أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الثاني)














المزيد.....

الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الثاني)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 02:35
المحور: الادب والفن
    


- "فساد العقول"
أما اليوم، تواصل الحكومة الصينية، مثلا، إصدار مراسيم ضد الكتب المدرسية "التي لا تتناسب مع القيم الاشتراكية الأساسية [للبلد]؛ والتي تتضمن قيما مختلفة، ونظرات إلى العالم ومفاهيم عن الحياة منحرفة". تلك لغة كلاسيكية مرنة يمكن أن تنطبق على أي كتاب لا توافق عليه السلطات لسبب من الأسباب.
رغم أن "المتعلمين لا يلتفتون إليها حقا"، كما لاحظت إحدى المعلمات في عام 2020، فقد أزاحت روايتين "مزرعة الحيوانات" و "1984" لجورج أورويل من رفوف مكتبة المدرسة.
في روسيا، كانت استراتيجية حظر الكتاب شأنا عاما بشكل ملحوظ، مع الأخذ في الاعتبار عدد المؤلفين الكبار الذين قامت تلك الدولة بتصدير كتاباتهم- على نحو إرادي أم لا إرادي - إلى بقية العالم.
خلال الحقبة السوفيتية، حاولت الحكومة ممارسة أقصى قدر من السيطرة على عادات القراءة لدى مواطنيها، وكذلك على بقية حياتهم. في عام 1958، حصل بوريس باسترناك على جائزة نوبل للآداب عن روايته "الدكتور جيفاغو"، التي نُشرت في إيطاليا العام السابق، ولكن ليس في بلاده.
أثارت هذه الجائزة حفيظة السلطات السوفيتية (وصفت وسائل الإعلام الرسمية العمل بأنه "بغيض وخبيث فنيا") لدرجة أن كاتبها اضطر إلى رفض الجائزة.
كرهت الحكومة الكتاب بسبب ما لا يتضمنه - لم يقم بمدح الثورة الروسية - وبسبب ما تضمنه: احتوى على تلميحات دينية واحتفى بشجاعة الفرد (مخابرات سي اي أيه، وهي تستشعر "القيمة الدعائية العظيمة" لـ "الدكتور جيفاغو"، ساهمت بطريقة ما في طباعته بروسيا).
أدى حظر الكتب في الاتحاد السوفيتي إلى تطوير الساميزدات - أو الكتابة ذاتية النشر - التي نحن مدينون بوجودها المستمر لشعر أوسيب ماندلستام. لخص الكاتب المنشق فلاديمير بوكوفسكي الساميزدات على النحو التالي: "أنا أكتبها، أحررها، أراقبها، أنشرها، وأوزعها، ومن أجل ذلك أتحمل بنفسي مسؤولية سجني".
لكن الغربيين يتفاخرون عبثا إذا اعتقدوا أن هذا لا يحدث في أوطانهم. عندما يتم حظر الكتب أو عندما يحاول الناس حظرها، فإن الحجة هي نفسها كما في أي مكان آخر: إنها مسألة حماية الأشخاص العاديين، الذين يُفترض أنهم ليسوا أذكياء بما يكفي للحكم على أنفسهم، والتعرض للأفكار المفسدة.
في المملكة المتحدة، غالبا ما كان حظر الكتب أداة ضد ما يُنظر إليه على أنه إباحية جنسية.
عادة ما تتم محاولة لاستخدام قوة القانون الغاشمة لغاية إيقاف التغيير الاجتماعي. هذا تكتيك يمنى بالفشل دائما، لكنه مع ذلك لا يقاوم بالنسبة للسلطات قصيرة النظر.
عانت سمعة العديد من المؤلفين من خلافاتهم مع القوانين ضد الإباحية في المملكة المتحدة. كان جيمس جويس حاذقا عندما قال أثناء كتابته لرواية "عوليس" إنه "على الرغم من الشرطة أود أن أضع كل شيء في روايتي" - تم حظر عمله في المملكة المتحدة من عام 1922 إلى عام 1936، مع أن رجل القانون المسؤول عن حق النقض قرأ فقط 42 صفحة من الكتاب المؤلف من 732 صفحة. هذا "الكل شيء" الذي وضعه جويس في "عوليس" شمل العادة السرية، السب، الجنس، وزيارات المراحيض .
كان لورانس حالة خاصة؛ إذ تعرض عمله، الذي غالبا ما اشتمل بين دفتيه على أفعال جنسية نظر إليها لورانس باحترام روحي، لحملة من قبل التاج البريطاني دامت لسنوات: أحرقوا كتابه "قوس قزح"، واعترضوا بريده للاستيلاء على قصائده تحت عنوان"خواطر"، وقاموا بإنزال على معرضه الفني.
استمر الثأر إلى ما بعد القبر، عندما نشرت دار Penguin كتاب "عشيق الليدي تشاترلي" عام 1960، ما أدى إلى متابعات قضائية.
كانت المحاكمة مشهورة: جند الناشر العشرات من الكتاب والأساتذة الجامعيين للإدلاء بشهاداتهم على الصفات الأدبية للكتاب (رغم رفض مؤلف الأطفال الإنجليزي إنيد بليتون المشاركة)، وقد أوضح القاضي عدم ثقة الدولة في القراء العاديين عندما حذر هيئة المحكمة من اللجوء إلى خبراء الأدب: "هل هذه هي الطريقة التي ستقرأ بها الفتيات العاملات في المصانع هذا الكتاب؟
النقطة الأخيرة في هذه القضية، التي حكمت فيها هيئة المحكمة بالإجماع لصالح دار النشر Penguin، كانت بمثابة مفارقة رائعة. منذ ثلاث سنوات، وبعد ستة عقود من محاولة حظر الكتاب، منعت الحكومة البريطانية بيع نسخة القاضي من كتاب "عشيق الليدي تشاترلي"
لأجنبي، مخافة العثور على مشتر وحتى يمكن الحفاظ على هذا الجزء المهم من تاريخ الأمة في المملكة المتحدة، التي جرى فيها استخدام حظر الكتب كأداة ضد الإباحية الجنسية الملموسة. وفي هذا الإطار اندرجت المحاكمة الشهيرة لرواية لورانس "عشيق الليدي تشاترلي".

