عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 08:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وَسِّعْ وجودك!؟
قد أزهدُ في الحياة .. لكني أبقى أحب الكُتب حتى بعد يوم القيامة .. يوم الفصل و سأطلب من ربّي بناء مكتبة كبيرة نموذجية بأمره تعالى (بِكُن فيكون) مجهزة بوسائل كونيّة متطورة لتحليل و فهم المسائل المعقدة, و لعلّ هناك مَنْ يشاركني في حبّ الكتب و النقاش و البحث من أهل الجنة .. بعكس هذه الدّنيا.
إنني أحبّ الكتب لأنّ حياة واحدة بآلنسبة لي لا تكفيني و كلّ كتاب يضيف لحياتي حياة أخرى بل عالمٌ آخر, فمهما يأكل الانسان فإنه لن يأكل أكثر من حجم المعدة و لو تكرّرت الوجبات ألف مرّة في اليوم فأنه لن يأخذ سواها ..
و مهما يلبس من أثواب .. فإنه لن يلبس إلّأ بحجم و جسد واحد ..
ومهما يتنقل في البلاد و القارات و السموات و بأسرع مركبة فضائية؛ فإنه لن يستطيع الحلول بمكانين في آن واحد..
لكنه بزاد الفكر والشعور والخيال من خلال المطالعة و الحوار يزدان و يستطيع أن يجمع الحيوات .. و الأكوان و حتى الوجود في عمر واحد، بل و يضاعف مدى فكره وخياله كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل الذي هو أساس السعادة و الأنتاج، وتتضاعف الصورة بين مرآتين!
و بذاك ينطوي الوجود كله فيك. و عندها لا تحسب نفسك جُرماً صغيراً .. لأن العالم كله إنطوى فيك بفضل القراءة و المطالعة و بركة البحث و النقاش ..
فإبدأ أيّها العزيز و تواضع أمام عظمة الكتاب و الكُتّاب و من اليوم لبناء منتدى أو تجمع أو تيار للمطالعة و للفكر و البحث و النقاش لا للحكم و نهب الأموال .. كي يتوسع وجودك و لا يتحجّم بما أنت عليه فقط ..
و لو كانت الحكومات و الأحزاب في العالم و التي جميعها تتعامل بآلميكيافيلية تفعل ذلك ؛ ما كان وضع الناس يصل إلى ما وصل إليه على جميع آلأصعدة من خراب و دمار و تيه و حيّوانيّة !؟
قبل ساعات كنت أتابع برنامجاً في أحد القنوات الفضائيّة الأمريكية, و قد عرض فريق من العلماء بإحدى الجامعات و هم يقومون بجردٍ على مجموعة مكونة من 100 شخص .. سألوهم سؤآلاً واحداً محدداً و هو:
[لو دخلت الجنة ما أهم شيئ تطلبه من ربك؟]. إنحصرت الأجوبة ؛ بين من يطلب الغذاء أو المسكرات أو آلعسل أو العصائر أو اللباس الجيّد أو ممارسة الجنس أو ما شاكل ذلك .. و لم أسمع و للأسف؛ أن طلب أحدهم كتاباً أو قناة للمطالعة للتعرف على عالم جديد .. و ما أكثر العوالم التي نجهلها في هذا الوجود!؟
أو ما بعد الجنة .. أو ما بعد هذا الوجود!؟
أو حدود هذا الكون؟
و غيرها من الأسئلة الكثيرة التي طرحناها في (الفلسفة الكونية) للأسف الشديد
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