|
النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات والكعوب العالية ؟؟؟
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 16:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات والكعوب العالية ؟؟ -----------------------------------------------------------------------------
النساء ، يتحملن الجهد والعناء والضغط ، نفسيا وماديا ، لكى يظهرن دائما ، وقد أخفين بصمات الزمن بعمليات التجميل ، وارتداء الأزياء الفاخرة ، والكعوب العالية ، والمجوهرات الغالية ، والعطور ، والمكياج من الرأس حتى القدمين . النساء فى العالم ، لهن عقلية متشابهة . والا لِم أصبحت صناعة مستحضرات التجميل ، وتصميمات الأزياء العالمية ، وجراحات شد الوجه والجسم ، من أربح الصناعات الرأسمالية ، مع تجارة السلاح . اذن ليس من مصلحة الحضارة الرأسمالية العالمية السائدة ، القضاء على تجميل النساء ، والقضاء على الارهاب الدينى . المشهد التجميلى النسائى ، صنعته الثقافة الذكورية ، ويرسخه الاعلام الذكورى ، والمرأة تدعمه دائما ، ولا تدرك أنه ضد الجمال الحقيقى ، وضد نفسها . ان المرأة الحرة ، ترفض أن يعولها رجل اقتصاديا ، وأن يعولها المجتمع فكريا وثقافيا وأخلاقيا . ان تعبير " سن اليأس " ، يحدد مصير النساء ، ومفاهيم الجمال والأنوثة ، بالقدرة على الانجاب . وهذا منطق شديد الظُلم ، والتخلف ، والجهل ، و الضحالة . أولاً ، لأن الخصوبة البيولوجية ، زمنها قصير جدا ، ً مقارنة بحياة المرأة . ثانياً ، ان " الجمال " ، لا علاقة له ، بقدرة المرأة على الإنجاب ، أو بمدى إتباعها نصائح التجميل ، لترضى أذواق وأمزجة رجال الفكر الذكورى . إن " الجمال " ، ليس له سن ، لأنه قيمة " داخلية " ، نابعة من عقل ، وقلب المرأة ، وبالتالى هو " غير مشروط " ، بالحمل والإنجاب ، أو بالعناصر الخارجية ، الزائلة . الجمال الحقيقى ، لا يُرى ، وانما يتكشف تدريجيا ، بطيئا ، ويشع هادئا ، يتسلل الينا سلسا مثل شمس الخريف ، يدهشنا بأسئلة جديدة ، ويحفز على مشاعر غير مألوفة ، ويثير حيرتنا ، ورغبتنا غير المبررة فى الاقتراب منه ، والتعلق به ، وادراك أسراره ، ومن أين يأتينا . تنبع حقيقة " الجمال " ، من ثقة المرأة بنفسها ، واعتزازها بشخصيتها ، المتفردة المستقلة ، التى لا تشبه الا ذاتها ، وشغلها النافع لتغيير نفسها ومجتمعها ، من ابداعها المختلف ، وشجاعتها وصدقها في مواجهه العالم بوجه مغسول ، وأن تحب تقدمها فى العمر، بكل بصماته ، علي الملامح والجسد ، بل تعتبر الكبر ، محطة النضج ، والحكمة ، والسخرية من المقاييس المختلة المزيفة ؟؟. نجمات السينما عندما يتقدمن فى العمر ، يهملن ، لأنهن أصبحن " قبيحات " وفقا للجمال الذكورى المزيف . ويجبرن اما على الاعتزال والاكتئاب ، أو الدخول فى متاهة وسباق عمليات التجميل والأناقة الخارجية ، الذى يستعبدها ويستهلكها . العكس ، لا يحدث مع النجوم الرجال ، لهم العمر ذاته ، والتجاعيد والكرمشات والخطوط والترهل نفسه . ولا يخفي الرجل عمره الحقيقى . بينما المرأة ، تخفيه ، كأنها " جريمة " ، يجب ازالة بصماتها أولا بأول ، أو " بلاء " ، لابد من ستره . فكيف تتجرأ على الكبر تكبر ؟؟. ويا لسخافة المقولة وثقل دمها الأخلاقى والحضارى : " لا تسأل المرأة عن عمرها ". نسمع عن أخبار عمليات التجميل الخاطئة ، هنا وهناك ، والتى أدت الى تشوه جزئى أو كلى للملامح ، وهناك فتيات ونساء فارقن الحياة أثناء عمليات تغيير مسار المعدة أو تضييقها ، أو كن ضحية آثار جانبية