عن: B B C NEWS AFRIQUE
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الأول)
- الإنترنت وثقافة التفاهة
- المغرب: اعتقال النقيب محمد زيان يفجر غضبا إزاء سياسة نظام ال ...
- حقوق المرأة المغربية بين الأمس واليوم
- مشروع الأنوار كما رآه تزفتان تودوروف
- رسالة مفتوحة إلى جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للمجلس ...
- فلسفة اللغة (الجزء الرابع)
- فلسفة اللغة (الجزء الثالث)
- فلسفة اللغة (الجزء الثاني)
- جاك دريدا وعبد الكبير الخطيبي تربطهما علاقة صداقة من نوع خاص
- فلسفة اللغة (الجزء الأول)
- شھادة تزفيتان تودوروف في حق صديقه إدوارد سعيد
- أردوغان لا يجد وصفا أنسب له لوصم معارضيه من -الإرهابيين-
- العلاقة بين الأدب والإيديولوجيا من منظور جيزيل سابيرو
- الإرهاب يضرب إسطنبول: حصيلة القتلى والجرحى في تزايد
- إشكالية تعريف الفلسفة
- لجنة حقوق الإنسان تناقش التقرير المغربي (الجزء الثاني)
- لجنة حقوق الإنسان بجنيف تناقش التقرير المغربي (الجزء الأول)
- جان بول سارتر: الوعي الذاتي ووعي الآخرين
- موجز القول الفلسفي في مفهوم الوعي الذاتي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الثاني)