أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مرزوق الحلالي - أهداف جديدة لروسيا في أوكرانيا















المزيد.....

أهداف جديدة لروسيا في أوكرانيا


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 7420 - 2022 / 11 / 2 - 06:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تهدف قوانين حالة الطوارئ الجديدة التي اعتمدها الكرملين في غضون شهر أكتوبر إلى القدرة على توفير دفاع استراتيجي عن "الأهداف التي تم الاستيلاء عليها" بدلاً من الحرب الشاملة.
يبدو أن تعيين الجنرال "سيرجي سوروفيكين" - Sergei Surovikin - قائدا جديدا لـ "العملية العسكرية الخاصة" (الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا) ، جنبًا إلى جنب مع عناصر الأحكام العرفية المعلنة مؤخرا التي أعلنها الكرملين ، يشير بشكل واضح إلى أهداف روسيا العسكرية والسياسية على المدى المتوسط في أوكرانيا.

إن الاستراتيجية التي جاء بها الجنرال "سيرجي سوروفيكين" توشي بتحول كبير في الدفاع الاستراتيجي الروسي على جميع الجبهات ، مع عدم استبعاد شن هجمات مغايرة نوعيا وهجمات تكتيكية محلية، وذلك لتحسين المواقف والمواقع الروسية. فالواضح الآن أن روسيا تسعى حثيثا إلى بناء خط دفاع قوي ودائم في الأراضي التي احتلتها من أجل منع أي خروقات كبيرة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية أو أي تحولات أخرى في الحدود الجديدة.

إن ما ترمي إليه تهدف روسيا حاليا هو التمكن من وضع حد للقتال المكثف قبل حلول فصل الشتاء ، مما يؤدي إلى تجميد الصراع بشكل فعال والاحتفاظ بالمكاسب الإقليمية التي حققتها حتى الآن. وحسب جملة من خبراء الاستراتيجية، هذا هو كل ما تستطيع القيادة الروسية القيام به حاليا. وقد يتطلب هذا ، بالتأكيد والضرورة، هجوما جديدا واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية. لكن من جهة أخرى فإن موسكو تشتكي من افتقار إلى المعدات العسكرية الحديثة، وهذا من شأنه منعها من أن تكون قادرة على بلوغ بغيتها كما ترسمها الاستراتيجية الجديدة. إنها في حاجة إلى وقفة هادئة" من أجل إعادة بناء قواتها، لا سيما البرية.

تسعى قوانين حالة الطوارئ الجديدة أيضًا إلى توفير دفاع استراتيجي عن "الأهداف التي تم الاستيلاء عليها" بدلاً من الحرب الشاملة المستمرة. ولن يتأت ذلك دون التعبئة الاقتصادية والبشرية لإمكانية استمرار "العملية العسكرية الخاصة" إلى 2023 ، هذا أقصى ما يمكن تحقيقه إن صادف التوفيق هذه الاستراتيجية.

