أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - الاعترافات الخبيثة














المزيد.....

الاعترافات الخبيثة


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعى النظم الديکتاتورية دائما الى عدم الاعتراف بأمور ومسائل تتضمن إظهار ضعفها أو وجود تهديدات أو تحديات تحدق بها، لکنها وعندما يضيق عليها الخناق وتبدو محاصرة من کل الجهات فإنها تضطر في النتيجة لتقديم مايمکن وصفه بإعتراف خبيث يتم من خلاله عملية خلط بالغة الخبث بين الحق والباطل والحقيقة وخلافها، إذ من عادة هکذا نظم معادية لشعوبها الاستمرار في مواقفها الباطلة الى الرمق الاخير، على أمل أن يحدث تغيير في صالحها وتنتهي الاخطار والتهديدات المحدقة بها، وهذا مايجري حاليا في إيران حيث يسعى النظام الديني الحاکم بکل قواه من أجل الخلط بين الاوراق والامور في سبيل التغطية على الحقيقة على أمل تغيير سياق ومساق الامور وتطوراتها لصالحه.
منذ إندلاع إنتفاضة الشعب الايراني في 16 أکتوبر 2022، ظل النظام على الدوام يصفها بأنها أعمال شغب وإنها تستهدف المواطنين وأملاکهم وماشابه وإثارة الفوضى، لکن يبدو واضحا بأن حبل الکذب قصير وإن هذه المزاعم الواهية لم تعد تنطلي ليس على الشعب الايراني بل وحتى إنها لم تعد تنطلي على أتباعه ومريديه، ولذلك فإن النظام وبعد أن بات يواجه وضعا غير عاديا لإستمرار الانتفاضة وعدم تمکنه من قمعها فإنه ومن أجل تبرير موقفه والتغطية عليه وعن طريق عملية خلط مبرمجة بين الحقائق والاکاذيب وماهو حق وماهو باطل، فقد بادر وطبقا لهذا الاسلوب لإطلاق تصريحات تتضمن إعترافات بالغة الخبث کما يبدو واضحا في الاعترافات التي أدلى بها إسماعيل خطيب وزير الامن في النظام الايراني ضمن مقابلة مفصلة له نشرها موقع المرشد الاعلى للنظام.
خطيب إعترف في هذه المقابلة وبکل صراحة بأن الاحتجاجات في إيران، التي يسميها أعمال شغب، منظمة ومدروسة وجريئة، منظمة وموجهة بالكامل. كما قال إننا اعتقلنا قرابة 100 من أعضاء منظمة خلق مجاهدي خلق خلال هذه الاحتجاجات. حيث قال في سياق هذه المقابلة:" في رأينا، بناء على المعلومات المتوفرة من المصادر الاستخباراتية والفنية، أسماء المتهمين ووقائع المشهد، أعمال الشغب الأخيرة، والتي وخلافا للماضي فقد حدث بشكل متقطع وكان له تصميم معقد بتدخل عناصر كان مرتبطا بأجهزة المخابرات وتقوده جماعات مناهضة للثورة وإرهابية. تم تصميم هذا النموذج وتنفيذه مع التركيز على القضاء على تركيز قوى مكافحة الشغب وانتشار الاضطرابات إلى أجزاء مختلفة من المدينة. اشتعلت نار هذه التجمعات المتناثرة بعناصر قليلة ومحددة وبأعمال منتظمة ومدروسة وجريئة، كانت منظمة وموجهة بالكامل. لقد جذب هؤلاء انتباه الناس من حولهم بطرق مختلفة، مثل قطع الطريق، وإشعال النار في صناديق القمامة، وكشف الحجاب، وترديد الشعارات، وما إلى ذلك، ودعوا المتظاهرين المتطرفين تدريجيا إلى المساعدة. تدريجيا، تمت إضافة أجزاء أخرى من الناس إلى الحشد في شكل عناصر عاطفية ومتفرجين. ومن المثير للاهتمام، أن النواة الأولية غادرت المكان فور تشكيل التجمع وبدأت العمل لبدء تجمع جديد.".
هذه الاعترافات لو تمعننا فيها نجدها مع کل التمويه والخلط بين الحقيقة والکذب، لکنها في نفس الوقت تکشف ثمة حقيقة بالغة الاهمية وهي إن الانتفاضة ليست عبارة عن أعمال شغب ونشاطات فوضوية کما دأب هذا النظام على تسميتها ووصفها على الدوام، بل وإنها وکما إعترف ولو بصورة ضمنية وزير الامن هذا فإنها عبارة عن"أعمال منتظمة ومدروسة وجريئة، كانت منظمة وموجهة بالكامل" والاهم من ذلك الاعتراف بإعتقال" قرابة 100 من أعضاء منظمة خلق مجاهدي خلق خلال هذه الاحتجاجات."، وهذا في حد ذاته کاف لکي يفضح النظام ويکشف کذبه وخداعه بشأن فوضوية الانتفاضة ومن إنها ليس لديها أهداف، إذ لها هدف واضح وجلي هو إسقاط النظام، وهذا هو الهدف الذي دفع ويدفع النظام دائما لممارسة الکذب والخداع والتمويه ظنا منه بأنه سيغطي عليه!



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهديدات العنترية أسلوب إنتهت صلاحيته
- لأنها أکثر من مجرد إنتفاضة
- النظام يلعب بالنار
- الثورة الديمقراطية في إيران
- صواريخ ومسيرات إيران
- ليس بجديد على النظام الايراني
- من تصدير القمع الى إستيراده
- قوة التغيير التي ترهب النظام الايراني
- إنتفاضة منظمة لها هياکلها
- القمة العربية مطالبة بموقف إيجابي من الانتفاضة الايرانية
- أي إنقاذ هذا؟
- إنتفاضة ضد الطبقة الدينية المستبدة
- نظام لايمکن إصلاحه
- کذب النظام الايراني وتخبطه في مواجهة الانتفاضة
- الموت للشاه، الموت للمرشد
- هزيمة القمع أمام إنتفاضة الشعب الايراني
- بل الشعب لن يتسامح مع النظام الايراني
- إنتفاضة بقيادة النساء
- العالم يرحب بثورة الشعب الايراني
- حتى السجناء إلتحقوا بثورة التغيير في إيران


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - الاعترافات الخبيثة