هل يحمل الدكتور محمود المشهداني روح الفنان سلفادور دالي ؟

مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    

كنت أستمع الى الدكتور هاشم العقابي من قناة الفيحاء وهو يحاول إيجاد صيغة أو تسمية ما لما يحدث في العراق وكان يؤكد على ـ الحرب النفسية ـ ضد الشعب العراقي كتسمية ملائمة ثم انتقلت لمشاهدة قناة اخرى فظهرت صورة للدكتور محمود المشهداني الى جانب زلماي السفير الأمريكي .لم أنتبه للخبر بقدر ماشد انتباهي التشابه الكبير في الملامح والخلقة بين المشهداني والفنان الاسباني الشهير سلفادور دالي. ولم أشك لحظة بصحة اكتشافي هذا أو مقارنتي بين الشخصيتين لممارستي أولآ رسم البورتريت لسنوات طويلة من حياتي ولإهتمامي العلمي بالتناسخ كظاهرة جينية وراثية لها معادل ميتافيزيقي روحاني وجد التعبير عنه في شطحات المتصوفة وقبلهم عند الهندوس.مرت الصورة طبعآ بسرعة لكنها كانت من الوضوح في ذهني بحيث اني إفترضت شاربآ سلفادوريآ معقوفآ يزين وجه الدكتور المشهداني كي أتأكد من حسن مقارني وصواب فرضيتي فاطمأنت نفسي الى تكامل عناصر الجدل في تركيبة الصورةالتي كونتها ظاهرآ وباطنآ.
لا تشغل نفسك ، عزيزي القاريء ، بلون البشرة والشعر وبعض المفردات كاللغة والشوارب ... الخ إن كنت جادآ في فهمي حقآ فهي خداعة ومضللة في مثل هذه الحالات التي يتطلب اكتشافها منك أن تحسن الضرب في الجوهر بقدر ما تستجلي المظهر فالطبيعة تلجآ ، كسياسة عامة وثابتة، الى خلط بعض الأوراق الجينية على طاولة الحياة المادية كي تخفي عنا نحن البشرالمساكين شفرتها الماكرة. اننا نعيش اليوم في حقبة سوريالية سلفادورية تختلط فيها النازية الفرانكوية النوردية بالسامية الشرقية في تركيبة عجيبة تبعث على الفكاهة بقدر ما تختزن من ماسي ومرارات والام.اننا تضحك مع سلفادور دالي ضحك كالبكا أو ، على وجه الدقة ، نبكي في قهقهة في مسرح يعمه الظلام وتعوى به الكلاب.مجلس النواب هو لوحة سوريالية ، أوركسترا يقودها الدكتور الفكه المشهداني تعزف اللحن الخفي ، أجل اللحن الخفي المشاكس ،الذي يسبق مجزرة أدهى وأقسى وأكثر بشاعة يعد لها على قدم وساق في منطقة الشرق الأوسط ، ولكي لا تتهمني عزيزي القاريء بالتخريف أنظر الى هذا الحلف الجديد بين وزراء خارجية الأعراب والروح الشريرة كونداليزارايس الذي عقد مؤخرآ في القاهرة.
يخطيء من يظن اني انتقص من الدكتور المشهداني فأنا أخالف كل الكتاب الذين انتقدوا تصرفاته وشطحاته فما الدكتور المشهداني الا رجل أعده التاريخ لهذه اللحظات فأدى بكل بساطة دوره كقائد مبدع وموهوب لهذه الأوركسترا السوريالية .إنه حقآ حامل وصية سلفادور دالي في دورة حياتية تطبيقية جديدة.وقبل أسابيع ، عند مناقشة أزمة العلم العراقي، كان من رأي الدكتور التركيز على المصالحة الوطنية والقضايا الأمنية وتأجيل موضوع العلم الى وقت اخر لمناقشته وهتف مخاطبآ المجلس ـ عسى ما تختارون علم هتلر.لماذا لم يقل علم فرانكو مثلآ ؟! والسؤال الذي أطرحه هنا لا علاقة له بنظرية التناسخ الجيني بل سؤال هيغلي جمالي بحت أطرحه على نقاد الفن قائلآ ـ هل هناك قانون ما في دورات الطبيعة أو التاريخ قادر على تمثل وتحويل القيمة الفنية كأن يتحول الجميل قبيحآ والقبيح جميلآ وبقدر دقة الجواب نستطيع أن نفهم بدقة متناهية النغمة العميقة للشفرة الجينية المشتركة بين الدكتور المشهداني والفنان الاسباني سلفادور دالي الأمر الذي يعود علينا بالفائدة في إيجاد صيغة دقيقة وتسمية لما يحدث في العراق الان وهو ما يشغل كل دعاة الخير والسلام.

#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات