وفاء كريم
الحوار المتمدن-العدد: 7442 - 2022 / 11 / 24 - 17:05
المحور:
الادب والفن
في الزمن الاول للغياب
كان البحر ياخذ مني كل الكلام
و يلقي به للنوارس الجائعة
لم يكن البحر يدرك
معنى ان تكون وحيدا و اخرسا
كان يضع على الجراح في حلقي
ملحا
ثم يغسل يديه
و ينام
تركت لغتي للبحر و الرياح
و تعلمت البقاء
تحت خط الصمت
كانت الساعة في يدي تشير الى
الجرح العاشر
و المساء الاخير
جال في خاطري
كل الكلام
و لكني خشيت
ان يقع في
شباك
المعاني الفارغة
لا اذكر كم مر
من الوقت
كان الجرح اعمق من ان
يشير اليه اصبع
مبتور
كنت بنصف حلم
و نصف نبضة
و نصف وهم
و لغتي لم تتخلص من لعنة
الفراق
صوتي لا يزال
مالحا
غسلت حنجرتي جيدا
قبل ان اغني
المطلع الاول
لم يكن ممكنا
ربما تاخر الوقت
و لم يعد صوتي يصلح للغناء
فالبحر عادة يميل الى
اعماقه الهادئة
و لا يتصالح مع موجه
الصاخب
و الرياح التي تثرثر بالحرية
لن تغفر
لمن يحاول الطيران
فوق تياراتها
كان الزمن الاخير للغياب
لم اتطلع الى الساعة
كان الوقت ينظر الي
بصمت
و يتطلع
الى مراكب الحلم تمر فوق راسي
و تعبر الى
ارض جديدة
و العقارب في ساعته
كانت قد
توقفت عن الدوران..
#وفاء_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