مستديمة . ومع ذلك ، تبقى الذكورية واعلامها أقوى ، فى غسيل وتوجيه العقول والفلوس . حتى المرأة الفقيرة أو التى " على قد حالها " ، قد تستقطع من القوت الضرورى ، أو تستدين لشراء أحمر شفاه مستورد ، أو لتركيب عدسات ملونة . مستورد ، أو لتركيب عدسات ملونة . التيار السائد فى جميع أشكال الفن ، ترى المرأة " سلعة " لابد أن تتزوق لارضاء الزبون ، وهى " ديكور " يجب أن يواكب أحدث موضات التصميم ، لجذب العميل . وأيضا التقاليد كلها متخمة بالاساءة المتهكمة المتنمرة على " المرأة العجوز القبيحة ". بينما الرجل العجوز القبيح ، يظل يستمتع بوقاره وبملذات الدنيا ، الشرعى منها وغير الشرعى ، ومن أولها بالطبع ، النساء " الزغاليل " ، وليس النساء " العتاقى ". يفسرون أزمة الفن أو السينما ، بفقر الامكانيات . والسبب الحقيقى هو فقر التفكير المتمرد . ماذا ننتظر من ثقافة تقيم شرف وأخلاق المرأة بغشاء البكارة ، وتسميه " أعز ما تملك " ؟؟. أهناك خير يُرتجى ، من عقلية تحدد جمال النساء ، بالخِلفة ؟. نغفر للمرأة أن تكون عاطلة وكاذبة ومرتشية ومنافقة ، وساذجة ، ولا نغفر أن تكون قبيحة ، أو عجوز ، وتطرد نهائيا من الاحترام والاهتمام ، لو جمعت بين الصفتين . في فيلم "معبودي الخائن" ، عن حياة الأديب الأمريكي ، " فرانسيس سكوت فيتزجيرالد" ، بطولة نجمي المفضل ، جريجورى بيك ، مع ديبورا كير ، وأخرجه هنرى كينج ، عام 1959 ، هناك جملة لا أنساها . كان "سكوت فيتز جيرالد " ، يحب شيلا جراهام ، و كانت تخاف مرور الزمن ، وفقد جمالها ، واعترفت له بذلك . رد عليها برقة : " الجمال في الشباب هبة الطبيعة ، أما في العمر المتقدم ، فنحن الذين نصنعه ، إن أجمل امرأة رأيتها في حياتي ، كانت في الثمانين من العمر" . الكاتب والشاعر الساخر والفيلسوف "هنرى تشارلز بوكوفسكى " ١٦ أغسطس ١٩٢٠ ٩ مارس ١٩٩٤ ، كتب: " عندما تكف النساء عن حمل المرايا أينما ذهبن ، ربما أصدق حينئذ حديثهن عن الحرية " . واحدى قصائده الشهيرة اسمها " Style " أى أسلوب ، والتى رسم لوحة الحياة فى جميع تفاصيلها ، بأنها " أسلوب " . وهل الجمال ، شئ آخر ، غير " الأسلوب " لا يشبه أحدا ، ولا يقلد أحدا ؟؟. أما " نزار قبانى " 21 مارس 1923 - 30 أبريل 1998 فقال : " ماكياج المرأة حتى أحبها لابد أن يكون ماكياجا ثقافيا .. لا استطيع أن احتمل امرأة جميلة وغبية ". -----------------------------------------------------------------------
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
-
النبوءة ... قصة قصيرة
-
سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
-
رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
-
زَفة .... قصة قصيرة
-
جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
-
4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
-
تساؤلات ... قصة قصيرة
-
كهنة الثقافة وكهنة الأديان
-
أحلم بعالم ليس فيه فلوس
-
لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
-
الحصار ضد الأقليات المبدعة
-
22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
-
قصتى معك ... قصة قصيرة
-
يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
-
الخوف من الاختلاف
-
أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
-
جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
-
اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
-
الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|