أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - تسريبات الصحافي علي فاضل وشكل الحكم القادم في العراق .















المزيد.....


تسريبات الصحافي علي فاضل وشكل الحكم القادم في العراق .


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسريبات الصحافي علي فاضل وشكل الحكم في العراق

توحي التسريبات التي ينشرها الصحافي العراقي : علي فاضل ، بوجود قوتين تتحكمان برقاب العراقيين : قوة ظاهرة وأخرى باطنة . القوة الظاهرة هي المسؤولة عن تصريف شؤون الناس الحياتية ، وتلزمهم عن طريق اجهزتها الأمنية ومحاكمها : باحترام قوانينها وتشريعاتها ، والامتثال لأوامرها . لكن هذه القوة العلنية تتحكم بها من وراء ستار قوة باطنة وغير ظاهرة للعيان ، يحرص أعضاؤها على ان تكون أنشطتهم سرية : يحركون من خلالها صراعات عالم الحكومة الظاهرة للعيان ويحددون أهدافها ومجمل نشاطاتها . هذه القوّة السرية التي تنشط في الظلام وتتحرك بين اقبية عالمه هي المعادل الموضوعي لدولة العراق العميقة : المفهوم الذي شاع استعماله في السنوات الاخيرة ...

لكن التقاط التسريبات لنشاطات " الدولة العميقة " في العراق لم تكن محكمة البناء : اذ استطاعت تكنولوجيا الثورة الرقمية من اختراق استحكاماتها ، وتصوير وقائعها وخططها ومشاريعها ، وتسجيل حوارات زعمائها بدقة عالية وبوضوح ...

تتضمن التسريبات إشارة دقيقة الى خرافة : وجود مجتمع او طائفة دينية متماسكة كالبنيان المرصوص ، خالية من التناقضات التي تعج بها المجتمعات الإنسانية في مشارق الارض ومغاربها . وقد كذّبت هذه التسريبات : الصورة الجميلة التي رسمها لنا الموروث الشفاهي عن مؤمنين هم في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . لم تمنحنا التسريبات فرصة تَخيّل مجتمع سعيد كهذا ، يتبادل أعضاؤه المحبة والود والتعاون الانساني .
بالعكس ، لقد ( شَنّفَت ) أسماعنا هذه التسريبات باصوات موتورة تنقط حقداً بدوياً على القبائل ( الاحزاب ) الاخرى ، مبحوحة من كثرة ما تناولت ابناء الطائفة الذين يناقضون المالكي وسواه من قيادات الاطار التنسيقي ( الموالي لايران وليس الى الوطن ) في مواقفهم السياسية : بالقدح والسباب المجاني . فاثبت مجتمع الطائفة الدينية الواقعي هو نفسه ، وليس مجتمع الفقهاء المُتَخَيّل ، بانه لا وجود له ، ولا وجود لمجتمع خال من تناقضات المصالح ومن التفاوتات الثقافية والطبقية ، وان فقهاء الشيعة وهم يتحدثون عن مجتمع طائفة الشيعة الاثني عشرية المتماسك الذي سيتم على يديه خلاص البشرية : عليهم ان يتوقفوا عن انفاق اموال الطائفة الشيعية ( اموال الخمس والزكاة والتبرعات ) على نشاطات عمرانية ودعوية تبشيرية في قارات قريبة وبعيدة ، وان تأخذهم رحمة بشيعة العراق الذين هم اولى بهذه الأموال : اذ انهم الآن من اكثر المجتمعات الإنسانية التي تتعرض لظلم ذوي القربي من زعماء الطائفة السياسيين ، نتيجة " سرقات القرن " التي تمت على أيديهم ...

توجد في العراق اليوم حقيقة واحدة : هي هروب الناس الجماعي من الموت الى حياة تشبه الموت في المخيمات ، او في حالة هروبهم من التصويت لحرامي بملابس تقليدية ووقوعهم في مطب التصويت لحرامي بثياب ملائكية : كل شيء في العراق اليوم خال من اي نوع من انواع اللمسات الإنسانية ، وكل شيء بلا لمسة إنسانية هو ميّت او في عداد الاموات . لا توجد في مخيمات اللجوء لمسات إنسانية : لا ملابس نظيفة ، ولا لقمة صحية ولا كهرباء او وسائط نقل حديثة : لا يوجد فيها ما يوحي بان خيامها منصوبة لبشر تعبانين هاربين من غضب آلهة القنابل والمدافع والدبابات ورصاص البنادق ، وانهم بحاجة الى اماكن لجوء وليس الى اماكن ثأر ...