ويرى ثلة من الخبراء العسكريين أن الجنرال "سيرجي سوروفيكين" سيكون ملزما لاتخاذ قرارات صعبة للغاية بشأن سحب القوات الروسية إلى مواقع دفاعية لا تستطيع القوات الأوكرانية اختراقها. وهذا قد يعني التخلي عن مناطق ذات أهمية رمزية يصعب الدفاع عنها ، مثل الضفة اليمنى لنهر "دنيبر" أو شمال منطقة "لوهانسك". ويرى هؤلاء أن أُمر "سوروفيكين" بجعل الأهداف السياسية لـ "العملية الخاصة" تتماشى مع القدرة العسكرية والاقتصادية الفعلية لروسيا ، بالنظر إلى أن الدعم اللوجستي والتشغيلي لأوكرانيا يتم توفيره من قبل كتلة الناتو التي تتحمل تكلفتها. فقد كان التناقض بين الأهداف الاستراتيجية والوسائل المخصصة لتحقيق تلك الأهداف هو السبب الرئيسي لإخفاقات روسيا العسكرية من فبراير إلى سبتمبر. إذ كان منطلق تصور "العملية العسكرية الخاصة" كوسيلة لفرض سيطرة روسيا السياسية والعسكرية على كل أو معظم أراضي أوكرانيا يرتكز بالأساس على مراهنة نيل المراد من خلال إحداث تغيير في النظام في كييف. كان الكرملين يعتمد على قدرته على استخدام عرض محدود للقوة لإخراج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من أوكرانيا بشكل نهائي.
وانكشفت الخسارة المدوية في شهر مارس ، عندما فشلت القوات الروسية في دخول كييف ، إلى أضحت هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق. فسحبت موسكو فرقها المنهكة من جميع أنحاء "كييف" ، "تشيرنيهيف" ، و"سومي" مرة أخرى في شهر أبريل. وبذلك ، فقد اقتنع بوتين أن فرصة لإملاء شروط الاستسلام على "كييف" ذهبت في مهب الريح.

فمن أبريل إلى سبتمبر ، دارت المعركة حول الحدود للجزء الأوكراني الذي تسيطر عليه القوات الروسية. وبحلول شهر غشت ، كان من الواضح أن قوات الجنود المتعاقدين والمعدات العسكرية التي بحوزتهم لم تكن كافية لتوسيع المنطقة التي تسيطر عليها القوات الروسية بشكل جذري بما يتجاوز ما استولوا عليه في فبراير ومارس - مع منطقة "لوغانسك" الشمالية. وفي سبتمبر ، في أعقاب الهجوم المضاد الأوكراني ، بدأت المعركة للسيطرة على تلك الأراضي التي تم الاستيلاء عليها. ثم استهدف القتال إلى ضمان بقاء المنطقة التي تسيطر عليها روسيا أكبر مما كانت عليه في 23 فبراير ، قبل بدء الغزو ، وألا تتراجع مرة أخرى إلى ما وراء الحدود التي تم إنشاؤها في 2014- 2015 بفعل الأمر الواقع. في تلك الأثناء صاغ "بوتين" الهدف السياسي الجديد لـ "العملية الخاصة" في مؤتمر صحفي: الحفاظ على ممر بري روسي إلى شبه جزيرة القرم على طول شاطئ بحر "آزوف" وعلى طول الضفة اليسرى لنهر "دنيبر" ، لضمان عدم تمكن "كييف" من التحكم في إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم. ولتحقيق هذه الغاية ، كان من الضروري بالنسبة لروسيا أن تسيطر على مدن "ماريوبول" و"بيرديانسك" و"ميليتوبول" و"نوفا كاخوفكا" الجنوبية أكثر من السيطرة على مدينة "خيرسون" إلى الغرب . فما تسعى إليه موسكو - بعد كل هذه التطورات التي تكن في حسبانها – هو إجبار أوكرانيا على وقف المرحلة النشطة من الحرب ، وتجميد الخطوط الأمامية ، والدخول في محادثات بشروط روسية معدلة تعكس الهدف الواقعي الجديد لـ "العملية الخاصة". هذا هو السبب في أن روسيا اتجهت نحو استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بضربات جوية وهجمات بطائرات بدون طيار ( الطائرات الانتحارية).

لقد سعت موسكو، من وراء هذا، إلى جعل انقطاع الكهرباء أن يقلل من قدرة "كييف" على القتال، وأن تؤثر سلبا على إمداد القوات ، وبالتالي إبطاء وتيرة التقدم الأوكراني. ومع ذلك ، فإن روسيا ظلت تواجه عقبات شديدة بسبب عدم قدرة قواتها الجوية والاستطلاعية على التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية وكسب التفوق في السماء. وبدا كأن روسيا أرادت تكرار نموذج القصف الجوي المستخدم في سوريا - بقيادة الجنرال "سيرجي سوروفيكين" نفسه – لكن المعطيات مختلفة إذ أن روسيا لم يعد في حوزتها التفوق الجوي.

