|
عندما سألت الفيلسوف عن مواقف الكتل البرلمانية الأخري من المأزق الفلسطيني:
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:50
المحور:
كتابات ساخرة
فقال الفيلسوف: تقصد غير فتح وحماس. فقلت: نعم
فقال الفيلسوف:تتكون هذه الكتل من قسمين من الأحزاب، حسب الأداة النضالية التي تتبناها، قسم يمارس العمل المسلح، مثل الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية. وقسم آخر مثل حزب الشعب والمبادرة الوطنية، والطريق الثالث يمارس العمل السياسي.
فقلت: نعم. وكيف تراها ائتلفت في كتل، وهي مختلفة في أدواتها النضالية.
فقال الفيلسوف: هذه الحالة التي تتحدث عنها فقط كانت في كتلة البديل التي جمعت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وفدا، لأن كتلة الجبهة الشعبية( أبو علي مصطفي) لم تشارك الأحزاب الأخرى، وبقيت منسجمة مع برنامجها وأداتها النضالية، وكذلك كتلة فلسطين المستقلة، وكتلة الطريق الثالث.
فقلت يا فيلسوف: أليست كل هذه الكتل هي كتل علمانية، وبرامجها لا تكاد تختلف عن بعضها. فلماذا لم تشترك في كتلة واحدة.
فقال الفيلسوف: هناك اختلافات كبيرة بين العلمانية واليسارية، فكتلة أبو علي مصطفي والبديل هي كتل يسارية، أما كتلة فلسطين المستقلة، وكتلة الطريق الثالث، فهي أقرب لليبرالية، رغم أنهم جميعاً يطلقون علي أنفسهم الديمقراطيين، أو كما يحلو لهم التيار الثالث ( الديمقراطي )، رغم عدم وضوح ماهية، ومعني التيار الثالث، وأن التيار الديمقراطي يعني في حقيقته الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية الأصل( ديمقراطية السوق) وليس الديمقراطية المركزية اليسارية الأصل.
فقلت يا فيلسوف: لماذا تدخلنا في هذه المصطلحات، فهم ماداموا غير فتح وحماس، فالفروقات بينهم ليست كبيرة. فلماذا لم يأتلفوا في كتلة واحدة لإحلال التوازن في الخارطة السياسية الفلسطينية،بدل أن تنفرد فتح وحماس بالسياسة الفلسطينية التي أوصلتنا إلي الاحتقان والصدام؟ أنا أعرف أنهم يحاولون التوحد في تيار ثالث منذ قبل إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، ولو أنهم توحدوا، لكانت قوتهم أكبر، ولكانوا حصلوا علي مقاعد أكبر في انتخابات التشريعي، ولكان لهم تأثير أقوي في القرار الفلسطيني.
فقال الفيلسوف: هذه أمنية كانت تراودهم، لكن الأنانية والشخصنة قد لعبت دوراً سلبياً في عدم إتمام ذلك التيار.
فقلت: صحيح، لكنني أري أن هناك سبب أكبر من ذلك.
فقال ما هو؟ فقلت: هؤلاء ليسوا جميعهم يساريون، فهناك كتلتين لا تتبني فكراً يسارياً، وكما قلنا، هناك اختلاف بين اليساريين منهم في أدواتهم النضالية، وحتى برامجهم، وعلي هذا كان من المستحيل توحدهم.
فقال الفيلسوف: إن المسئولية تقع علي الجبهة الشعبية الفصيل الأقوى للم التيار الديمقراطي، ولكنها تمسكت ببرنامجها وأداتها النضالية، ورفضت الاشتراك مع الآخرين في كتلة واحدة.
فقلت يا فيلسوف: كيف تطلب من الجبهة الشعبية اليسارية المقاتلة التحالف مع الليبراليين.