لا توجد في العالم السري الذي نقل بعض مشاهده الصحافي : علي فاضل - إحساسيس جمالية وانسانية ودفء في العلاقات البشرية بين السائل والمجيب : فالإجابات خشنة وتفوح بالحقد وتحث على الثأر من ( اوغاد او جبناء ) هم في حقيقة الامر قادة سياسيون من ابناء الطائفة .
العالم السري : عالم موحش كئيب ، تقوم قواعده على التقييم السلبي للمختلف سياسياً وليس عقائدياً ، وعلى الامعان في تشويهه انسانياً وخلقياً ، والتخطيط لاغتياله او لعزلهم عن الحياة السياسية .
العازم السري اذن هو عالم ذو صوت تآمري واحد يجسده احسن تجسيد صوت المالكي .
لا تُذرَف في هذا العالم الدموع على حرائق او على حروب أهلية ، ولا على ما تخلفه من خراب مادي وآهات ودموع ، فالوحوش التي تدير هذا العالم مقدودة من تراب ورصاص ، وشغلها الشاغل الحث على تصفية الخصم وسفح المزيد من الدماء . انه العالم السري او : الدولة العميقة التي أوصل تآمرها العراق الى ما هو عليه الآن من خراب في كل مجالات الحياة ، ومن تشوه اخلاقي وروحي ...

للآن - رغم متابعتي للإنتاج الروائي - لم اقرأ رواية عربيةاعتمدت أحداثها على وجود عالم آخر سري تحت الارض يتحكم في الاحداث فوق الارض . ولم اقرأ عن هذا العالم القبيح في النتاج الروائي العراقي الذي قدمت لنا التسريبات خطوط عامة صالحة لان تمد البناء الروائي بأصول رواية مضبوطة : تدور احداثها في دهاليز السياسة والحكومة والصراع الدائم المحتدم على وزارتي النفط والمال وامتدادات هذا الصراع الى المنافذ الحدودية ، والى المطار الكئيب وميناء الفاو ، والى الصراع الخفي بين احزاب اقليم كردستان وبين المالكي والى الصراع الذي لا يقل احتداماً بين المالكي وبين الاحزاب السنية . كما ان هذا النظام السياسي انتج رؤساء وزارات لم يكونوا نواباً في البرلمان ولم يدخلوا العملية الانتخابية كعادل عبد المهدي والكاظمي ...

دارت احداث بعض الروايات الفائزة بجائزة البوكر في عالم آخر ، لا تتحكم به قوانين العالم الارضي المألوف وتشريعات حكومته مثل رواية احمد سعداوي " فرانكنشتاين في بغداد " التي تشبه في تمردها على عالم البشر : تمرد المخلوقات على خالقيها . ورواية التونسي شكري المبخوت : " الطلياني " التي تحدثت عن عالم اليسار السري من الجامعة الى الحياة الثقافية اليومية في تونس . وعالم ابراهيم نصر الله في رواية ، " حرب الكلب الثانية " . الذي يذكرك او لا يذكرك بعالم الحروب الارضية . ولكن جميع هذه الروايات ، وأخرى غيرها ذهبت الى التاريخ كرواية : " موت صغير " للسعودي محمد حين علوان واعتمدت احداثه : لم تكن واحدة منها حفرت في عمق العالم الثاني السري الذي يتحكم بالعالم الارضي القبيح ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟
- بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء استمرار العنف في ...
- بنية الاحزاب الشيعية أَم النظام السياسي النيابي وراء استمرار ...
- بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء العنف في العراق ...
- النظام النيابي ام البنية الطلئفية وراء عنف الحوار في العراق ...
- ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثالث
- ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثاني
- ثورة المرأة الايرانية
- نقيضان لا يلتقيان : الحشد والدولة
- - ناسا - زيارة الى وكالة الفضاء الامريكية
- عن : سامي مهدي
- القاتل والمقتول في النار
- استمرار اللامعقول
- خضراء العراق وخضراء الدمن
- يوميات عاشوراء (4) - ليلة الوحشة
- يوميات عاشوراء ( 3 ) نهار قطع يد العباس
- حين تجردت من غيومي
- يوميات عاشوراء ( 2 ) في ليلة الحجة
- يوميات عاشوراء ( 1 )
- الى صديق فيسبوكي : المالكي والصدر


المزيد.....




- قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا ...
- الصين تعرب عن استيائها الشديد إزاء الرسوم الجمركية الأميركية ...
- حرب تجارية جديدة: كندا تفرض رسوما على سلع أمريكية بقيمة 155 ...
- دراسة تكتشف أسرار الأذن البشرية
- دلالات طريقة المشي
- علماء الفيزياء الكمومية يبتكرون فضاء مكونا من 37 بُعدا
- واشنطن تريد انتخابات بأوكرانيا إذا توقفت الحرب
- عشرات الآلاف دون مأوى وفي وضع مأساوي بغزة
- حراك طلابي في صربيا يُطيح برئيس الوزراء وموسكو وبروكسل تراقب ...
- الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - تسريبات الصحافي علي فاضل وشكل الحكم القادم في العراق .