أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي وتوت - إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 3














المزيد.....


إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 3


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد أوجد المسلمون القائمون على الأمر (هكذا يدعوهم الجابري) أو من أصحاب الكلمة والرأي، على رأس الدولة الإسلامية منصب الخليفة (بمعنى خليفة رسول الله، وكان أبو بكر الصديق (رض) هو أول من شغل هذا المنصب في اجتماع سقيفة بني ساعدة الذائع). هذا المنصب الذي تم ترشيح الخلفاء الأربعة إليه بطرق عدة، مرةً بإجماع فئةٍ من مهاجري قريش تحديداً، كما حصل في البيعة لأبي بكر الصديق(رض)، ومرةً بتوصية من الخليفة السابق كما حصل في بيعة عمر بن الخطاب (رض)، ومرةً بتعيين ستة على أن يتم ترشيح أحدهم فيما بينهم كما حصل في بيعة الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض)، أو بطريق الانتخاب (الاختيار) المباشر كما حصل في بيعة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب (رض).
إن هذا التنوع في الطرق والآليات لاختيار الرجل (تحديداً !!) الذي ستكون صلاحياته مطلقة، وغير محدودة بحدّ فيما يخص شؤون السياسة في الحكم والدولة. فالخليفة هو المسئول عن إدارة الشؤون العامة وتوجيهها، وله السلطة العليا في إرسال الجيوش وتعين الولاة وعزلهم وتحديد حقوقهم وواجباتهم. ويستمد الخليفة قوته من مسؤوليته في تسيير أمور الدولة كلها، وواجبه في تامين سلامتها (كذا !!). ومع أن الخليفة هو صاحب السلطة العليا فانه كان يستشير من يرى استشارتهم من الصحابة لسماع آرائهم وتوجيهاتهم، إلا أن القرارات تصدر باسمه وهو المسؤول الأول عن إصدارها ومتابعة تنفيذها (كذا !!).
هذا التنوع والتعدد في طريقة الاختيار سيحيلنا إلى الملاحظة السابقة لـ (محمد جابر الأنصاري) عن تأخر السؤال الأكثر أهمية وموضوعية: (كيف يكون الحكم بعد النبي في الدولة الجديدة ؟، بأي منهاج وبرنامج اسـتنباطاً من مباديء الإسلام السـياسـية التي جاءت عامة مرنة تتطلب التحديد والتقنين ؟). وهو ما سوف يستفيد منه معاوية بن أبي سفيان ويستغله في تكوين ما سيطلق عليه الجابري دولة (الملك السياسي)(1). فمؤسسة الخلافة الإسلامية التي لم ينص عليها صراحة لا القرآن ولا السنة وإنما استحدثتها القائمون على الأمر من المسلمين عقب وفاة النبي وساروا بها، كنتاج اجتماعي، مع توالي عهود الخلافة(2)، وبالتالي فإن بإمكان مسلم آخر أن يوجد شكلاً آخر من الحكم (هو الملكية المحض، يورث الأب الملك لابنه، ويرث هذا الأخير الملك عن أبيه)، هذا من جهة.
ومن الجهة الأخرى، فإننا نرى إمكانية الفصل بين المؤسستين السياسية والدينية منذ وفاة الرسول الأعظم (ص). إذ إن المسلمون كانوا يرون النبي محمد (ص) كملكٍ رسول، تؤكد حقيقة جمعه للسلطتين السياسية (بحكم كونه الحاكم الأوحد في الأمة الإسلامية) والدينية (بحكم كونه رسول الله وخاتم الأنبياء). ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو:
- مَنْ خولَّ من أتى بعده من الحكام السياسيين (الخلفاء) تبوأ زعامة السلطة الدينية، بل والحكم (الشرعي) على أفعال الأشخاص وفقاً للنص الذي صار هم من يفسرونه ؟
إذ أصبح من حق الحاكم (الخليفة) تكفير الناس (يذكر لنا التاريخ بهذا الشأن أن من بين ما سميّ بحوادث الردة، بعد وفاة الرسول (ص) حادثة الصحابي الجليل مالك بن نويرة الذي قام بقتله الصحابي خالد بن الوليد خطأً وكيف تم تبرير ذلك)(3)، بل والحضَّ على قتلهم استناداً على تفسيرات دينية كان يضعها الخليفة نفسه (بعَّدِهِ الأكثر علماً دينياً أيضاً !!).
ـــــــــــــــــــــ
(1) محمد عابد الجابري: العقل السياسي العربي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، ط4، 2000، ص234
(2) توفيق المديني: المجتمع المدني والدولة السياسية في الوطن العربي، دمشق، اتحاد الكتاب العرب، 1997، ص 211
(3) راجع أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، لبنان، دار روائع الفكر العربي، 1967، مج (10 ج )، ص 351



#علي_وتوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 1
- إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 2
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 4
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 3
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 2
- في المُدرَكْ السوسيولوجي لجغرافيا العراق 1
- المقامة الديمقراطية
- تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الحادي ع ...
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء التاسع
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء العاشر
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء السابع
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الثامن
- تنوير أهل العراق ... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الخامس
- تنوير أهل العراق .... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء السادس
- تنوير أهل العراق ..... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الثان ...
- تنوير أهل العراق ..... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الراب ...
- تنوير أهل العراق ..... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الثال ...
- تنوير أهل العراق... هل يعرف العراقيون بعضهم ؟ الجزء الأول
- في المضمون الاجتماعي للفن....قراءة أولية في سوسيولوجيا الفن ...
- في المضمون الاجتماعي للفن.... قراءة أولية في سوسيولوجيا الفن ...


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي وتوت - إشكالية الدولة في المجتمعات الإسلامية 3