أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - الفاشية الصهيونية وزملاؤها العرب













المزيد.....

الفاشية الصهيونية وزملاؤها العرب


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 10:13
المحور: القضية الفلسطينية
    



ثمة نغمة باتت معهودة في التعليقات على مجرى الحياة السياسية في الدولة الصهيونية منذ 45 عاماً، حيث تأتي عناوين المقالات عند تأليف حكومة إسرائيلية جديدة مشيرةً إلى أنها «أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل». والحال أن الدولة الصهيونية والمجتمع الإسرائيلي الذي تتأقلم معه لم ينفكا يشطحان نحو اليمين منذ أن فاز حزب الليكود بالانتخابات النيابية للمرة الأولى في عام 1977. فقد شكّل ذلك الفوز منعطفاً تبيّن مع مرور الزمن أنه منعطف تاريخي حاسم، إذ انتقل الحكم في الدولة الصهيونية في الأمد الطويل من الجماعة التي أشرفت على تأسيسها والتي انتمت إلى التيار الاشتراكي العالمي، بحيث بدت الدولة الفتيّة إثر نشأتها القسرية في عام 1948 وكأنها تحقيق لطوبى اشتراكية في إطار استعماري، انتقل الحكم الصهيوني من الحالة تلك إلى نقيضها مع فوز حزب ينتمي إلى التيار الفاشي التاريخي. ومن المعلوم أن أصل الليكود يعود إلى التيار الصهيوني الفاشي الذي تزعّمه فلاديمير جابوتنسكي، أحد المعجَبين بالزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، وقد أسّس الحركة «الصهيونية التصحيحية» بوحي من وصول موسوليني إلى السلطة قبل قرن بالضبط هذا العام.
وبدءاً من عام 1977، بتنا نقرأ كل بضع سنوات عناوين تصف حكومة صهيونية جديدة بأنها «أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل»، إذ إن انزلاق المجتمع والدولة الصهيونيين إلى أقاصي اليمين، وهو انزلاق طبيعي ناجمٌ عن هوية الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بالذات، لم يقتصر على وصول الليكود إلى السلطة وتربّعه على سدّتها خلال معظم السنوات الخمس وأربعين التي انقضت منذ ذلك الحين، بل اصطحب الليكود معه إلى الحكم جماعات أكثر تطرفاً منه بعد (مثلما يكون النازيون أكثر تطرفاً من الفاشيين). وقد مرّ ذلك الانحدار المستمر نحو «أقصى اليمين الأقصى» بتحالف مع حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يزعم أنه أكثر وفاء لتراث جابوتنسكي الفاشي مما هو الليكود، وبلغ الحضيض الآن مع اصطحاب بنيامين نتنياهو إلى الحكم هذه المرّة ائتلاف «الصهيونية الدينية» الذي كادت «الصهيونية التصحيحية» تبدو معتدلة بالمقارنة معه.

