كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7440 - 2022 / 11 / 22 - 00:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستحتفل الإمارات بعد بضعة أيام بمرور 51 عاماً على تأسيس اتحادها الذي رسمت تحت مظلته مستقبلاً زاهراً، وأكثر إشراقاً لأبنائها والمقيمين على أرضها، وستمضي الامارات في تميزها وريادتها بمجالات شتى، لتكون الوجهة المفضلة للعيش الآمن والعمل المربح في المنطقة، وعلى المستوى العالمي. ويعود الفخر في نهضتها وشموخها وتألقها إلى نبوغ قادتها الذين بذلوا جهوداً استثنائية في سبيل بناء دولتهم على الأسس الصحيحة وبوقت قياسي. .
اما في العراق فسنحتفل بمرور أكثر من 51 قرناً على انطلاق اولى الحضارات البشرية فوق ارضنا وبين ربوعنا، لنسجل عام 2022 الارقام القياسية في الفوضى والفشل والانهيار والتقهقر إلى الوراء، حتى لم يعد وراءنا وراء. فالعراق اليوم هو الدولة الاولى في تعداد اللصوص والمهربين والمزورين وقطاع الطرق، والدولة الاولى في تعداد العناصر المسلحة والسلاح المنفلت والنزاعات العشائرية والانتهاكات الحدودية. .
من كان يصدق ان يكون هذا حال العراق بعد ان كان أقوم البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلاً وجملة ؟.
ومن كان يتوقع ان يكون هذا حال البلد الذي تعاقبت عليه أرقى الحضارات في تاريخ البشرية، مثل: السومرية، والبابلية، والآشورية؛ حتى جاءه الفتح الإسلامي ليصبح أهم مراكز الخلافة ؟.
لقد اصبحت الإمارات اليوم قبلة الدنيا بأقل من نصف قرن، بينما هبطت مؤشرات بلاد ما بين النهرين إلى المستوى الادنى بالمقارنة مع أقطار السماوات والارض. .
ليس الذنب ذنب الشعب العراقي، وانما ذنب الحكومات التي رسمت خارطة الفشل منذ عام 1932 وحتى يومنا هذا. .
ولا مجال لمقارنة العراق مع الدولة التي كانت تعتمد في بداياتها على صيد الأسماك واللؤلؤ، لكنها تشهد اليوم نمواً اقتصادياً مذهلاً وهائلاً مدفوعاً بثروتها من النفط والغاز، حتى أصبحت محطة استقطاب مالية وسياحية في الخليج والشرق الأوسط.
ومرت سياستها الخارجية بتحولات وقفزات إيجابية كبرى خلال الخمسين عاما الماضية. .
قد نختلف مع الحكومات العراقية المتعاقبة، لكننا لا نختلف مع العراق، ولا نقف مع أي ميليشيا ضد العراق، حتى لو تدهورت أحوالنا واصبحنا نفترش الارض ونلتحف السماء. .
فاتقوا الله، وارحموا العراق يرحمكم الله. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