وحسب أغلب المحللين ، هناك عوامل تمنع روسيا من إجبار أوكرانيا على السلام وقبول ما تشير إليه روسيا على أنه "الحقائق الإقليمية الجديدة".

فالكرملين غير مستعد لوقف "عمليته" بشكل كامل بعد تجميد الخطوط الأمامية. وكان قد تم طرح الاقتراح في انتظار إعادة انتخاب "دونالد ترامب" ، أو على الأقل فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة ، على أمل أن يؤدي ذلك إلى خفض المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، لكن الأمر لم يكن كما تمنته موسكو، إذ أن الكثير من الجمهوريين قد يدعموا ويساندوا التخصيص المتوقع والذي قدره 50 مليار دولار لكييف بحلول نهاية العام.

كما كانت هناك أيضًا آمال في أن تجبر أزمة الطاقة في أوروبا الاتحاد الأوروبي على إجراء محادثات بشأن أوكرانيا مع موسكو ، لكن الاتحاد الأوروبي اختار الصمود في وجه العاصفة الاقتصادية والاستمرار في مساندة "كييف". وبدا بشكل جلي أن وقف إطلاق النار البسيط لا يهم كييف أو شركائها الغربيين. علما أنه لا يمكن لموسكو إصدار أمر من جانب واحد بإنهاء الأعمال العدائية طالما أن كييف تبذل قصارى جهدها لتحرير الأراضي التي تحتلها روسيا.
من جهة أخرى ، هناك إجماع غربي على أن موسكو يجب ألا تستحوذ على أراض جديدة نتيجة لأعمالها في أوكرانيا، و يجب أن ينتهي المشروع برمته كخسارة شاملة للكرملين. وهذا يعني إعادة الحدود إلى وضعها الطبيعي على الأقل في 24 فبراير ، عندما شنت روسيا غزوها على أوكرانيا. وطبعا، إن موسكو غير مستعدة لقبول هذه التغييرات. أقل ما يجب أن تحققه "العملية الخاصة" هو ممر بري مضمون إلى شبه جزيرة القرم ، في حين أن الحدود الأخرى يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه في 24 فبراير. علما أن شركة "فاغنر" (1) - Wagner - العسكرية الخاصة تؤسس - "في موقعها مبادرة خاصة "- خط دفاع ثانٍ على طول حدود ما قبل الحرب لجمهورية لوهانسك.
________________
(1) - مجموعة "فاغنر" ، هي شركة عسكرية روسية خاصة تزود المرتزقة ، نشطت بشكل ملحوظ خلال حرب "دونباس" والحرب الأهلية السورية ولكن أيضًا في مناطق الصراع الأخرى حول العالم. تأسست في 1 مايو 2014 من قبل رجل الأعمال " يفغيني بريغوين" - Evgueni Prigojine - وهو صديق مقرب لـ "فلاديمير بوتين" ، ومقرها الرسمي يوجد في الأرجنتين. ظلت الحكومة الروسية تنكر رسميًا أي ارتباط بمجموعة "فاغنر" ، قبل أن ينكشف أمرها في 2022، إذ تبين أنها تخضع لسيطرة وزارة الدفاع الروسية. "فاغنر" هي في الواقع منظمة شبه عسكرية تعمل بغرض ضمان الدفاع عن المصالح الخارجية لروسيا. ويُشتبه - بشكل قوي جدا - في ارتكاب أعضاء الجماعة لانتهاكات في مالي وليبيا وسوريا. وقد تم فرض عقوبات على المجموعة من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2021. ويعتبرها حلف الناتو منظمة إرهابية. " بريغوين"، هو أيضا رئيس "وكالة أبحاث الإنترنت" - Internet Research Agency - وهي "مصنع" دعاية ومعلومات مضللة على الإنترنت. فمجموعة "فاغنر" وهذه الوكالة مرتبطتان أشد الارتباط. تنفذ الأولى عمليات عسكرية ، بينما تقوم الثانية بحرب معلومات على الإنترنت وتخطط للحرب النفسية.
______________________


دبلوماسيا، يبدو أنه لا يوجد حل للنزاع ممكن دون أن يفسح أحد الطرفين المجال بشأن قضية الأراضي والحدود. وتحتاج أوكرانيا إلى ضمانات بأن روسيا لن تحاول تحريك الحدود باستخدام القوة مرة أخرى مستقبلا، بينما تحتاج روسيا إلى ضمانات بأن أوكرانيا لن تخوض حربًا لمحاولة حل المشكلة الإقليمية ، بغض النظر عمن في السلطة في كييف. وفي هذا الإطار يرى "زيلينسكي" مخرجين محتملين : الأول ، انضمام أوكرانيا السريع إلى حلف الناتو - والذي يبدو أنه حدث بالفعل إذ تم الاقتراب جدا من الشروط المنصوص عليها في المادة 5 من المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو بشأن الدفاع الجماعي، وإن كان بدون المكون النووي- ومع ذلك ، فإن الناتو ليس في عجلة من أمره لإضفاء الطابع الرسمي على وضع أوكرانيا.

أما المخرج الثاني المحتمل هو أن تصبح أوكرانيا "إسرائيل أخرى" ، مسلحة بشكل قوي وجيد، بأذرعها الخاصة والغربية ، وفي حالة استعداد دائم لحرب واسعة النطاق. وسيتعين على الدولة أن تمتلك قوة جوية قوية وأنظمة دفاع صاروخي ومجمعات صواريخ بعيدة المدى. وطبعا، من الواضح أن هذا احتمال لا تود موسكو معاينته بل وحتى مجرد التفكير فيه. ومن هنا جاءت مطالب موسكو - غير الواقعية - بنزع السلاح لأوكرانيا. سيكون هذا الوضع غير مستقر وسيضمن "حربًا وقائية" أخرى في وقت ما في المستقبل. سيكون هذا الوضع غير مستقر وسيضمن "حربًا وقائية" أخرى في وقت ما في مستقبلا.

فهل هناك بدائل عملية ؟
يرى بعض الخبراء أن أحد البدائل الممكنة للضمانات الأمنية الغربية، يتمثل في نشر قوات حفظ سلام دولية في أوكرانيا بعيدًا عن متناول المدفعية الروسية. يمكن إحداث وحدة حفظ السلام تتكون، بشكل أساسي، من قوات من دول الناتو مجهزة بأسلحة ثقيلة، على غرار قوة كوسوفو (2) - KFOR – مثلا.
_______________
(2) - قوة كوسوفو (KFOR) منتشرة في البلقان للحفاظ على بيئة آمنة ومأمونة ، وحرية الحركة ، والوجود المدني الدولي ، والمنظمات الدولية الأخرى. وتواصل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات الفاعلة الدولية الأخرى دعم تطوير كوسوفو مستقرة وديمقراطية ومتعددة الأعراق ومسالمة. تم إطلاق البعثة في 1999 ، كعملية لدعم السلام وتستمد تفويضها من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1244 والاتفاقيات الدولية. مكونة من ما يقرب من 3600 جندي مقدم من 28 دولة.
_____________________


إن قوات حفظ السلام المسلحة تسليحًا جيدًا ستجعل من الممكن تحقيق الردع دون العسكرة المفرطة لأوكرانيا ، ودون انضمام الدولة رسميًا إلى الناتو. ستغطي المظلة النووية للحلف قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي ، وبالتالي أوكرانيا.

