أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - ديمقراطية منفلته خير من ديكتاتورية مستبده















المزيد.....


ديمقراطية منفلته خير من ديكتاتورية مستبده


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7423 - 2022 / 11 / 5 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لامني بعض القراء حول موضوع سابق كتبته تحت عنوان " الزمن الجميل في العراق اليوم وليس البارحة " . ومن لم يقرأه , فملخصه هو ان النظام السابق لم يكن يحترم شعبه وهو الذي اسس جميع المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي . فقد انهار النظام في ربيع عام 2003 والعراق كان يعاني من الرشوة والفساد , المناطقية , شحة الطاقة الكهربائية السكن , انهيار قطاع الزراعة والصناعة , ديون خارجية تفوق قدرته على السداد , انهيار لقيمة العملة الوطنية , وتضخم مالي لم تشهده منطقة الشرق الاوسط من قبل . هذا السرد يتفق عليه كل من يعرف العراق ويعرف طبيعة اقتصاده . كما يتفق جميع احرار العالم على ان النظم السياسية العروبية التي حكمت العراق بعد عام 1963قد قضت على الروح الوطنية واستبدلتها بالولاء للعشيرة و الحزب الواحد , كما كان معمول به في زمن حكم حزب البعث العربي الاشتراكي والذي اعلن شعاره امام الملاء من ان كل عراقي بعثي وان لم ينتمي , وبذلك وضع حبل المشنقة حول رقبة كل عراقي . فمن خاف على رقبته انتمى الى الحزب مفوض امره الى الله , ومن رفض كان مصيره الفصل الوظيفي , المطاردة من قبل الاجهزة الامنية , السجن , وحتى الغيب , وما عدد المقابر الجماعية التي تركها النظام والذي بلغ عددها اكثر من 300 مقبرة على فظاعة جرائم نظام حزب البعث . لقد كشفت المقابر الجماعية ان من بين ضحاياه هياكل عظمية لأطفال صغار اعمارهم بين عام وخمسة اعوام وهذا يؤكد ان الضحايا كانوا يدفنون احياء . النظام قبل التغيير ارعب العراقيين واصبحوا يقبلون باي نظام بديل لنظام القرية والقتل , وما على القارئ سوى الحديث عن هذا الموضوع مع كبار السن الذين تجاوزت اعمارهم الستين .
سياسة النظم العروبية الاقتصادية كانت مرادفة لإخفاقاتها السياسية . فمنذ ان تسلمت القوى العروبية السلطة في العراق بانقلابها الدموي عام 1963 فرضت نظام اقتصادي هدفه اقصاء مكون عراقي من الساحة الاقتصادية , فأممت جميع المرافق الاقتصادية تحت شعار الاشتراكية العربية , فشلت في ادارة الملف الزرعي فهجر الفلاح ارضه , وفشلت في ادارة الملف الصناعي فغادر رجال الاعمال العراق مرغمين نحو العرب وغير العرب . ومن يعاني من فقر الخدمات الحكومية الان فان هذه الخدمات كانت فقيرة ايضا في زمن الحكم العروبي. وفي زمن الحكم العروبي بدأت الحكومات تعتمد اعتمادا متزايدا على الواردات النفطية . ان بلد مثل العراق والذي بدء اعتماده على الواردات النفطية منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي سيكون من الصعوبة جدا تغيير هيكله الاقتصادي بدون استقرار سياسي وامني طويل الامد له .
اذن , اذا كان هناك انجازا ايجابيا يحتفل به اعداء التغيير السياسي في العراق , انما كان هو انجازا في مرحلة استثنائية ولم يدم طويلا . حزب البعث اطلق حملة مكافحة الامية في البلاد , وتم انخراط الالاف من العراقيين الى هذه الحملة , وبموجبها ارتفعت نسبة المتعلمين للقراءة والكتابة في البلد , ولكن هذه الحملة انهارت بدخول العراق الحرب مع ايران , واصبحت نسبة الامية ما بين الشباب ما يعادل 30%. الحملة كانت رائعة ولكن نهايتها كانت غير رائعة , ولكن اعداء التغيير مازالوا يعدوها من انجازات الحزب ويتفاخرون بها .
بالحقيقة , ان حرب ايران و الحصار الدولي قضى على كل جميل في العراق , على اقتصاده , ثقافته , وعلى نفسية المواطن العراقي التي كانت تعاني بالإساس الخوف والهلع من بطش السلطة . ولو تحدثت مع اي مواطن جاوز عمره الستين فلابد لديه قصص كثيرة من رعب بطش الاجهزة الامنية , حتى اصبح مواطن ذلك الزمان يخاف انتقاد الحكومة امام اطفاله , بل حتى مع زوجته .
