|
الصحراويين وموضة ’’اللجوء الاقتصادي’’
خالد بوفريوا
صحفي
(Khalid Boufrayoua)
الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 18:11
المحور:
كتابات ساخرة
تأمل يا صاحبي الفرق بين الأمس واليوم والغد القادم، فبعدما كانوا يسألون عن أحوال طوبوغرافيا ’’الأرض المحتلة’’ وينغمسون في مقارعة ’’الغازي’’ بكافة السبل والوسائل،أصبحوا الآن شحاذين لثمن تذاكر الطائرات وزعيقهم يتردد صداه حول توقيت وصولها لبروكسيل الأوروبية أو غويانا الفرنسية أو حتى هافانا اللاتينية، و يا سبحان مغير ’’المواقف’’ وهل كانت هناك أصلا ’’نطفة مواقف’’ منذ البداية ؟ فالطيور على أشكالها تقع والأشخاص كذلك. لنقف إذن على أشكال هذه ’’الموضة’’ المبنية على التقليد والمحاكاة والتي أصبحت ترسم التجاعيد الشهباء في خردة القناعات بحثا عن حلول ذاتية والطوفان لمن بقى. الثائر ’’امرابيه’’ يتجول بين دروب Nice يتحدث كثيرا بنوع من الأبهة المعرفية عن ’’الممارسة المنظمة كونها الشكل الأرقى للتعبير عن النظرية’’ بل كان يعوي مرات ومرات كالشرر’’خدام النظام وممثلي البروجوازية الصغيرة لا يصنعون التاريخ’’ ويستحضر في مداخلاته خلطة من قبيل ’’أورويل، إنجلس، البؤساء، بوليتزر، العنف الثوري... آه كم كان ’’نمر من ورق’’ عندما كان يتبرجس بزيه العسكري وسط جمهرة من الطلبة والطالبات وهو يعربد كسكارى حانات القاهرة الرخيصة: ’’سنشعلها نارا تحت أقدام الغززززززاة ’’، وهاهو يتقافز ويسترخي ويجتر عقارب الزمن، ثم يتقافز مرة أخرى ليصطاد موعدا لوقفة ما أمام إحدى سفارات ’’النظام المغربي’’ أو إحدى زوايا La Place De La Républiqueالباريسية ليصرخ كما كان يفعل سابقا ويزيد ’’الصحراء أرضي حرة والمغرب يطلع برا’’ وهو الذي فر تاركا النساء والشيب والمعتقلين والجرحى وكل شيء ... لاهثا وراء بريق اليورو€ والحلول الذاتية !! ’’امرابيه’’ هذا كان حلمه للأمس القريب ولوج صفوف مدرسة ’’الشهيد الولي العسكرية’’، ولكن حديقة أوروبا الناعمة منعته من تحقيق حلمه الموؤد ؟! وسمعت أنه لازال يفكر في الالتحاق خصوصا بعد ’’هبة نوفمبر- تشرين الثاني’’ ولكن ’’الشروط الموضوعية والديالكتيكية’’ تعيقه .. من مخيمات تندوف إلى ’’سلفيات ستراسبورغ’’ تلوح بأطراف ’’ملحفة الشكة’’ يمنة ويسرة وتتبختر مثل بذخ أنثى الطاوس وسط عتمة حر ’’دائرة أكطي’’ الذي يشوي شحمها القادم من مطار ’’تندوف الرائد فراج’’ الذي بدوره حمل ككتلة فزيائية غير متجانسة من مطار’’محمد الخامس’’ في رحلة متعددة الأقطار، وهي تستعد بكل ما شخبطته على ملامحها المكتنزة من ’’حفول رخيص’’ لحضور’’المنتدى النقابي الدولي للتضامن مع الشعب الصحراوي’’، ووسط جعجعة تلك الخطابات والكلمات المتعاقبة بكذا لغة حية وحرارة النقاش واستعراض الكينونة والأفكار والخلفيات الثقافية والإيديولوجية ...