طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 03:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في الحلقة 35 وضعت بعض فرضيات عمل, بضمنها:
"هل اصبحت سمات مثل القمع والفساد والتعصب العقائدي تركيبة جينية مخزونة في العقل الباطن, عابرة للعقائد او الآيدولوجيات, في مجتمع مثل المجتمع العراقي ويتم توارثها عبر الاجيال؟"
والفرضية هذه, كما بينت في الحلقة نفسها, مشتقة من موضوعة ان الصفات المكتسبة بمكن توارثها من جيل الى آخر. تمير المجتمع العراقي خلال تاريخه الحديث بسمات القمع السياسي، الذي تتخلله الحروب، والعنف العرضي، والصراع الداخلي الذي تضاءل خلاله توفير الخدمات الأساسية.
IRAQ’S PUBLIC HEALTHCARE SYSTEM IN CRISIS
https://www.epic-usa.org/healthcare-in-crisis/
والقدرات المؤسسية
EMPTY CLASSROOMS AND BLACK MARKET TEXTBOOKS
https://www.epic-usa.org/healthcare-in-crisis/
وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2007 - آخر مسح موثوق للرعاية الصحية أجري في البلاد - كانت اضطرابات الصحة العقلية رابع سبب رئيسي لاعتلال الصحة في العراقيين فوق سن الخامسة.
The challenges of
providing mental
health care in Iraq
https://www.msf.org/sites/default/files/english_iraq_mental_health_final_report.pdf
قدّرت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) أن ما يصل إلى ثلث الأطفال في بغداد والموصل ودهوك ظهرت عليهم أعراض الأمراض العقلية المتوسطة إلى الشديدة. في الموصل، التي سجلت أعلى نسبة من الحالات المرتبطة بضغوط ما بعد الصدمة، تلقى أقل من 10 بالمائة من الأطفال المحتاجين للرعاية او أي مستوى من العلاج. في دراسة منفصلة، عانى ما يقرب من 35 بالمائة من 9000 أسرة من "ضائقة نفسية كبيرة". بحلول نهاية عام 2007، أفادت وزارة الصحة العراقية أن أكثر من 70 في المائة من أولئك الذين يعانون من أي حالة صحية عقلية قد عانوا من أفكار انتحارية.
على الرغم من أن هذه الظروف الإنسانية الحالية ونقص قدرة الرعاية الصحية يحددان إلى حد كبير أنواع الوصفات الطبية المقدمة لأولئك الذين يعانون من مرض عقلي، فإن تاريخ إضفاء الطابع المؤسسي يشكل أيضًا التصورات الحالية. قبل عام 2003، كان المكون الرئيسي لنظام الصحة العقلية في العراق هو الاعتماد على الرعاية المؤسسية لأولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية مزمنة، يكملها تجاهل نسبي لعلاجات مثل الاستشارة النفسية. بحلول عام 2008، كان لدى العراق مستشفيين للأمراض النفسية عاملين فقط لخدمة عدد متزايد من المرضى، مع عدم كفاية المعدات والأدوية والموظفين؛ تدهور الوضع بحلول عام 2010 لدرجة أن المرضى كانوا يتلقون العلاج بالصدمات الكهربائية لعدم وجود خيارات العلاج البديلة.
Iraq s quiet mental health crisis
https://reliefweb.int/report/iraq/iraqs-quiet-mental-health-crisis
الفساد المالي والاداري هو ايضا نوع من انواع العنف. العنف ليس جسديا مباشرا بل يكون عقليا وعاطفيا في اكثر الاحيان فقد يسبب القلق والتوتر والشعور بانعدام الحيلة او العجز,
ونحن نعلم من العديد من البحوث النغسية, وخصوصا بحوث بحوث رائد علم اانفس الايجابي
Martin Seligman
Who is Martin Seligman and What Does He Do?
https://positivepsychology.com/who-is-martin-seligman/
ان اضطراب الكآبة يكون مرادفا في احيان عديدة لاكتساب او تعلم الشعور بالعجز او الاحباط, او اعتفاد الشخص بعدم قدرته على التغيير,
Learned Helplessness: Seligman’s Theory of Depression
https://positivepsychology.com/learned-helplessness-seligman-theory-depression-cure/
ما هو العجز المكتسب؟ تعريف نفسي
العجز المكتسب هو ظاهرة لوحظت في كل من البشر والحيوانات الأخرى عندما تم تكييفهم لتوقع الألم أو المعاناة أو عدم الراحة دون وسيلة للهروب منها. في النهاية، بعد التكييف الكافي، سيتوقف الحيوان عن محاولة تجنب الألم على الإطلاق-حتى لو كانت هناك فرصة للهروب منه حقًا.