مع كل هذا يأتي شخص ويبكي الماضي "الجميل" لان كان فيه مطعم ايطالي وصيني وفرنسي , وكان هناك خبز ايطالي و فرنسي يباع في الاسواق , وكانت هناك معارض تجارية ومسارح و مقاهي من الدرجة الاولى وانه كان هناك مصلحة نقل الركاب , وحدائق , ورياض اطفال . لقد قراءة هذا المقال امام بعض معارفي فكان جوابهم ان الكاتب كان اما زميل لقادة النظام او هاربا من التغيير بعد ان ضاق صدره وهو يشاهد ان المعادلة السابقة قد تغيرت اركانها . انهم يقولون من كان يفكر بأخذ اطفاله الى الروضة وهم محرومون حتى من بيض المائدة . وكيف تتوقع من رب العائلة اخذ عائلته الى مطعم , وهو لا يتمكن ان يشتري براتبه الشهري اكثر من كيلو لحم غنم؟
الحاضر يفتقر الى حلول الكثير من المشاكل التي يعاني منها العراق حيث ان توفر فرص عمل مازالت تعد تحدي كبير لشباب وشابات العراق , نسبة كبيرة من ابناء الشعب العراقي مازالوا تحت خط الفقر , البنية التحتية شبه منهارة , خدمات حكومية غير كافية , طرق الطرق العامة مازالت تحصد ارواح المواطنين بالجملة , اسعار العقارات مرتفعة جدا وتفوق قدرة اغلب العراقيين المالية , انقطاعات الكهرباء والماء ما زالتا مستمرة , وانا متأكد ان القارئ البيب باستطاعته اضافة العشرات من المشاكل الغير محلولة لحد الان .
اعتقد ان هذه المشاكل مؤقته او هناك امل بحلها بعد ان يتم تنقية العملية السياسية من الشوائب العالقة فيها . ارجوا ان يتذكر القارئ ان النظام الديمقراطي هو ليس الافضل , ولكنه الاحسن من بين النظم السياسية . الحكومة التي لا تستطع انجاز ما يحتاجه المواطن سوف تسقط ويحل محلها حكومة اخرى اكثر قدرة . انها تعطي حرية المنافسة بين الساسة وللشعب اختيار من يريد حكمه . انها عملية غير سهلة لأنها تحتاج الى صبر وعمل شاق , وما نلاحظه من تقدم وازدهار في الدول الغربية الا نتاج تضحيات ضخمة خلال المئات من السنين . النظام الامريكي لم يستقر الا في 150 سنة الاخيرة .
واخيرا , ان من يبكي على رحيل المطاعم الراقية و خطوط نقل الركاب و السينما والمسرح , اقول له لا يحتاج الى العناء الكثير , فان قضاء الفلوجة رجع الى عافيته وما زال مطعم زرزور وحاج حسين يقدمون الكباب الفلوجي , وبدلا من شارع ابو نؤاس المشهور بتقديمه المشروبات الروحية والسمك المسكوف , فان عدد المحلات التي تبيع المشروبات الكحولية قد تضاعفت وان مطاعم السمك المسكوف اصبحت في كل ركن من شوارع بغداد , وبدلا من الركض لحجز مكان لك في مصلحة نقل الركاب , اصبحت سيارات التكسي تغرق شوارع المدن , واصبحت تركيا وايران ملاذا للعراقيين من حر الصيف بعد ان كانت بيروت ملاذا لأغنياء العراق قبل التغيير. وفي الاخير الاخير فان المتر الواحد في قضاء المنصور في بغداد اصبح بقيمة 17 الف دولار , وهو مبلغ ينافس المتر الواحد في باريس ولندن و واشنطن .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات السياسيين الجديدة حول سعر صرف الدولار في العراق لا ت ...
- الزمن الجميل في العراق اليوم وليس البارحة
- قرار تخفيض انتاج أوبك +, كان سياسيا ام اقتصاديا؟
- تصريح وقح من كونغرس مان وقح
- اطفال في العراق يموتون بسبب تهور ذويهم
- تباين الثروات في العراق الجديد
- موت ودفن -ثورة- تشرين العراقية
- قصة تنفع الاطار والتيار
- ايهما احسن لك التضخم المالي او الركود الاقتصادي؟
- الجانب االسلبي لارتفاع اسعار الفائدة على الاقتصاد العالمي
- على روسيا اعادة وجهة نظرها في القضية الفلسطينية
- ماذا قال المواطن العربي حول فرض الغرب سقف لاسعار الطاقة الرو ...
- فرض سقف اسعار على الطاقة الروسية انقلاب على نظرية السوق
- القيادة لا تورث
- هل ان السيد مقتدى الصدر حقا يريد انهاء الازمة السياسية في ال ...
- كيف اصبح التيار الصدري منافسا عنيدا لحوزة النجف؟
- ما لم يقله ادم سميث عن التجارة الخارجية
- كيف تضيف سنوات من الصحة الى عمرك؟
- العرب يتحدثون عن مستقبلهم بين الامم
- احمد الريسوني يريد حرق ما تبقى من ارض العرب


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - ديمقراطية منفلته خير من ديكتاتورية مستبده