أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدن - متى يبدأ الحاضر؟














المزيد.....

متى يبدأ الحاضر؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 11:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يتعين إضافة سؤال تكميلي على السؤال أعلاه؛ حتى يتضح المقصد، والسؤال التكميلي هو: متى ينتهي التاريخ؟ بل لعل السؤال عن نهاية التاريخ سابق للسؤال عن بداية الحاضر، فكيف لنا أن نحدد ما هو الحاضر، إذا لم نحدد أين انتهى التاريخ، لنعرف أين نحن، أفي الماضي نقع أم في الحاضر؟

لن ننجو ونحن نسأل: «أين التاريخ؟» من تذكر فرانسيس فوكوياما في أطروحته الشهيرة عن نهاية التاريخ، التي راجت رواجاً واسعاً بعد نهاية الحرب الباردة، ونشوء العالم أحادي القطب، حيث بشّرت الدوائر الغربية، السياسية منها والأكاديمية والإعلامية، لتلك النظرية بنوع من الابتهاج والنشوة؛ لأن «الليبرالية الرأسمالية» انتصرت على ما تصفه بالشمولية.

كان فوكوياما نفسه من أوائل من تراجعوا عن أطروحته تلك، حين أدرك أن ما حسبه نصراً مبيناً لليبرالية الغربية لم يكن كذلك حقاً، فالعالم لم يغدُ أكثر أمناً واستقراراً وعدالة وديمقراطية، بل يمكن القول إن هذه القيم تراجعت عما كان لها من مكانة في العالم ثنائي القطب، ولم يعد أحد، بعدها، يتحدث عن نهاية التاريخ؛ لأن هذا التاريخ لا يمكن أن يبلغ النهاية أبداً، وإذا كان عليه أن يبلغها فليست، بالتأكيد، تلك النهاية التي احتفى بها فوكوياما.

حديثنا هنا ليس عن هذا بالضبط، فهو يدور عن طريقة الإمساك بالنقطة التي تسمح لنا بالقول إن ما قبلها كان تاريخاً، وإن ما بعدها هو الحاضر. ويتعين التفكر في التالي: هل يمكننا فعلاً أن نقيم هذا الفاصل بين الماضي والحاضر؟ هل يصبح الماضي ماضياً لأنه فقط بات خلف ظهورنا، أم أنه يظل يعيش ويؤثر في حياتنا، وأحياناً بصورة أكبر وأعمق أثراً مما نحسبه حاضراً؟

ساعتها سندخل في اللبس الأكبر: هل نحن في الحاضر فعلاً، أم ما زلنا في الماضي حتى لو تعاقبت السنون؟ ولكي نختبر الأمر علينا أن نخضع للمعاينة فكرة مثل فكرة الحداثة، فهل الحديث هو الجديد فعلاً، أم أن معيار القياس هو مدى عمق وتقدمية الفكرة مدار البحث، فحتى لو كان عمر هذه الفكرة يعود إلى قرون مضت، فإنها قد تكون أكثر حداثة من أفكار سائدة اليوم نحسبها جديدة، ولكنها، في الجوهر، تنويع على أفكار الماضي.

عربياً، أليست أفكار الحلاج وأبي حيان التوحيدي ومحيي الدين ابن عربي، على سبيل المثال ليس إلا، أكثر حداثة، بما لا يقاس، من الكثير من اللغو السائد اليوم، حتى لو تزيّا بزيّ الحداثة؟



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيلفا يُلوّن البرازيل بالوردي
- شيخوخة المنظومة السّياسيّة الغربيّة
- الترجمة أم التأليف؟
- ما القذارة؟
- تصنيع (كورونا) أشدّ فتكاً
- هل دخلنا القرن الحادي والعشرين؟
- الثّقافة العالمة والثّقافة الشّعبيّة
- التّحليل النفسي للتاريخ
- الحديقة والأدغال
- الحقيقة في مكانٍ ما
- أهواء جائزة نوبل
- أوروبا التّائهة
- حتى الصور غير محايدة
- إلى اليمين دُر
- اللا أمكنة
- التمييز حتى في الإنترنت
- كل أربع ثوانٍ
- (شانغهاي) تقول كلمتها
- في أوروبا.. اليمين قادم
- هشام وإدوارد


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدن - متى يبدأ الحاضر؟