قد يبدو أن موسكو ستعارض هذا الخيار، فقد حذر بوتين، على وجه التحديد، من أن التورط المباشر لقوات الناتو في العمليات ضد القوات الروسية في أوكرانيا قد يؤدي إلى استخدام موسكو للأسلحة النووية. ولكن قد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق يقضي بإحضار قوات الأمم المتحدة / الناتو فقط بعد انتهاء الأعمال العدائية الفعلية من أجل ضمان الحدود الجديدة لأوكرانيا وروسيا (مع وجود ممر روسي إلى شبه جزيرة القرم) ، والتي يمكن أن تعترف بها كييف. فالمطلب الروسي الرئيسي هو أن تعترف أوكرانيا بالحدود الجديدة مع روسيا ، والسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم وأراضي الممر البري الذي يربطها بروسيا ، وكذلك الضمانات الدولية بأن كييف لن تستخدم القوة لمحاولة تغيير هذه الحدود. في هذه الحالة ، لا يوجد فرق بين تقديم هذه الضمانات من قبل الأمم المتحدة أو مباشرة من قبل الناتو أو الاتحاد الأوروبي. علما أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيعني أنها مشمولة بالمادة المادة 42 - 7 من معاهدة الاتحاد الأوروبي (3) ، والتي تشبه المادة 5 للناتو (4) . للمفارقة ، ونتيجة لـ "عمليتها العسكرية الخاصة" (الحرب العدوانية على أوكرانيا) ، ستحتاج روسيا- حقًا هي الأخرى - إلى ضمانات أمنية من الغرب ضد الانتقام في المستقبل من خلال كييف وعبرها.
__________________
(3) - ينص هذا البند على أنه في حالة وقوع عدوان مسلح على أراضي دولة عضو ، يجب على الدول الأعضاء الأخرى مساعدتها بكل ما في وسعها.
(4) – تنص هذه المادة على أنه إذا كانت دولة من دول الناتو ضحية لهجوم مسلح ، فإن كل عضو في الحلف يعتبر هذا العمل العنيف بمثابة هجوم مسلح موجه ضد جميع الأعضاء وسيتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم المساعدة.
_________________

قد يجادل البعض بأن مثل هذا القرار سيبدو غير مريح مثل تقسيم أراضي أوكرانيا إلى مناطق سيطرة روسية وغربية. ومع ذلك ، سيكون أيضًا بمثابة حماية من تكرار الأحداث الجارية ، وسيضمن استقرار الأمن الأوروبي استنادًا إلى أفضل الممارسات من الحرب الباردة - والتي يبدو أن نخبة السياسة الخارجية الروسية تشعر بالحنين إليها بشكل كبير وأكثر من أي وقت مضى.

من المعلوم أن بوتين ظل منذ 2008 يجس نبض الغرب بخصوص تقسيم أوكرانيا، وإن توجه المسار في هذا الاتجاه، فإن موسكو ستكون أول من يصوت لصالح قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن إرسال كتيبة لحفظ السلام في غرب أوكرانيا.

الآن أضحى الجنرال "سيرجي سوروفكين" هو المسؤول عن الحرب الروسية في أوكرانيا. وقد وصفه البعض بـ "عديم الرحمة على الإطلاق ، مع القليل من الاهتمام بالحياة البشرية". وقد سبق له أن صرح أمام حشد من أفراد النخبة في الجيش الروسي، في حفل أقيم في موسكو في 2017: "عند القيام بمهام قتالية في سوريا ، لم ننسى لدقيقة أننا كنا ندافع عن روسيا". واشتمل "دفاع" "سوروفكين" عن مصالح موسكو في سوريا على عشرات الهجمات الجوية والبرية على الأهداف المدنية والبنية التحتية ، والتي قالت "هيومن رايتس ووتش" بخصوصها في 2020 ، إن القوات الروسية تحت قيادته قصفت "المنازل والمدارس والمنشآت الصحية والأسواق السورية، الأماكن التي يتواجد فيها الناس العزل باستمرار ". و بعد يومين فقط من تعيينه قائد عام للحرب في أوكرانيا ، تم تنفيد سلسلة من الهجمات الصاروخية ضد أهداف مدنية صرفة في جميع أنحاء أوكرانيا.

