أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :














المزيد.....

ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 22:06
المحور: الادب والفن
    


بوصلة اولى :
البوصلة المضببة التي تحول دون رؤيا السبل المحملة بالأوحال ناصعة هذه المرة ، فمن ملعب البحري الى ملعب الاتحاد وما قبل مضامير (التارتان) يتأرجح اللاعبون الكبار بين مدرستي عاشور كربول وهتاف عبد السادة اللذين وجدا بذرة يانعة عامرة بالتألق ، لعل من سفاها اولا ذلك اللاعب والمدرب المترهل الذي يوحي للآخر من انه لا يعرف حتى ابجديات الرياضة البتة . الرجل المهندس اعمارا ورياضةً الذي ننعته ب ( بود سبنسر) الذي يشبهه حتى في ابتسامته وتناسق جسمه . ذلك الرجل الدبابة او ما نطلق عليه (ابو العباس) هو فاضل حسن الكعبي ، الذي كان يرصد ذلك الفتى الجميل ، وهو يحمل ما تبقى من (علج ابو السهم ) ليعود بالكرات الشاردة الى نصف ارض ملعب نادي الزبير برمية لطالما اذهلت الاستاذ جمعة جبر وهو يقول : من هذا الفتى ؟

بوصلة ثانية :
السوق رائجة عامرة بالأسماء التي حققت سطوتها على ذلك المستطيل المحتدم ، اللهاثات والانفاس اللاهبة التي تسابق الافق ، والنظرات الشاردات التي تخترق زعيق اللاعبين ، وتموسق صرخاتهم االتي تتحول في وقت آخر الى ترانيم يعرفها المدربون الذين يبتسمون بصمت ، وهم يسمعون تلك العبارات (النابية الودودة) التي يستخدمها اللاعبون بلا تحرج . كل ذلك يحدث تحت حكمة موقوفة اخترعها اللاعبون انفسهم تنص على ان ارض الملعب هي مضمار لكلمات لا تقصد دلالتها ، او عبارات لا تحمل هوية مضامينها ! فالكل يخرج مبتشرا باسما باش الوجه ومنفتح المحيا ، وهو يومئ الى زميله ايجابا .
في خضم تلك الاسواق العامرة بالاسماء الكبيرة : جاسب رحيم / سامي دكي / سالم طماطة / محمد ولي / شهيد راهي / محمد موسى / حسين علي لفتة / علي ماضي / خلف كريم / كريم عزت / سامي عجة / ناهي عبد السادة مهدي وغيرهم ممن يتربع في افق الذاكرة ليحول دون امتداد العمر الذي لطالما يعشق الاطلال .. في خضم هذا الجمع الكبير من الطاقات التي لا تعرف الكلل ، وبحضور العملاقين سامي دكي وجاسب رحيم يبرز نجم رعد هامل كلاعب عنيد مناور هجومي حد النصر ، ليؤلف حالة من الطاقة الاستثنائية التي قال عنها عاشور كربول يوما وهو يحدث عبد الهادي شاكر امين : انه كتلة متوهجة من العطاء ، وشعلة متقدة لا يمكن ان تخمد ما دامت الكرة قائمة في الملعب . انه رعد هامل هدية اكتشفها فاضل الكعبي ليمررها الى راعي رياضة الزبير وراعي نهضته الرياضية جمعة جبر ، الذي رفعها الى عاشور كربول ، ليهديها ايقونة متجددة في العطاء والعمل والانتاج الرياضي الى المدرب الراحل هتاف عبد السادة ، والذي نقلها وبقية ابطال كرة اليد الى بغداد لتتسنم ناصية هذه اللعبة لسنوات طوال ، مثلما تسنمت السباحة وتمركزت في فريق القوة البحرية . ولعل السر في الحالتين ان البصرة بحر وملتقى كل انهر العراق فحصدت كؤوس وانواط واوسمة السباحة ، والزبير بالرمل والكثبان والصحارى والجدب المشرف على قاحل البادية اكتسب الصبر الاستثنائي ، فكان ابناؤه اسياد ملاعب كرة اليد .

بوصلة اخيرة :
الرجل الاستثنائي الذي سرت بدمه دماء ودفقات اللعبة التي تألق بها وبرز بمضاميرها وحلباتها ، ينتقل بحكمته التي يستثمرها من ساحة كرة اليد الى الاسواق التي انطلق منها ، فراح يصل وجوده بعد مرحلة الاعتزال ليتفرغ الى مشاريع خاضها في السوق على استحياء ! فلا حب ينوف حب كرة اليد ، ولا مكان افضل وانجع من ملعب لكرة اليد تستقر بوسطه كرة تخلو من هوائها .. انه العشق سيدي الذي هيمن على كل ارهاصاتنا ، واستعمر تفكيرنا الذي ما زال يلازمنا ، ونحن نرتدي (التراكشوز) او نلبس (التراكسوت) على الرغم من ذلك الشيب الذي غزا وجوهنا ورؤوسنا الثلجية التي تفند نظريتنا الاحادية في الرياضة . فالجيل الجديد لا يعرف من هو رعد هامل الذي اعلن عن يافطة لمحل البان تحمل اسما رياضيا لا يمت بصلة الى صناعة اللبن ومشتقاته وحتى تسويقه او بيعه .. ذلك الهوس الذي هيمن علينا ما زال يفتك بنا ، ونحن نعيش الذكريات يوم كنا نعود سوية من النادي البحري انا وطالب خزعل المالكي وجعفر حنوفي وخلف كريم وعلي ماضي وشهيد راهي وسليم عجة واحيانا يرافقنا رسول تعبان وثامر خلف وعلي يالي ... آه ... يا لعقوق شريط الذاكرة التي لم تشفع له كل لواصق الورق !
كيف الحال كابتن ، اراك ترتدي الكمامة ؟ والله يا عادل ( الحيل مني ركد ، والعظم اصبح باد ) يمعود عوفك من المنكوب وعبادي ، فالأول رثى نفسه قبل ان يرثي الآخرين . (يضحك) يقولها بضحكة شجاعة : والله يا اخي الفحوصات لا تبشر بخير ، انه ذاك الخبيث . (اسم الله عليك ) . ولا يهمك ، فسطوة ذلك المارد ستتبدد امام رعد هامل ، اين صرختك ابو رعود وانت تجمح بهجمتك المشهودة التي تخيف حتى الجمهور ؟ اوووه ، كان زمان .
سبقنا الصديق الاستاذ حافظ وهو يمهد لنا خبر الوقعة ، كنت اعده سبقا اخلاقيا وهو يمهد لحادثة الموت التي ستهز اوساط الرياضيين وغيرهم .. اظن ان حافظا كان يستشعر ثقل الامر وهول الصدمة فراح يمتص نقمته او بعض منه ! وحسنا فعل الاخ العزيز الذي كان يستشعر عظم الفاجعة !



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخيرا .. سافر مسافر شنان للقاء ربه !
- (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية
- نعم ايها الزاهد :
- انطولوجيا مدينة : (القسم الاول ) الزبير قبل سبعينات القرن ال ...
- آريون
- لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية
- عطشان تركي
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد
- يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
- الفنان الكبير ماجد عباس : الحرص المسؤول والمهنية العالية ..
- حسن زبون العنزي ( شهادة بطعم العلقم) :
- حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
- الصالون الرياضي في البصرة لجنة اولمبية ثانية ...
- الزبير .. لمحات من اصالة الماضي
- بطولة العراق للحمام الزاجل
- غودو لن يعود
- ملاحظات في الفيس بوك


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :