فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7440 - 2022 / 11 / 22 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتقاعد هو ذلك الإنسان الذي أفنى زهرة شبابه موظفاً في دوائر الدولة العراقية في خدمة أبناء الشعب العراقي بتفاني وإخلاص ونقاوة القلب والأيادي البيضاء الذي كان يحمل الأضابير الغير منجزة أثناء عمله تحت أبطه إلى البيت من أجل إنجازها على حساب راحته وعلاقته مع أفراد عائلته ويسهر الليالي من أجل إنجاز جميع الأضابير ... وكانوا بالرغم من روايتهم القليلة إلا أن نفوسهم أبية وكبيرة وأيديهم نقية وبيضاء وكانوا بسبب ضعف رواتبهم يبيعون كتبهم الرائعة والنادرة التي كانوا يزيحون الغبار عنها بربطة عنقهم يعرضوها للبيع على أرصفة الشوارع من أجل توفير لقمة العيش الشريفة والطاهرة لهم ولأفراد عوائلهم.
إن الدولة تطالب الموظف بالنزاهة والإخلاص والابتعاد عن الفساد الإداري وهو يستلم الراتب المتدني والقليل يسكن في بيت للإيجار ويتحمل أجور فحص الطبيب وشراء الأدوية والإنسان المتقاعد الذي يستلم راتب شهر خمسمائة ألف دينار الذي يعيش حياة تحت مستوى الفقر بمعدل وجبتين في اليوم كيف يستطيع المتقاعد أن يقدم مستلزمات الدراسة والملابس والحاجيات الأخرى ذات العلاقة بالقيم الروحية وللعلم لأولادهم وعوائلهم.
إن بعض المتقاعدين سحبوا أبنائهم من كراسي الدراسة ودفعوهم للعمل في السوق عتالين أو بائعي أكياس النايلون من أجل مساعدة رب الأسرة في توفير لقمة العيش لهم.
إن الدولة مؤسسة خدمية للشعب والمتقاعد إنسان من أبناء الشعب والمفروض بالدولة توفير مستلزمات الحياة المادية والمعنوية لجميع أبناء الشعب ومن ضمنهم المتقاعدون وإنصافهم ومساعدتهم على العيش بعز وكرامة.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