اكتسب "سوروفيكين" سمعة "دموية" لأول مرة خلال محاولة الانقلاب 1991 التي شنها المتشددون السوفييت ، عندما قاد فرقة مرت عبر الحواجز التي أقامها المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية. إنه قائد مخضرم، قاد الحملة العسكرية الروسية في سوريا عام 2017 ، حيث اتُهم باستخدام تكتيكات "مثيرة للجدل" بما في ذلك القصف العشوائي ضد المقاتلين المناهضين للحكومة.

وقد أطلق عليه زملاؤه لقب "الجنرال أرمجدون" (5) بسبب أسلوبه المتشدد وغير التقليدي في شن الحرب.
___________________
(5) – Armageddon - في المعتقد الديني للديانات السماوية والمخيال الجماعي ، يمكن لهذا الاسم أيضًا تحديد مكان المعركة النهائية بين الخير والشر في نهاية العالم ، مع الظهور الثاني ليسوع المسيح.
__________________

يقول الخبراء إن التحدي الرئيسي لـ "سوروفيكين" في أوكرانيا سيكون حل المشاكل الهيكلية التي يعاني منها الجيش الروسي في الوقت الذي يواجه فيه هجومًا مضادا أوكرانيا شرسا.

وأكد أكثر من مصدر أن تعيين "سوروفكين" خفف من حدة الغضب العام بين المتشددين الروس ، الذين بدأ صبرهم ينفد بشكل متزايد جراء الإخفاقات العسكرية الروسية. وقال أحد المقربين إليه ، إنه منذ وجوده في سوريا ، طور علاقة عمل جيدة مع شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة ، ورحب بتعيينه كبار منتقدي المجهود الحربي ، بمن فيهم رمضان "قديروف" ، رئيس جمهورية الشيشان ، و"يفغيني بريغوزين" ، رئيس "فاغنر".

جاء تعيينه في نفس اليوم الذي تعرض فيه فلاديمير بوتين لضربة مذلة بعد أن أدى انفجار على جسر "كيرتش" إلى غرق جزء من الطريق السريع في مضيق "كيرتش" وتسبب في حريق كبير في السكك الحديدية. قد يشير تعيينه إلى أن موسكو أدركت أن جيشها في خطر الانهيار في أوكرانيا ، مع تقدم قوات كييف في جميع المناطق الأربع التي يدعي بوتين أنه "ضمها".



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة طريق ديمقراطية لأوكرانيا
- غزو تايوان : هل ما يزال ضمن خطة بكين ؟
- نحو قطبين للقوة في الفضاء الخارجي : هل هي عودة للحرب الباردة ...
- التصدي للاستبداد الرقمي 7
- التصدي للاستبداد الرقمي 6
- التصدي للاستبداد الرقمي 5
- بعد الضربة الموجعة، ماذا ترك الدب الروسي وراءه في أوكرانيا ؟
- التصدي للاستبداد الرقمي 4
- التصدي للاستبداد الرقمي 3
- التصدي للاستبداد الرقمي 2
- التصدي للاستبداد الرقمي 1
- أوروبا : هل هي صحوة جيوسياسية؟
- العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 4 / 4
- العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 3 -
- العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 2 -
- العلاقات الدولية : ما هو مآل تحالفات الكتل ؟ - 1 -
- قوة اقتصادية مقابل قوة عسكرية: هل روسيا قوة عظمى؟
- على دروب… الجغرافيا السياسية
- الاستبداد مقابل الديمقراطية بعد غزو أوكرانيا: رسم خريطة الطر ...
- كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يصبح لاعبًا عالميًا ؟ الجزء الث ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مرزوق الحلالي - أهداف جديدة لروسيا في أوكرانيا