عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 02:20
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الربيع العربي و منطلقات الامن الانساني
مما لاشك فيه ان الثورات العربية (أو ما اصطلح على تسميتها بالربيع العربي) قد فرضت واقعاً جديداً على الوجود السياسي للمجتمعات العربية؛ حيث برزت عدة متغيرات على الساحة العربية مثل تكثيف التفاعلات الأفقية، فتح الأبواب أمام إمكانيات حقيقية للتحول الديمقراطي والتأسيس لنظم سياسية جديدة، فضلاً عن انعكاس هذا الواقع الناشئ على القوى السياسية والاجتماعية. يمكن القول أنه لم يعد بمقدور هذه القوى، والحال كذلك، الاستمرار دون إعادة التفكير والنظر في أنماط سلوكها وخطابها وعلاقاتها.
والربيع العربي يمكن ان يعرف ك "انعطافة كبرى في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي العام. تشكل هذه الانعطافة نقطة تحول بين زمنين، تتغير معها علاقات القوة، شكل الدولة، طبيعة النظام ونمط إدارة المجتمع، بتأثير عاملين/ديناميتين، داخلية تتمثل في الحراك الجماهيري غير المسبوق، وخارجية تتمثل في تأثيرات المحيط وتدخلات الإقليم وقوى النظام العالمي سلباً أو إيجابا. أخذ الربيع العربي النمط التالي: التواصل والتعبئة عبر العالم الافتراضي، النزول إلى الشارع، الصراع ضد القصر، الانتقال من الميدان/الشارع إلى المجال السياسي العام".
ويمكن ان نرى في اطار النسق التاريخي اخفاق الدولة القطرية, حيث
انتزع العرب استقلالهـم السياسي في مجموعة من الدول القطرية، طبقاً لاتفاقية سايكس بيكو. لقد ظن العرب ان بإمكانهم بناء دولة حديثة. الا انها جاءت على غرار دولة المستعمر، وتبنى القائمون عليها مشاريع تحديثية غابت عنها المضامين السياسية والاجتماعية الفعلية، فغلب عليها الطابع الأمني والقمعي، وسرعان ما تشكل نموذج للحكم يتسم بالتسلط والاستبداد. وبهذا يمكن ان يفهم الربيع العربي كرد فعل لاستعادة الامن الانساني.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