أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - شيخوخة مبرعمة بالأحزان














المزيد.....

شيخوخة مبرعمة بالأحزان


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 502 - 2003 / 5 / 29 - 06:29
المحور: الادب والفن
    


 

شيءٌ ما يغلي في صدري
يُحاصرُني في غربتي
يجتاحُ واحات ذاكرتي
يتوغَّلُ في أعماقِ قلبي
يتفَيَّأ تَحْتَ ظلالِ الروح
يُعانِقُني
عيناهُ تمطران
ناسِجُ وُجودي
مَبْعَثُ كينونتي
إنَّهُ والدي!

أيُّها النَّسيمُ المعطَّر بأريجِ (ديريك)
أيُّها المعبَّق بهواءِ (آزخ) ..
أيُّها النابتُ بينَ أكوامِ الحنطة
كم كنْتَ تحبُّ احتضانَ السنابِل!
دائماً ترُنُّ في أُذُني
     أصواتُ المناجِل!

أيَّامٌ تحملُ بينَ ذراعيها
     لونَ الحياة ..
أيَّامٌ مكتنـزة
     بشمسِ تَمُّوز الهائجة
قمَّطتني أَكوامُ الحنطة
     وأنا طفلٌ صغير ..
سأخبّئُ أيامَ الحصاد في ذاكرتي
     إلى الأبد! ..

يا والدي ..
يا حاملَ أوجاعَ السَّنين
لِماذا رَمَيْتَ أوجاعَكَ على كاهِلِي؟
لِمَاذا قَلْبُكَ يبكي وعيناكَ شاردتانِ ..
تائهتانِ خلفَ البحار؟

إنّي أراكَ من هنا
متكوّراً في زاويةٍ منسيّة
     من هذا العالم
تبكي في خِلْوَتِكَ ..
تئنُّ أنيناً مُوجعاً ..
     موجعاً للغايةِ!

أما كانَ يكفيكَ انكساراتِ الروح؟
آهٍ ..
تلتْهَا انكسارات العظام!

يا غربتي الموشّحَة بالعذاب
يا قلبي المدمى ..
يا أيّها الحُلُمُ اليوميّ
أيُّها المطرَّزُ بالبكاء!
شيخوخَتُكَ مُبَرْعَمة بالأحزان

آهٍ ..
بعدَ كلّ هذهِ السنوات العجاف
تكوَّرّتَ دُوْنَ حراكٍ
     تحتَ اللحاف

أيُّ قَدَرٍ لعين تربَّصَ بِكَ!
روحي مُقمَّطة بالعذاب
ثَمَّةَ حرقةٌ مستديمة
     في سَمَاءِ حَلْقي ..
ثَمَّةَ شوقٌ مجنون
     إلى عظامِكَ المهشَّمة!

شيءٌ ما يغلي في صَدرِي
يُحاصِرُني في غُرْبَتي
يَجْتاحُ واحات ذاكرتي
يَتَوغَّلُ في أعماقِ قلبي
يَتَفَيَّأُ تحتَ ظلالِ الروح
يعانقني ..
عيناهُ تَمطران
ناسجُ وُجُودي
مَبْعَثُ كَينوْنتي
إنَّهُ والدي!

آهٍ .. يا والدي
ثَمَّةَ شوقٌ مجنون إلى رائحةِ شيخوخَتِكَ ..
ثَمَّةَ شوقٌ مَجنون إلى عظامِكَ المهشَّمة ..
مُؤلمةٌ أنتِ يا غربتي
يا أجنحتي المغلّفة بالضباب
يا روحي العطشى
     إلى همهاتِ الليل ..
تَبّاً لَكِ أيَّتُها المسافات ..
أبي .. يا أبي
أراكَ دائماً مُتلألئاً
     في أحلامِ الصَّباح!

      ستوكهولم:  31 . 12 . 1994
             صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيش مرّة واحدة
- موقع الحوار المتمدّن، متمدّن جدّاً
- حالة شوق
- أواهٍ .. ما هذا الانشطار؟!
- إستهلال
- مازلتِ تزورينني
- حلم عميق
- ربَّما أنتِ قدري
- المرأة زهرة
- إيقاعات شخيره المتقطِّع
- عمّتي تشتري عظامها من الله .......... قصة قصيرة
- الكرافيتة والقنّب قصّة قصيرة
- جان دمّو روحكَ مرفرفة فوقَ جبهةِ الشعرِ
- الطفل والأفعى ................. قصة قصيرة
- أنشودة ـ 2 ـ ص 149 ـ 150
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 146 ـ 148
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 143 ـ 145
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 140 ـ 142
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 137 ـ 139
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 134 ـ 136


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - شيخوخة مبرعمة بالأحزان