، قالت ’’اغلانة’’ وهي تحملق بنوع من التذمر في السقف القصديري الذي يغطي القاعة بأكملها : (شنعدل هون مع النقابة ؟! ) وذهبت خلسة تتسكع في رحلة البحث عن ’’الوناسة’’ دون استئذان رفيقات السلاح والطريق، فما تفعله بدون رداء غرب الجدار وعلى عينك ابنعدي، تقوم بمثله شرقي المتاريس، بمراعاة طفيفة لوضعية ’’اللجوء’’. ’’اغلانة’’ تجزء الأخلاق والقيم يا سادة وحتى مبادئ ثورة 20 أيار .... ؟! وهي التي قررت عدم الرجوع ’’للمناطق’’ خوفا من جبروت جارنا الشمالي والمكوث عند ’’خالها الموظف في الأمن والتوثيق’’ إلى حين العودة الجماعية محملين بقفاف النصر الساحق، وما إن تمت التسوية الفعلية لوثائقها الثبوتية حتى استبدلت عواءها المصطنع (من القمة للقاعدة .. شعب مصمم للعودة) إلى سلفيات ب Filters كاشف على محج ستراسبورغ، بل جعلت كدح ’’العارفات’’ مطية للهث الدنيء واللهفة نحو حل ذاتي يقيها ’’فضائح تاريخها الأحمر’’. وأثناء تصفحي لركام الرسائل الواردة في غرفة واتسابية ذات مرة، قرأت نبأ يفيد أن ’’اغلانة’’ قيد وضع ترشحها لنيل جائزة نوبل للسلام، والله وحده يعلم أي سلام يقصدون !! ابنة القيادي المخضرم وبستان عروس ’’البحر الكاريبي’’ آه لو تعلمون جمال عروسة البحر الكاريبي ’’هافانا’’، تنبعث منها كتموج خيوط شمس أيار رائحة ثورة ’’تشي ومن كان معه’’، وصاحبتنا ’’نبغوها’’ لا تعرف عن هذا الأخير غير ما عرفه ’’نيتشه’’ عن الغزل والنساء! والمفارقة أنها ابنة قيادي مخضرم في ’’الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريوا’’ لا يجيد في حياته غير النفاق السياسي و ’’آتاي الكاسي’’، والأحر من هذا أنها تجاوزت السنة الخامسة في دراسة الطب العام بجامعة ’’خوسيه أنطونيو أتشفيريا’’ ولا تفكر يوما بالرجوع إلى مسقط رأسها ولو من باب -التضامن الموسمي الخداع-، بل كل تفكيرها هو إنهاء فصول الدراسة والتخرج حيث ليبرالية أوروبا الموعودة تنتظرها. وهذه هي الرغبة الجامحة لأبوها المخضرم الذي يفتي في الوطنية المختارة من أعلى المنابر ويوزع الصكوك على هذا وذاك خصوصا وأن له جملة ختامية يخيطها على مقاس كل خطاب وفي أي مناسبة وبدون شروط وهو يرفع قبضة يده اليمنى المرتعشة للأعلى ويخنخن كالخنازير البرية (مززززززيدا من الصمود والقبض على جمرة المبادئ) ؟! ونسي أن يوجه هذا أولا لابنته الفارة من قفص عدالة شمس الحمادة، ويقي أولاد الصحراويات من شر نفاقه المدسوس. ’’نبغوها’’ بعد تخرجها وقضاء فترات التدريب المتقطعة في المستشفيات الحكومية الكوبية، لم تهرول -ويا أسفا على تربية أبيها- لإحدى المراكز الصحية المشتتة بكل نقاط تواجد الأجساد النحيلة لأبناء جلدتها في مختلف الدوائر والأحياء والولايات ... ولم تندرج في دعم إحدى البعثات الطبية القادمة لمخيمات اللجوء، ولم يرقى لها كذلك التواجد في إحدى التمثيليات التابعة لمنظمات عالمية هناك ك الأونروا، الصليب الأحمر، أوكسفام ... بل هرولت بكل ’’لهفة’’ نحو الثروة وتركت ’’الثورة’’ ؟؟ ! ’’سعد بوه’’.. ناشط وصحفي وإعلامي ومناطل -بفتح الطاء- وحقوقي. ’’الرقمنة وآليات المقاومة الناعمة في ظل عالم متشظ’’ هذا كان عنوان لدورة تكوينية على امتداد 03 أيام بلياليها سيقضيها ’’سعد بوه’’ على أرخبيل جزر الخالدات أو بتعبير الصحراويين المحلي Gran Canaria برفقة مجموعة من زملاء القلم والكاميرا الذين لا يفرقون بين العمل الصحفي والدعائي Propaganda، فتارة هم ’’صحفيون’’ وتارة أخرى ’’نشطاء’’ وما بين المنزلتين هم مناطلين (بفتح الطاء) أما Badge حقوووووقي فتحدث ولا حرج عليك، صاحبنا هو الآخر يملك كل هذه الصفات، ولست متأكدا من امتلاكه خلسة Badge ’’مقاتل أي جندي’’ !! انتهت الدورة التكوينية وانتهى البريستيج وعاد الزملاء ’’للمناطق’’ محملين بآليات المقاومة الناعمة، ولكن ’’سعد بوه’’ لم يعد !؟ بل أطلق ساقيه كقصب البامو للريح هاربا متوجسا مضطربا بين شقراوات كناريا .. ختاما .. الثائر’’امربيه’’ و سرير العابرين ’’اغلانة’’ و ابنة القيادي ’’نبغوها’’ والهارب ’’سعد بوه’’ وغيرهم ... تزامنا مع ’’الذكرى الأولى لاستئناف الحرب التحريرية’’ أسسوا ’’رابطة شبانية لدعم الكفاح المسلح في الصحراء الغربية’’، ومنذ ذلك الحين وهم يبحثون عن سبل شحذ الدعم !؟ إنه يا سادة وبكل مصداقية وبعيدا عن سوداوية هذه الكوميديا منحدر لا ينفك يتصاعد نزولا وكأنه سباق نحو الأسفل Race to the Bottom فكل ’’هجرة اقتصادية’’ وأنتم ...
#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)
Khalid_Boufrayoua#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجال مقابل ’’الولاء’’
-
سعيّد وغالي وقمة ’’ تيكاد 8 ’’
-
حريق الذكرى، و أي ذكرى ؟
-
لماذا تجمع CODESA ؟
-
ست سنوات على الجريمة، و ماذا بعد ؟
-
27 فبراير كل ذكرى و أنتم ...!
-
احايك إبراهيم .. ضرير يفترش شعار -أسا مدينة مستدامة- :
-
المغرب .. من الحماية الفرنسية إلى الحماية الصهيونية :
-
عندما تمتزج المستديرة برعونة -السياسة-
-
بيرويسترويكا كوديسا : _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ
...
-
بيرويسترويكا الكوديسا _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ
...
-
بيرويسترويكا الكوديسا _ قراءة إمبريقية حول الإستمرارية التنظ
...
-
يا أرزة الشرق
-
العسف و السِّجن و الاعتِقالُ _قراءة في رواية (سيرة الرماد) ل
...
-
-السلوك الانتخابي- بالصحراء الغربية :
-
سيرك الانتخابات المغربية :
-
كيف تسير -أجهزة الداخلية- حصار بجدور؟
-
وكم من -مبعوث أممي- مر من هنا ؟!
-
إن الذكرى تنفع -البوليس-؟! _على هامش الذكرى الخامسة لاغتيال
...
-
Cap Poukhadour و بورتريه الغضب
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|