أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الإله بسكمار - من مرحلة إلى أخرى في مجال النقل السككي بتازة














المزيد.....

من مرحلة إلى أخرى في مجال النقل السككي بتازة


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 22:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بلغ عمر هذه البناية الآن ما يناهزثمان وثمانين ( 88) سنة، إذ تم فتحها للاستعمال في إطار الخط السككي من فئة 1,44 م بين 15 ماي 1933 و25 يناير 1934 ودشن السلطان محمد بن يوسف والذي تسمى فيما بعد محمد الخامس رحمه الله، الخط والمحطة رسميا في 24 ماي 1934، ويلاحظ نوع من التشابه بين جميع المحطات السككية التي بنيت خلال هذه الفترة ويتحكم فيها الطابع الكولونيالي على وجه العموم رغم أقواس قليلة ( في محطة فاس السابقة ) تشيرإلى تبني بعض الرتوشات المحلية المغربية، فقد أقيمت المحطة على شكل مستطيل كبيرممتد أفقيا يتخلله مستطيلان أحدهما وهو الشاهق نوعا ما تعلوه أو تزينه ساعة لضبط الوقت والآخروهو الأقصر يعطي للبناية توازنها العمراني.
كان النقل السككي على مستوى شرق المغرب بدءا من فاس وحتى منطقة " زوج بغال " حيث الحدود الجزائرية يقتصر على الخط 0,60 ولم يصل الخط إياه خلال الربط من الدارالبيضاء إلى فاس عبر تازة إلا في 31 يوليوز 1921 قرب دار القايد عمربحضور الماريشال ليوطي شخصيا، ومنذ 1923 بدأ نفس الخط بفقد قيمته التجارية والسفارية، بعد البدء في بناء وتشغيل الخط الجديد بفعل الالتزام المشترك الذي صادقت عليه كل من الحكومة الفرنسية وحكومة المخزن الشريف في 21 غشت 1920، وطيلة مدة اشتغال خط 0,60 كان بتازة محطتان للقطار، إحداهما خصصت في البداية لنقل العتاد العسكري والجنود، ثم تحولت لفائدة عموم المسافرين وهي محطة جيراردو ولعلم القراء والمبحرين فقد كانت هي البناية نفسها التي تحضن المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية حاليا، أما المحطة الثانية، والتي همت كل المسافرين العابرين لتازة، إما باتجاه وجدة ومن ثمة نحو الجزائروشرق البلاد، أو نحوفاس وغرب المملكة، فهي محطة بولجراف السابقة، علما بأن كل خطوط السكك الحديدية وكذا الطرق الرئيسة كانت تصب في الموانئ من أجل تصدير خيرات البلاد الفلاحية والمعدنية وما ينتجه المعمرون الفرنسيون لفائدة دولة الحماية أي فرنسا، وحتى التاريخ أعلاه ( أي يناير 1934) كانت محطة بولجراف تختلف في معمارها وامتداها عن المحطة الحالية إلى أن تمت إعادة بنائها في سنوات سابقة، فيما توقفت محطة جيراردو Girardot أواخر عشرينات القرن الماضي على الأرجح لتتحول إلى فندق العابر للأطلسي Transatlatique، وبعد الاستقلال إلى قيادة الحامية العسكرية بتازة ثم المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية .
ظلت محطة بولجراف بإخراجها المعروف نشيطة طيلة سنوات " عمرها " ال 88، وقد شهدت العديد من التظاهرات والأنشطة الهامة، بينها مواكب عيساوة المتوجهة إلى موسم الشيخ الكامل بمكناس، وكذا المخيمات الصيفية والكشفية خاصة ونقل الوحدات العسكرية إلى مواقعها وثكناتها، علاوة طبعا على السفريات الفردية والعائلية وما ارتبط بها من ذكريات، ولكن من أبرزتلك المحطات توديع متطوعي المسيرة عن إقليم تازة في أكتوبر 1975 وكان عددهم 10 ألاف متطوعا ومتطوعة تمكنت القطارات من نقلهم إلى مراكش ليأخذوا طريقهم بالشاحنات من هناك إلى أقاليمنا الصحراوية الواقعة تحت الاحتلال الإسباني سابقا، وكانت لحظات وداع المتطوعين بمحطة تازة تاريخية حقا تقشعرمنها الأبدان خشوعا ورهبة وصلت إلى مستوى الدموع تعبيرا عن الوطنية الحقة، حتى علق المذيع وقتذاك السيد مصطفى العلوي الذي كان يغطي الحدث وكاميرا التلفزة الوطنية تصور المحطة وسط الحشود الهائلة من علو مرتفع " هـــــــــذه تــــــــازة وما أدراك ما تــــــــازة، تازة قلب الريف وعنوان النضال الوطني الصادق والوفاء العميق ... "، كما شهدت المحطة إياها مروروتوقف القطارالملكي بها مقلا الراحل الحسن الثاني رحمه الله حينما توجه إلى وجدة للقاء الرئيس الجزائري آنذاك الشاذلي بن جديد في 26 فبراير 1983، وحينها تنبه عاهل البلاد إلى الوضع السابق للمحطة وتساءل مستغربا " هذه هي محطة تازة ؟ " ثم أمر فورا بإعادة ترميمها وإصلاحها الشيء الذي تم على وجه السرعة، وشمل مجالها الداخلي مع الاحتفاظ بالخارجي ووضع كراسٍ محترمة بدل السابقة مع تجديد الإنارة وباقي التجهيزات، ويشارهنا إلى أن موضع التذاكرلم يكن على اليمين كما هو الحال راهنا بل كان يوجد إلى اليسار، ثم تحول إلى الوسط وانتقل أخيرا إلى يمين المحطة .
والآن وبعد أن أدت المحطة رسالتها بكل اقتدار، إذ لم يقع بها أي حادث يذكرمنذ إنشائها، آن الأوان للتجديد والتغيير وهي سنة الحياة كما لا يخفى على أحد، وكل ما يأمله الغيورون، أن تبقى المحطة إياها شاهدة على ذاكرة حية ولم لا تحويلها إلى مركز ثقافي أو متحف لبعض منتجات إقليم تازة، أو فضاء خاص بتطور السكك الحديدية في المنطقة عن طريق الصور والمجسمات ويكون مفتوحا للعموم، ولعله نفس ما نص عليه دفتر التحملات للمحطة الجديدة التي نأمل أن يتم إنجازها في الآجال المقررة .
*رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاءات سائبة وفوضوية بتازة
- حول بؤس المشهد الثقافي بتازة
- عن بعض نكبات تازة المغربية ... الله ياخذ فيكم الحق
- من العمق الرصين إلى ثقافة هز البطون ومطربي الكباريهات
- تازة ومدينة النحاس : مغالطات بالجملة ...كفى ياقوم
- تازة عبر خطاب الجاسوسية الاستعمارية الماركيز دوزيكونزاك نموذ ...
- الجاسوسية الاستعمارية من خلال رحلة لو ماركيز دوزيكونزاك عبر ...
- عذراء تازة ...تخوم التاريخي والخرافي
- حول - تقرير المصير- المفترى عليه
- هل حسم المغرب معركة الصحراء ؟
- هل النظام الجزائري ثوري حقا ؟
- عن الاستفتاء والبعد الديمقراطي في الصحراء
- أي مصيرلقضية الصحراء المفتعلة ؟
- المقاومة المسلحة بتازة : تصويبات وتصحيحات
- عبد الرحمان اليوسفي والمناضلون التقدميون بتازة
- حينما عجزالفكر التقليدي أمام جبروت الأوبئة عبر تاريخ المغرب
- كوارث الأوبئة كمحرك للتاريخ
- معركة بين الصفوف..... في سياق التاريخ النضالي لمنطقة تازة
- بؤس التاريخ ...دروب وانزلاقات
- المدرسة المرينية بتازة عمق تراثي مغربي ووضع قانوني غامض


المزيد.....




- طريقة عمل فطائر السكر واللبن الاقتصادية في 10 دقائق في الطاس ...
- الرئيس الكيني: احتجاجات الضرائب هيمن عليها أشخاص خطرون
- طوكيو: الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية سقط خارج المنطقة ا ...
- إبسوس: ترامب يتفوق على بايدن في الاقتصاد والأخير يتقدم في ال ...
- مكاتب اقتصادية لـ-حماس- قريباً في العراق وتشكيل قاعدة سُنية ...
- تسلا تستدعي الآلاف من شاحنات سايبرتراك.. لهذا السبب
- بنك المغرب المركزي يخفض سعر الفائدة إلى 2.75 بالمئة
- بنك إسرائيل المركزي يستعد لاتساع رقعة الحرب على غزة
- بلومبيرغ: السعودية ستصبح أكبر سوق للبناء في العالم
- مميزات تنزيل الوتساب الذهبي 2024 لجميع المستخدمين


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الإله بسكمار - من مرحلة إلى أخرى في مجال النقل السككي بتازة