رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 01:05
المحور:
الادب والفن
نفرح عندما نرى من يهتم بالفتيان وأدبهم، فهناك مجموع من الكتاب في فلسطين أخذوا في التوجه نحو أدب الفتيان، منهم "محمود شقير، شريف سمحان، فاطمة عبد الله"، و"وفاء عمران محامدة" التي وضعت لنفسها بصمة في أدب الفتيان من خلال رواية "لم يكن مجرد هبو".
رواية "سر اختفاء فادي" قدمت بطريقة بوليسية شيقة، يتخللها بعض المواقف الساخرة، من خلال وجود "نادر وذكي" اللذان كانا أقرب إلى الغباء منهما إلى محققين نجيبين، فتعاملهما الغبي في البحث عن "اختفاء فادي" أعطا الرواية لمسة ناعمة منحت المتعة للمتلقي، كما أن تصرفهما مع الطفل ابن صاحبة الفندق يشير إلى أن غباءهما وعلى أنهما لا يملكان ألف باء التحقيق، لهذا كانت نتيجة التحقيق في اختفاء فادي (صفر)، فوجدا أن فادي مسافر ولم يختفي، ولم يتم تبليغ مركز الشرطة عن أي عملية اختطاف أو اختفاء:
بل أنت تعرف، لماذا لم تخبرني أن فاديا مسافر؟
رد محمد:
لم تسأل أين هو، سألت عن ماذا حصل له بعد المسابقة.
أحقا، لم أسأل!؟ ألم يدر بخلدك لماذا سألت كل تلك الأسئلة؟"
لقد ركزتُ على فكرة أن الولد مختف أكثر مما ركزت على الحقائق، استولت الفكرة تماما على رأسي وعشعشت حتى أصبحت أمرا مسلما به، لقد كنت أبحث عن وهم موجود كإبرة في كومة قش" ص133و134، رغم أن نتيجة البحث كانت فاشلة، إلا أن هناك فكرة تحملها الرواية تتمثل في الاعتماد على الحقائق، والبدء بطريقة صحيحة ومن حيث انتهى الآخرون.
كما أن وجود أفكار علمية مثل: "إعادة تكرير المياه التي يتم هدرها خاصة في كراسي المراحيض، يعاد تكرير المياه من خلال نموذج بسيط ليصل إلى خزان تلك المراحيض، وبالتالي نوفر من هدر المياه الصالحة للشرب"ص91، وفكرة استخدام أشعة الشمس كطاقة: "منى تزعجها أشعة الشمس المشرقة صباحا فتريد ستارة إلكترونية تغلق تلقائيا عند شروق الشمس
عليها دون أن تضطر هي إلى مغادرة فراشها لإقفالها" ص92، كل هذا يجعل الرواية ذات قيمة معرفية وعلمية تخدم فكرة تنمية التفكير عند الفتيان والفتيات.
كما أن الرواية تشير إلى فلسطين دون أن تذكرها مباشرة من خلال حديثها عن برتقال حيفا، وحديثها عن الزيتون، فرغم أنها تستخدم أسماء أماكن متخيلة "مدينة ياغو، بلدة سموتين" إلا أن فلسطين كانت حاضرة، وهذا يحسب للرواية وللكاتبة.
وإذا علمنا أن الرواية تنقد بلادة بعض المعلمين الذي لا يقومون بواجبهم تجاه الطلاب، نصل إلى الرواية تناولت الواقع ضمن أحداث خيالية/ متخيلة.
أما طريقة سرد الرواية فقد جاءت من خلال السارد العليم، ومن خلال أنا السارد، فعندما كتب "نادر" تقارير عما يفعله أثناء بحثه عن "فادي"، أخرج الرواية من (هيمنة) السارد العليم وحررها من الرؤية الواحدة، وهذا ما جعل طريقة سرد الرواية تتماثل مع فكرتها وجود أكثر من فكرة للوصول إلى الحقيقةـ وعدم الأخذ بمقولة/ بفكرة/ بطريقة واحدة.
الرواية من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2022
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