وهم حرية الإرادة

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 22:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هناك عدة أسباب تجعل من الناس لا يعترفون بأنه ليس هناك حرية إختيار
~ السياسيون : لا يستطيع السياسيون أن يصرحوا بهذا الأمر ولا يسمحوا أن يتم الإعتراف بذلك بشكل واضح للعوام، لأسباب بسيطة، وهي أن القوانين العقابية في الدولة ستكون لا معنى لها ولا يوجد حق للمحاسبة والعقاب ما دام الإنسان مسير في أفعاله، وسيقل مستوى قدرتهم ونفوذهم و هيمنتهم على الشعوب
~ أصحاب الدين : لا يستطيع أصحاب الدين أن يعترفوا بذلك أيضا ولأسباب بسيطة، وهي أنه تلغي مسألة الثواب و العقاب مادام الإنسان مسير، وكذلك لا حاجة لهم في نشر دينهم للناس ما دام الناس مسيرون، وسيهمشهم الناس ولن تكن هناك هيبة وطاعة لهم، وهذا ما لا يريدون
~ الناجحون والمحاضرون والمؤثرون : كذلك هؤلاء لا يمكن لهم أن يصرحوا بذلك وإلا لكانت تعاليمهم ونصائحهم لا معنى لها، فلماذا سيهتم الناس بتطبيق تعاليمهم وهم مسيّرون ؟!
والسبب الرئيسي الجامع لهم كلهم في عدم الإعتراف بأنهم مسيرون هو الإيجو و الغرور، لأن الإعتراف بالتسيير يخدش من غرورهم وأفضليتهم، فهم يحبون أن ينسبوا نجاحهم و أفضليتهم لجهودهم الخاصة ولعلمهم ولشهاداتهم ولمعرفتهم ولذكائهم وقدرتهم ومالهم وخبرتهم، وهذا هو الذي يغذي الإيجو لديهم، أما الإعتراف بالتسيير وأنك إنسان مسير لا حول لك ولا قوة، يؤذي الإيجو بشكل كبير، وقد ينسفه
ولكن ما هو قول العلم في هذا الشأن، هل الإنسان مخير أم مسير ؟!
هناك عالمان مختصان في وظائف الدماغ والجهاز العصبي والبيولوجيا وعلم التطور، حاصلان على العديد من الجوائز ولديهم مئات الأبحاث وعشرات الكتب، العالم والبروفسور الروسي سيرجي سافيليين، والعالم الأمريكي روبرت سابولسكي، كلاهما يقولان أن الإنسان ليست لديه حرية إرادة
ولكن هذا لا يعني أنك لا تتعلم وتتطوَّر وتحسن من جودة حياتك، العقل والروح متطوران بالفطرة وهما مستمران بالتطور وهذه ميزتهم وهدفهم، ومن يتوقف منهما عن التطور تفنيه الحياة لأنه لا فائدة منه

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات