ؟
إن رجل الدين في مسرح سعد الدين وهبة يرفض الحلول الإنهزامية ويحمل فكرًا ثوريًا يبرز في مواجهته للمثقف الرمزي من خلال هذا الحوار .
لقد كانت اللغة على المستوى الإنفعالي تعبر عن الإحساسات المختلفة فكانت لكل شخصية لغتها المميزة . إن الدوافع اللاشعورية قد دفعت مسرحية المسامير إلى إسقاطات عصرية غاضبة مستخدمة الرمز ونجح سعد الدين وهبة في عرض القضية وسلامة الأداء الفني وقد نلتمس العذر له ولكن أسأل اين الرواية المستقبلية ؟ والمسرحية المستقبلية ؟
والرؤية المستقبلية قد فقدت بسبب الضبابية .. الآن المسرح الجديد هو مسرح الغضب فعاد – ما يفقد ميزة إستشراف ملامح المستقبل .
لكن مسرحية المسامير كانت تلح على أن الحل هو الحرب والخلاص لن يكون إلا بالحرب الشعبية لكل الجماهير العربية ؟

قـــــالــــوا
إن المؤلف الحديث للمسرح – مع ملاحظة إستثناءات قليلة – جندي في إحدى حروب العصابات و مهما كانت عقيدة المؤلف السياسية فإن فنه ليس إلا تعبيرًا عن حالة روحية كامنة في وعيه . المؤلف الطليعي محارب متطلع إلى مثل و هو فوضوي متمسك بفرديته . و مسافر وحيد ماض في طريقه الخاص . له أراؤه الشخصية دون حاجة إلى رفيق مهما كان هو ساع إلى بلوغ ما هو مستحيل دون أن يقنع بما هو ممكن و هو دائمًا ساخط متذمر، و سخطه و تذمره يغوصان إلى أصول وجوده نفسه و لهذا فإن عملية الفن تتحول إلى سلوك . إلى عالم خيالي يعيد فيه تكوينًا جديدًا للعالم الحقيقي في عالم مضطرب تسوده الفوضى .
و عصب المسرحية الحديثة من هذه الناحية ليس إلا صراعًا بين الفكرة و السلوك بين المفهوم و طريقة تنفيذه .
« تاكيس موزينديس »



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية 1980 - المشاكس (43) - ...
- زمن الفوضى !! - المشاكس (44) - صفحات من أوراقي الصحفية
- أهلاً بفنانى البحرين التشكيليين فى الكويت بكل الألوان -المشا ...
- جولة بحث في عقول رسامينا الصغار -المشاكس (41) - صفحات من أور ...
- أضواء على الفن التشكيلي -المشاكس (40) - صفحات من أوراقي الصح ...
- يا أمة القمر على الباب - المشاكس (39) - صفحات من أوراقي الصح ...
- مظاهرات 5 آلاف شاب ( عمال وطلاب ) يهتفون ضد إسرائيل - (37) - ...
- كمال أحمد والحزب الناصري- (38) - صفحات من أوراقي الصحفية
- الفنان سلوك . - المشاكس- (35) - صفحات من أوراقي الصحفية
- آراء متعددة - المشاكس- (36) - صفحات من أوراقي الصحفية
- انتفاضة الفنان المصري - المشاكس- (33) - صفحات من أوراقي الصح ...
- الولد اللي ما بيجمعش يونس شلبي - المشاكس- (34) - صفحات من أو ...
- ظاهرة النحس في الوسط الفني - المشاكس- (31) - صفحات من أوراقي ...
- فرص وهمية للبيع !! - المشاكس- (32) - صفحات من أوراقي الصحفية
- هجرة الفنان العربي - المشاكس- (29) - صفحات من أوراقي الصحفية
- جولة فى شارع الفن - المشاكس- (30) - صفحات من أوراقي الصحفية
- الفرح يأتي سرًا - المشاكس- (27) - صفحات من أوراقي الصحفية
- أي مدينة أنت يا قاهرة يا مدينة الذهول .. والعلم .. - المشاكس ...
- ليلة مصرع صلاح عبد الصبور !! - المشاكس- (25) - صفحات من أورا ...
- لك الله يا مصر !! - المشاكس- (26) - صفحات من أوراقي الصحفية


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - الغضب على الوعي العربي في مسرحية - المسامير - لسعد الدين وهبة - المشاكس (46) - صفحات من أوراقي الصحفية