|
عندما سألت الفيلسوف عن الجندي الأسير والاجتياح الاسرائيلي المبيت !!!
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:40
المحور:
كتابات ساخرة
فقلت يا فيلسوف: ماذا عن تهديدات الإسرائيليين بشأن اجتياح غزة؟ وإذا لم يطلق صراح الجندي الإسرائيلي الأسير، حتى آخر رمضان؟
فقال الفيلسوف: يبدو أن قياداتنا منشغلة في محنتها الداخلية، وصراعها علي السلطة، ونسيت أننا علي وشك مواجهة كبري مع العدوان الإسرائيلي المبيت، والذي قد يحدث حال مغادرة كوندليزا رايس المنطقة، ويبدو أنها جاءت في هذا الوقت بالذات إلي المنطقة، لفحص أخير لعملية إطلاق الجندي جلعاد شاليط، كي تعطي موافقتها علي العدوان الإسرائيلي في حالة فشل الجهود لإطلاق سراحه.
فقلت له: هي جاءت بخطة لمحاصرة الوضع الجديد بعد اجتياح جنوب لبنان، واستشعار أميركا بالتغيرات التي نتجت عن الفشل الإسرائيلي في كسر شوكة حزب الله، والذي دعم بقوة موقف محور إيران سوريا بالمنطقة. ولذلك فالولايات المتحدة التي كانت تقود الحرب فعلاً في لبنان أحست بأهمية تمتين محور مايسمي بالتيار المعتدل بالمنطقة لمواجهة المحور الأول، والذي علي ما يبدو سيظهر أثره في إسقاط حكومة حماس، إذا لم تستجب لضغوط تغيير مواقفها، بعد أن أصبحت التربة صالحة في الأسابيع القليلة القادمة، ولاستعادة الثقة بعد الفشل الذر يع في العراق وجنوب لبنان، وإنهاء الأوضاع غير المحتوية أمريكياً في الأراضي الفلسطينية لمرحلة مواجهة كسر عظم مع سوريا وإيران بعد ذلك.
فقال الفيلسوف : نعم هذا صحيح، ولكن ما سيضعف موقف حماس حقيقة هو اجتياح قطاع غزة، وهي الخطوة الأولي في الخطة الأميركية، وقراءتها بالشكل المعمق والحقيقي ستبدو الأمور واضحة، وبعدها سيكون من السهل تنفيذ باقي الخطة ، ولذلك فعلي الجانب الفلسطيني، وخاصة حركة حماس، أن تظهر لياقة ولباقة تامة في إعاقة الخطوة الأولي للمخطط الأميركي، وهي نقطة الحسم، وعليها أن تفوت الفرصة عي تقديم ذرائع لإعادة الاحتلال لقطاع غزة، والتي تتمتع هي فيه بقوة كبيرة.
فقلت: ماذا تعني بذلك؟ هل تريد أن تقول أن علي حماس إطلاق سراح الجندي سريعاً وبدون ثمن؟ هكذا بعد أن دفع الشعب الفلسطيني أكثر من ثلاثمائة شهيد وجريح منذ أسر الجندي، بالإضافة للحصار الكبير علي المعابر، والخسائر الضخمة للاقتصاد الفلسطيني، وإعاقة آلاف المسافرين والقادمين، وتوتير الأوضاع، التي وصلت إلي حد الصدام الفلسطيني الفلسطيني. فهل بعد كل هذا الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني، تريدنا أن نسلم الجندي دون الإفراج عن أسرانا؟ فقال الفيلسوف: لا، ليس بهذا الشكل، فهناك بعض الوساطات العربية التي ضمنت إطلاق سراح اسري فلسطينيين في خطوة لاحقة، والنتائج لا تحسب بالعدد فقط، فمجرد قدرة المقاومة الفلسطينية علي أسر جنود إسرائيليين، والاحتفاظ بهم لفترة من الزمن، فهذا له قراءة خاصة في تنامي، وإبداع المقاومة الفلسطينية. ولا تنسي أيضاً، ما ذكرته سابقاً، من الخطة الأميركية، وما ظهر منها عملياً بالمحاور الجديد، والتي دخلت حيز التنفيذ، ولربما، يكون التكتيك هنا هام جداً في إعاقة الخطة الأميركية والإسرائيلية، لإعادة احتلال القطاع، وإعطاء محور الاعتدال كما أطلق عليه الفرصة للمناورة والتملص من الضغوطات الأميركي أيضاً، وتجنب الاجتياح الإسرائيلي، وما سينتج عنه من خسائر علي الشعب الفلسطيني، وعلي إجهاض قوة حماس، وهذا يمكن تجنبه إذا ما لعبت حماس الأوراق بدقة وموضوعية، وهنا تظهر تجليات السياسة إذا ما رغبت حماس في رؤية الصورة كاملة.
فقلت: ألا تدرك هذه الدول (محور المعتدلين)، وينصح بعضهم حماس بالغمز، أو اللمز، لأننا عرب وإخوان.
فقال الفيلسوف: هم يدركون ذلك لكنهم أيضاً يتعرضون لضغوطات لا يستطيعون مقاومتها عملياً، وهم لايريدون حماس قوية لأنها كنظام سياسي، تشكل خطراً علي أنظمتهم، وهم لا يسرهم كثيراً وجود رئيس وزراء ووزراء يؤمون بالناس في صلاة الجمعة، فهذا لا يريحهم وبفجر مجتمعاتهم. فقلت : هذا يعني أن حماس منشغلة في الأمور الداخلية وما يحاك في المنطقة لا تدركه.
فقال : لا، أكيد هي تدرك ذلك، ولكن، ماذا تفعل، فقد تورطت في فوزها بالانتخابات التشريعية، والحصار الخانق يثبت ذلك.
فقلت: ما العمل يا فيلسوف ؟ فقال: لن تستطيع حماس التصدي لكل هؤلاء، وعليها أن تلعب أولاً ورقة الجندي الأسير بحكمة، ليكون لها متسعاً من الوقت لامتصاص حالة الإرباك، والحصار، وأن تدفع في اتجاه حكومة وحدة وطنية، أو تطلب هي من الرئيس إجراء انتخابات جديدة، قد لا توافق عليها أميركا، وإسرائيل، وعندها تترك لمؤسسة الرئاسة تحمل المسئولية دون صدام، وتبقي هي في المجلس التشريعي إذا لم ترد تغيير مواقفها، وتترك للشعب أن يقرر ماذا يريد، فإن كان يناصر مواقفها، فليتصدي هو لهذه المواقف.
فقلت : وماذا عن مواقف الكتل البرلمانية الأخرى ؟ فقال سأجيبك في الحلقة القادمة.
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!
-
عندما سألت الفيلسوف...عن أفضل برامج الأحزاب- العصابات
-
عن (السياسيين) اللئام !!!
-
نفسي أشوفك يوم !!!
-
بين قبرين !!!
-
الحب الأول لا يغيب !!!
-
كله يفوق !!
-
التوحش !! قصة قصيرة
-
أباتشي اتنين وزنانتين !!!!
-
سنذهب الي بحرنا كل يوم يا جاك !!!!
-
ياشيخه هقوشتيني !!!!
-
رنا يا حلوة الحلوات!!!!
-
إن الحرب تشتعل !!!
-
لا تبك يا طيب !!
-
أبد أبد !!!
-
مريدون ... للنذل والحرامي والديوث !!!
-
المنجليط .. والمنجلوط !!
-
اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!
-
اصابات متكررة .. بنيران صديقة !!!
-
قدر !!
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|