في قلب ائتلاف «الصهيونية الدينية» يقف زعيم حزب «العظمة اليهودية» الذي يقوده إيتمار بن غفير الذي يُعتبر أكثر السياسيين الصهاينة تطرّفاً، وهو من أنصار الصهيوني-النازي مائير كاهانا (مات في عام 1990)، أبرز وجوه الكراهية اليهودية العنصرية المكشوفة للفلسطينيين وأبرز الداعين إلى طردهم خارج ما يسمونه «أرض إسرائيل» التاريخية. ومن المعروف عن بن غفير أن بهو داره كان حتى وقت قريب مزيّناً بصورة المجرم العنصري باروخ غولدشتاين، الذي ارتكب مجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل في عام 1994 قاتلاً 29 من المصلّين.
هذا وبينما تتكاثر الإشارات الصادرة عن الحكومات الغربية والمعبّرة عن قلقها من تحالف نتنياهو مع الجماعة المذكورة ومن مشاركة هذه الأخيرة بالتالي في الحكومة التي يسعى زعيم الليكود وراء تشكيلها، لم تصدر قط أي إشارة مماثلة من أي من الدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها مع الدولة الصهيونية. لا بل لم يكتفِ ملك الأردن، عبد الله الثاني، ورئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، ووليّ عهد البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة، لم يكتفوا ببعث رسالة تهنئة إلى نتنياهو، على غرار تلك التي بعثها إليه زعيم الطغمة العسكرية السودانية، عبد الفتّاح البرهان، بل اتصلوا به هاتفياً لمباركة تكليفه المجدد بتشكيل الحكومة الإسرائيلية.
وهكذا تكتمل ملامح المشهد العربي البشِع الذي يتقدّمه محمد بن زايد، المتواطئ مع اليمين الأقصى العالمي كما بدأ الإعلام العالمي يتفطّن له في ضوء تراكم الدلائل، وآخرها التحقيق الذي كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» يوم السبت الماضي والذي أجرته الاستخبارات الأمريكية تعبيراً عن استيائها من تدخّل دولة الإمارات، ولاسيما سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة، في السياسة الداخلية الأمريكية. وقد أكّد التقرير ما هو معروف عن العلاقة الوثيقة التي تربط بين دولة الإمارات وزعيم اليمين الأقصى الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يتباهى بدوره بالعلاقة الوثيقة التي تربطه بنتنياهو.
فقد أشرف ترامب منذ عامين وقبل نهاية ولايته الرئاسية على عقد قران رسمي بين إمارات بن زايد، ومعها البحرين، وإسرائيل نتنياهو تحت مسمّى «اتفاقيات أبراهام». وجاء التعليق الغالب في الإعلام العالمي آنذاك يشير إلى ضعف أثر خطوة «السلام» تلك على القضية الفلسطينية، وكأن الغاية من الاتفاقيات كانت تخفيف المحنة التي يعانيها الشعب الفلسطيني. أما الحقيقة فهي أن الاتفاقيات لم تكن سوى خطوة نوعية جديدة في مسار طويل من تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع الدولة الصهيونية على حساب الشعب الفلسطيني. ومن هذا المنظور، فإن مباركة زعماء تلك الأنظمة عودةَ نتنياهو إلى الحكم ومعه أشباه باروخ غولدشتاين، إنما تشكّل تشجيعاً للفاشية الصهيونية على المضي قدماً بمساعيها الإجرامية واقترافها فصلاً جديداً بالغ الخطورة من فصول العدوان الصهيوني المزمن على فلسطين وشعبها.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: تغيير المناخ السياسي أولاً!
- إيران ومعضلة إسقاط الأنظمة الاستبدادية
- السودان: الطغمة العسكرية سنة بعد الانقلاب
- من الأشبال إلى الأسود: نحو انتفاضة فلسطينية جديدة
- ما مغزى القرار النفطي السعودي؟
- حلف الناتو: من سيء إلى أسوأ
- قراءة في خطاب فلاديمير بوتين
- السلاح بيد الجاهل يجرح!
- تحية لنساء إيران البواسل!
- انقلاب الموازين بين روسيا وإيران وعواقبه الإقليمية
- الاعتداء على النساء نهج الجبناء
- الاقتداء بمقتدى هو الحلّ!
- “ثقافة الإلغاء” في منطقتنا: ليس رشدي سوى أحدث نماذجها
- مصير غزة والمصير الفلسطيني: عودٌ على بدء
- سياسة واشنطن إزاء الصين: من الدهاء إلى الغباء
- كفى نفاقاً: قيس سعيّد صنيعٌ وليس صانعاً
- حينما يتصارع الكبار ينفرج الصغار
- زيارة بايدن في المنظور الاستراتيجي
- عسكر السودان: أخلاق مسالمة أم خوف من الشعب؟
- إنكار الاستقلالية باسم الجيوسياسة و/أو السلم


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - الفاشية الصهيونية وزملاؤها العرب