فقال الفيلسوف لقد دعمت مصطفي البرغوثي في انتخابات الرئاسة، فكيف حدث هذا؟ فقلت: كان هناك خلافات حادة داخل الجبهة الشعبية بخصوص هذا التحالف، وقد أصرت الجبهة علي تضمين برنامج مرشح الرئاسة في حينها فقرات كانت الأقرب لبرنامجها، وقد أثبتت الانتخابات التشريعية مدي تأثير قوتها في جلب الأصوات لمرشح الرئاسة مصطفي البرغوثي. ولكنك لم تجبني يا فيلسوف عن سؤالي حتى الآن. هل تؤثر هذه الكتل في إمكانية حل المأزق الفلسطيني بهذه القوة البرلمانية؟ فقال الفيلسوف: علي صعيد بعض القوانين والتشريعات قد يكون لها دوراً، لكن علي مستوي قوة الفعل للتوازن مع فتح وحماس، فهذا لن يحدث، لأنها في مجموعها لا تستطيع ذلك. فقلت : وما العمل؟ هل ستبقي الساحة الفلسطينية لفتح وحماس؟
فقال الفيلسوف: إذا استطاعت الجبهة الشعبية من تجميع اليسار في كتلة يسارية، وليست كتل ليبرالية، أو كما يسمونها ديمقراطية، فقد تنجح في حالة حدوث انتخابات مبكرة، وإذا ما تخلص الجميع من مطامعه الشخصية، والأنانية الحزبية، لأن إمكانية استنهاض قوة تيار علي برنامج اشتراكي بعد فشل المحاولات السابقة للابتعاد عن الجذور، وتبني أشكالاً لا تتناسب مع البيئة الفلسطينية، فقد يكون هناك إمكانية،والدليل علي ذلك، هو أن المبتعدين عن جذورهم، هم جميعهم من أصول يسارية، ولم نجد في العقدين الماضيين، أن أناس من فتح، أو حماس قد شطحوا، أو تركوا تنظيماتهم مثل اليساريين، ولذلك ظلوا حتى اللحظة أقوياء. أما اليساريين المبتكرين فقد أضروا باليسار وأضعفوه. وغير ذلك من شطحات، ستبقي الساحة مفتوحة لتجمعات انتخابية موسمية تمويلية تضعف من إمكانية النهوض، وهذا يحتاج إلي البدء فوراً في الإعداد لخطة طوارئ ليست بالعقلية السابقة، فاليسار يحتاج لإبداع، ورغم ضبابية إمكانية ذلك، إلا أنني أري أن المرحلة الآنية، والقادمة فإن البيئة الفلسطينية هي أكثر من مناسبة، إذا فكرنا بتأمل، وإنكار للذات، وتخلصنا سريعاً من الرواسب العالقة في الأذهان، والتضخم في الذات التي حدثت، أو أحدثت، بفعل عوامل أكبرها كان ضرراً وتشجيعاً علي الشطحات، تلك العوامل الخارجية التي مزقت اليسار، والتي سأتحدث عنها في الحلقة القادمة . فقلت يا فيلسوف: ماذا عن دور المنظمات غير الحكومية في الخارطة السياسية الفلسطينية. فقال الفيلسوف: سأجيبك في الحلقة القادمة.
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما سألت الفيلسوف عن الجندي الأسير والاجتياح الاسرائيلي ال
...
-
عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!
-
عندما سألت الفيلسوف...عن أفضل برامج الأحزاب- العصابات
-
عن (السياسيين) اللئام !!!
-
نفسي أشوفك يوم !!!
-
بين قبرين !!!
-
الحب الأول لا يغيب !!!
-
كله يفوق !!
-
التوحش !! قصة قصيرة
-
أباتشي اتنين وزنانتين !!!!
-
سنذهب الي بحرنا كل يوم يا جاك !!!!
-
ياشيخه هقوشتيني !!!!
-
رنا يا حلوة الحلوات!!!!
-
إن الحرب تشتعل !!!
-
لا تبك يا طيب !!
-
أبد أبد !!!
-
مريدون ... للنذل والحرامي والديوث !!!
-
المنجليط .. والمنجلوط !!
-
اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!
-
اصابات متكررة .. بنيران صديقة !!!
المزيد.....
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|