ماجد موجد
الحوار المتمدن-العدد: 7416 - 2022 / 10 / 29 - 03:40
المحور:
الادب والفن
حتى الممرّ العريض
لم يكفِ خطوتَكِ،
لتستقم خلف أختها،
حتى الشجرة التي في الجانب
لم تريها،
أرجّح أنَّ عينيكِ رأتها
ولكنكِ لا تعرفين ذلك.
..
بينما تدخلين
كادَ البابُ أن يرضَّ ابهامَكِ،
ثم تطوّحتِ حين كادت قدمُكِ لترفع حافّةَ السجادة الثقيلة.
..
كدتُ أسمعُ صوتَ الكلمة اليابسة التي كسرَها لسانُكِ بخجلٍ
وأنتِ تحاولين قولَ شيء ما.
- أريدُ بعضَ الماء
= تفضلي.
- ما اسم هذا الكتاب.
= هذا؟
- لا، ذاك الآخر المنزوع من الأسفل.
= الشعرُ والجنس.
..
أتذكر كيفَ لعقتِ فمكِ
وهززتِ كتفيك،
ثم لففتِ خصركِ
وثبّتِ يدَكِ على زجاجِ النافذة الأزرق.
كنتُ حينها خلفكِ
أفردُ بأصابع سكرانة الخصلات التي غطت عنقكِ
لقد شممتُ -كما لم أفعل ذلك من قبل- بخارَ عطرٍ أبيض
من مسامةٍ حمراء.
..
كأنّ الشمسَ تحاول أن تظلَّ قليلاً
وهي تجرّ ثيابَها،
لكن سرعان ما جاء حصانُ الليل
حتى ملأ صهيلُهُ الأسودُ الباردُ شارعَ السماء.
أمّا فراشات العشب الليّنة
فقد ظلت تحته
تشربُ أجنحتُها الهواءَ الرطب
..
لم يخفتْ بعدُ لهاثُ ضوء المصباح المنحني
من إطار السرير،
ارتديتِ قميصَكِ الصغير على عجل،
وكان قلبُكِ قد ضحك أولا
قبل أن تشيري بابتسامةٍ
الى رفِّ المكتبة.
-الآن أنا أشبههُ تماماً.
= تشبهين ماذا؟
- ذاك الكتاب المنزوع من الأسفل.
...
#ماجد_موجد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