عندما يبدأ البشر أو الحيوانات الأخرى في فهم (أو الاعتقاد) أنه ليس لديهم سيطرة على ما يحدث لهم، فإنهم يبدأون في التفكير والشعور والتصرف كما لو كانوا عاجزين: انتفاضة تشرين في العراق والتسبب في قتل وجرح عشرات الالوف دون احداث تغيير ملموس على الارض من خدمات او معالجة الفقر او البطالة او على مستوى حوق الانسان وتفعيل القانون على الجميع قد يتسبب في (تفاقم) الشعور بالعجز بدلا من اشاعة نغس ايجابي لاحداث تغيير عملي وملموس. ونفس الكلام بنطبق اكثر على المسرحيات البائسة بدخول المنطقة الخضراء ببغداد والخروج منها كغعاليات استعراضية او هستيرية بعرف التحليل النفسي. وحسن النية ان يغير من الأمر شيئا سوى انه يعبد افضل الطرق الى جهنم!
تسمى هذه الظاهرة بالعجز المكتسب لأنها ليست سمة فطرية. لم يولد أي شخص يعتقد أنه ليس لديه سيطرة على ما يحدث له وأنه من غير المجدي حتى محاولة السيطرة. إنه سلوك مكتسب، مشروط من خلال التجارب التي لا يتحكم فيها الفرد في ظروفه أو يدرك ببساطة أنه ليس لديه سيطرة.
والنتيجة هي واحدة سواء كان الشعور بالعجز المكتسب افتراصيا او واقعيا, والفصل ببن الاثنين صعب في كثير من الاحيان لاننا لا نستطع ان نعلم مقدما هل ان الجهد (وهنا يجب ان نعّرف معنى الجهد بشروط عملية operational criteria)) سيؤدي الى تغيير ملموس لان هذا يفترض تحديد متغيرات عديدة ينبغي تعريفها لتحقيق الهدف الملموس: كمية الجهد, ماهيته, كونه فردي او جماعي-مؤسساتي, فترته واستمراربته, نوعية التغيير المطلوب وعوامل عديدة اخرى يمكن افتراص بعضها مسبقا والبعض الآخر من الصعب التكهن بها, وهناك لا يلا شك تداخل وتفاعل ببن كل هذه المتغيرات بهذا القدر او ذاك.
عندما وضع الباحثان النفسيان Martin Seligman and Steven Maier الكلاب في صندوق وشغلّوا الأرضية المكهربة، لاحظوا شيئًا غريبًا: بعض الكلاب لم تحاول حتى القفز فوق الحاجز المنخفض إلى الجانب الآخر. علاوة على ذلك، فإن الكلاب التي لم تحاول القفز على الحاجز كانت بشكل عام الكلاب التي تعرضت لصدمات في السابق دون أي وسيلة للهروب منها، والكلاب التي قفزت على الحاجز كانت تميل إلى أن تكون تلك التي لم تتلق مثل هذه المعاملة.
لمزيد من التحقيق في هذه الظاهرة، جمع سليجمان وماير مجموعة جديدة من الكلاب وقسموها إلى ثلاث مجموعات:
تم ربط الكلاب في المجموعة الأولى بأحزمة لفترة من الوقت ولم تتعرض لأي صدمات؛ كانت الكلاب في المجموعة الثانية مربوطة في نفس الأحزمة لكنها تعرضت لصدمات كهربائية يمكن تجنبها بالضغط على أحد الألواح بأنوفها؛ تم ربط الكلاب في المجموعة الثالثة بنفس الأحزمة وتعرضوا أيضًا لصدمات كهربائية، لكن لم يتم إعطاؤهم أي وسيلة لتجنبها.
يرجى ملاحظة أن بعض القراء قد يجدون الأوصاف مزعجة - مثل هذه التجارب كانت أكثر شيوعًا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولكن من المحتمل أن تواجه الكثير من المقاومة من النشطاء وعامة الناس اليوم.
كان سليجمان وماير يعملان مع الكلاب في ذلك الوقت ويختبران استجابتها للصدمات الكهربائية. تعرضت بعض الكلاب لصدمات كهربائية لم تستطع التنبؤ بها أو السيطرة عليها.في هذه التجربة، تم وضع الكلاب في صندوق به حجرتان مقسومتان على حاجز منخفض. كانت إحدى الغرف بها أرضية مكهربة والأخرى لم تكن كذلك.
What Is Learned Helplessness and Why Does it Happen?
https://www.verywellmind.com/what-is-learned-helplessness-2795326
بمجرد أن تنتهي هذه المجموعات الثلاث من التلاعب التجريبي الأول، تم وضع كل الكلاب (واحد تلو الأخر) في الصندوق بغرفتين. سرعان ما أدركت الكلاب من المجموعة الأولى والمجموعة الثانية أنها تحتاج فقط للقفز فوق الحاجز لتجنب الصدمات، لكن معظم الكلاب من المجموعة الثالثة لم تحاول حتى تجنبها. بناءً على تجربتهم السابقة، خلصت هذه الكلاب إلى أنه لا يوجد شيء يمكنهم القيام به لتجنب التعرض للصدمة.
