أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اريان علي احمد - الدين الاشتراكي .الخيط الاول المزدكية الاشتراكية ( الجزء الثاني )















المزيد.....

الدين الاشتراكي .الخيط الاول المزدكية الاشتراكية ( الجزء الثاني )


اريان علي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7413 - 2022 / 10 / 26 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدين الاشتراكي الأول كان أول دين شيوعي أو اشتراكي في إيران هو Mazdaism. وبحسب العديد من المصادر التاريخية فإن هذا الدين يعود إلى رجل يدعى مزداك. كان هذا الدين يؤمن بالمساواة والمشاركة في المجتمع. كانوا يعتقدون أن كل "الثروة والممتلكات وحتى النساء" يجب أن توزع بالتساوي بين الناس. من ناحية أخرى ، كانوا ضد جميع أشكال الملكية والفوارق الطبقية. مازداك ، مزارع فقير. كان يؤمن بمبدأين عامين: الأول الخير والشر ، والثاني الظلمة والنور ، ودعت مازدا إلى العيش في سلام وتعايش ، وكانت ضد كل أفكار العدوان والحرب. من ناحية أخرى ، كانوا ضد كل شر وشجعوا الناس على فعل الخير. في عام 488 قبل الميلاد ، اعتنق الإمبراطور الفارسي الشاب قبادي الأول هذا الدين وأصبحت Mazdaism الديانة الرسمية للإمبراطورية الإيرانية بأكملها. وظل الأمر كذلك حتى أنهى الإمبراطور قيصر نوسروان الإمبراطورية ودمر هذا الدين. بدلاً من Mazdaism ، جعل الزرادشتية الديانة الرسمية للبلاد. والجدير بالذكر أن لهذا الدين كتابه الخاص المسمى "مزداك ناما" في هذا الكتاب يحتوي على جميع مبادئ وأفكار هذا الدين. يعتبر العديد من المؤرخين وعلماء الاشتراكية أن Mazdaism هي أول ديانة اشتراكية لأن الأفكار التي طالبت بها تشكلت من خلال الفكر الاشتراكي اليوم. لقد كانوا ضد الملكية ، وطالبوا بالمساواة والعدالة ، وكانوا ضد الحرب ، وطالبوا بالسلام ، وكانوا ضد اضطهاد الناس من قبل الآخرين ، وكلها تعتبر الركائز الأساسية للفكر الاشتراكي الحديث. حاول مزدك بن مؤبذان (467 م/528م) أن يقدم خدمة لمجتمعه لما رآه مجتمعا متناقضا متناحرا يعيش في تناقضات صارخة تجمع ما بين الفضيلة والرذيلة والخير والشر والنور والظلمة، ففكر كثيرا في هذا الوضع الاجتماعي الخطير -في نظره- الذي عاشته أرض فارس، فحاول بكل ما أوتيه من قوة دينية بحكم أنه كان كاهنا مانويا أن يصلح هذا المجتمع الفارسي الذي أصبح على شفير الضياع والاندثار، فهدته قريحته إلى فلسفة غريبة أغرب من الوضع نفسه حيث وجد أن الأسباب التي تجعل الناس في صراع دائم وتقاتل مستمر هما: المال والنساء، فالكل يتقاتل ويتنازع ويتشاجر وينافق ويرائي ويحتال إما من أجل الحصول على المال أو الحصول على النساء، فهذان هما أصل صراع المجتمع الفارسي آنذاك وسيكونان هما أصل الصراع العالمي والبشري الكوني فيما بعد. من أجل فك هذا الإشكال ورفع هذا التناقض الاجتماعي الصارخ يخرج “مزدك” بحل أعجب الجانب الظلامي أكثر من الجانب النوراني للمجتمع الفارسي، حيث دعا إلى اشتراكية المال والنساء وذلك لرفع هذا الصراع فينعدم من الأساس، فمن أراد المال فليأخذه متى وجده وبأي طريقة ولا يحق لصاحب المال أن يتكلم لأنهما أصبحا شريكان فيه، ومن