صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 14:50
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ها قد مرت أربعون يوما على انتفاضة الجماهير في إيران، أربعون يوما من شجاعة وجرأة قل نظيرها، أربعون يوما من القمع الوحشي ضد المنتفضين، استخدمت فيها سلطة الإسلاميين كل أنواع القتل والتعذيب والملاحقة والتشويه؛ لكن في مقابل ذلك هناك نساء خلعن الحجاب، قصصن الشعر، وقفن بوجه أعتى سلطة دينية ديكتاتورية، وهناك شباب حرقت الصور، نادت بموت الديكتاتور، صدحت حناجرها بالحرية والمساواة.
إضرابات، اعتصامات، مظاهرات؛ عمال، طلاب، معلمين، أستاذة جامعات؛ هذا هو مشهد الجماهير في إيران، لكن هناك تكميم وتكتم وتعتيم، لا انترنيت، لا قنوات إعلامية تنقل ما يجري، كل ما يحدث هناك لا أحد يعلم به، الجماهير تعيش منفردة وسط سلطة مفترسة، تنقض على اقل نبتة من نباتات الاحتجاج.
أوضاع معاشية مزرية وصعبة، حياة شبيهة بالموت، بطالة تفتك بالشباب، ومخدرات تنتشر في كل مكان، غلاء معيشي حاد، ومستقبل مجهول؛ حريات مسلوبة ومقموعة، فشرطة "الاخلاق" تمارس سلطتها على المجتمع، وتزيد من معاناة الناس أكثر وأكثر، والباسيج والحرس الثوري الأدوات التنفيذية الأكثر شراسة بيد السلطة.
تهم جاهزة، وقضاء مستعد، "عملاء اميركا والصهيونية" "ناشري الفساد والفوضى" "مثيري الشغب" "أعداء الدين والمذهب" "أعداء النظام وجواسيس الغرب"، هذه هي لستة التهم التي يوجهها النظام للمحتجين، وهي شبيهة جدا بما فعلته نسخة النظام الاسلامي في العراق مع الشباب ابان انتفاضة أكتوبر-تشرين، فالنظامان واحد، إذا سقط أحدهما سقط الاخر.
قتلت مهسا اميني فقتلت معها الخوف والتردد داخل نفوس الجماهير، قتلت مهسا اميني فقتلت معها النظام الإسلامي الحاكم، لم يتبق منه شيء، انه يعيش على ملفات أخرى، نووي، مسيرات، ميليشيات، تدخلات؛ لكن الشيء الواضح جدا انه يعالج سكرات الموت.
أمريكا والغرب أنظمة منافقة جدا، يعاقبون النظام بسبب "المسيرات"، ويقولون له سرا اننا معك اذا تنازلت عن دعم روسيا؛ يعقدون معه الصفقات السرية في العراق واليمن وسوريا، لكنهم إعلاميا يقولون "على ايران ان تكف عن قمع المحتجين"، مثلما صرحت السفيرة الامريكية في العراق مع نظيرها البريطاني عشية مظاهرات الصدر قائلين "اننا نشعر بقلق على المسار الديموقراطي في العراق"، انهم اكثر سفالة وانحطاطا من الأنظمة التي صنعوها.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