بمجرد تأكيد هذه النتائج مع الكلاب، أجرى سليجمان وماير تجارب مماثلة على الفئران. تمامًا كما فعلوا مع الكلاب، قسّم الباحثان الفئران إلى ثلاث مجموعات للتدريب: تلقت مجموعة واحدة صدمات كان من الممكن تجنبها، تلقت مجموعة صدمات لا مفر منها، ولم تتلق الثالثة أي صدمات على الإطلاق.
تمكنت الفئران في المجموعة التي تلقت صدمات قابلة لتجنبها عن طريق الضغط على رافعة، في حين أن أولئك في المجموعة الذين تلقوا صدمات لا مفر منها يمكنهم الضغط على الرافعة، لكنهم لا يزالون يتلقون الصدمات. في وقت لاحق، تم وضع الفئران في صندوق وتعرضت لصدمات كهربائية. كانت هناك رافعة داخل الصندوق تسمح، عند الضغط عليها، للفئران بالإفلات من الصدمات. مرة أخرى، الفئران التي وُضعت في البداية في مجموعة الصدمة التي لا مفر منها بشكل عام لم تحاول الهروب، بينما نجحت معظم الفئران في المجموعتين الأخريين في الهروب. كانت الفئران التي لم تحاول الهروب تظهر سلوكًا كلاسيكيًا للعجز المكتسب: حتى عندما يُعرض عليها خيار محتمل لتجنب الألم، فإنها لا تحاول أن تأخذه.
يمكن رؤية هذه الظاهرة أيضًا في الأفيال. عندما يبدأ مدرب الفيل العمل مع رضيع فيل، فإنه سيستخدم حبلًا لربط إحدى ساقي الفيل بعمود. سيكافح الفيل لساعات، بل لأيام، في محاولة للتخلص من الحبل، ولكن في النهاية، سيهدأ ويقبل نطاق حركته.
Synaptic potentiation onto habenula neurons in the learned helplessness model of depression
https://www.nature.com/articles/nature09742#:~:text=Here%20we%20show%20that%20in,an%20enhanced%20presynaptic%20release%20probability.
عندما يكبر الفيل، سيكون أكثر من قوي بما يكفي للتخلص الحبل، لكنه لن يحاول حتى - لقد تم تعليمه أن أي نوع من الكفاح لا طائل منه.
أمثلة على العجز المكتسب في البشر
لم يتم إجراء مثل هذه التجارب المتطرفة على البشر (ولا ينبغي لها) ، والتجارب التي أجريت على البشر قد أسفرت عن نتائج مماثلة. على الرغم من أن استجابة الإنسان لمثل هذه المواقف قد تكون أكثر تعقيدًا وتعتمد على عدة عوامل مختلفة، إلا أنها لا تزال تشبه استجابات الكلاب والجرذان والحيوانات الأخرى.
أجريت دراسة واحدة حول العجز المكتسب عند البشر في عام 1974. في تلك الدراسة، تم تقسيم المشاركين من البشر إلى ثلاث مجموعات: تعرضت مجموعة واحدة لضوضاء عالية وغير سارة ولكنها كانت قادرة على إنهاء الضوضاء بالضغط على زر أربع مرات؛ تعرضت المجموعة الثانية لنفس الضوضاء، لكن الزر لم يكن يعمل؛ أما المجموعة الثالثة فلم تتعرض لأي ضوضاء على الإطلاق.
في وقت لاحق، تعرض جميع المشاركين البشريين لضوضاء عالية وتم إعطاؤهم صندوقًا به رافعة تؤدي، عند التلاعب بها، إلى إيقاف الصوت. تمامًا كما هو الحال في التجارب على الحيوانات، فإن أولئك الذين لم يتحكموا في الضوضاء في الجزء الأول من التجربة عمومًا لم يحاولوا حتى إيقاف
الضوضاء، بينما اكتشف باقي الأشخاص عمومًا كيفية إيقاف الضوضاء بسرعة كبيرة .
اقترح سيليجمان وزملاؤه أن إخضاع المشاركين لمواقف لا سيطرة لهم فيها ينتج عنه ثلاثة أوجه قصور: تحفيزية ومعرفية وعاطفية.
Learned helplessness in humans: Critique and reformulation
https://psycnet.apa.org/record/1979-00305-001
يشير العجز المعرفي إلى اعتقاد الشخص أن ظروفه لا يمكن السيطرة عليها. يشير العجز التحفيزي إلى عدم استجابة الشخص للطرق المحتملة للهروب من موقف سلبي.
أخيرًا، يشير العجز العاطفي إلى حالة الاكتئاب التي تنشأ عندما يكون الشخص في موقف سلبي يشعر أنه ليس تحت سيطرته.
بناءً على بحوثه، وجد سيليجمان ارتباطًا مهمًا: الرابط بين العجز المكتسب والاكتئاب.
يتبع
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