اشتهى امرأة ضاجعها ولو على فراش زوجها ولا يحق له النبس ببنت شفة لأنها أصبحت اشتراكية -وملكا وطنيا لجميع المواطنين- بحكم الحكم المزدكي الجديد. أعجب هذا القرار أصحاب النفوس الخبيثة والفسقة، وصارت عقيدة دينية يوالى ويعادى عليها خصوصا حينما اعتنقها الملك “قاباذ الأول” فصارت هي العقيدة الملكية، ووافقت ميولا جنسيا عنده حيث كان يحب مشاركة الأزواج في نسائهم فكان يشترط قبل ظهور المزدكية على العريس أن يرسل عروسه للملك في الليلة الأولى لكي يباركها، وكان الناس يتذمرون من هذا الأمر، حتى إن كثيرا من العرسان فضلوا الموت على أن يشاركهم الملك في نسائهم، فلما جاء “مزدك” بهذا الأمر وافق المرض الجنسي للملك فجعله عقيدة لها أسس وقواعد.
فاشتهرت العقيدة المزدكية وقامت على أساسين اثنين:
الأساس الأول: التقليل من أهمية الشكليات الدينية : فالإيمان مرتكزه القلب وهو الدليل على تقوى المزدكي، ولا حاجة لأن يظهر ذلك الايمان على سلوك المزدكي.
الأساس الثاني: إضعاف موقف رجال الدين : خصوصا التابعين للطائفة الزراديشتية باعتبار أنهم هم من أوصل المجتمع الفارسي للتخلف والفقر وغلبة الأقوياء والأغنياء على الفقراء المستضعفين.
وكان من مبادئ العقيدة المزدكية أن الأصل في الكون والخلق هو التساوي في كل شيء وأن المجتمع الفارسي انقلب على فطريته فصار مجتمعا فوضويا يحكمه الأغنياء ويأخذون فيه كل شيء وذلك لأنهم أطلقوا محررات الشيطان أو الخمس الشيطانية (الحسد، الغضب، الثأر، الحاجة، الجشع)، ومن أجل رد المجتمع الفارسي لفطريته وأصليته الأولى لابد له من الرجوع إلى المساواة القائمة على الحرية المطلقة.
وبحكم أن الصراع المجتمعي قائم على المال والنساء دعا مزدك للمشاركة في المال والمشاركة في النساء وكان يسميه الحب الحر، فشاع الأمر في المجتمع الفارسي واختلطت الأنساب وصارت الزوجات ملكا مشاعا لكل من سولت له نفسه المضاجعة، بل إن الأمر وصل إلى درجة أنه لم يستفرد زوج بزوجته ولا أغلقا الباب على أنفسهما، فكل من خَصَّ نفسه بزوجة وحاول منع الناس عنها يتم الاتجاه إليه والدخول لبيته عنوة ومجامعة زوجته أمامه سواء برضاها أو بدونه فيتعاقب عليها الموجودون وهم في ذلك مأجورون في نظر العقيدة المزدكية لأنهم ينظمون المجتمع ويصلحونه، قال صاحب الملل والنحل “أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيه كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ”. ظل الأمر على هذه الحال التي لم ترضي الكثير من النبلاء وأصحاب النفوس السليمة فحاولوا الإطاحة بالملك “قاباذ” ولكنهم فشلوا فتم إعدام الكثير منهم، فوصل المجتمع الفارسي لدرجة من التسيب والحرية القاتلة إلى أن أصبح الفارسي يجامع بنته وأمه أو يدعو من يجامعهما بحجة الحب الحر، واختلطت الأنساب وصارت البنت تلد من والدها والأم من ولدها، فقام النبلاء بمحاولة أخرى للإطاحة بهذه العقيدة الفاسدة واختار الملك “قاباذ” أن يتخلى عن “مزدك” وعقيدته خصوصا أن خبر إخفاء الملك لبنته وزوجته صار مشاعا بين أتباع مملكته، فسمح للزراديشتين بالانقلاب على المزدكين وتخلى عن عقيدتهم وصار زراديشتيا فقامت مذبحة عظيمة أعدم فيها “مزدك” أمام أتباعه بتهمة الهرطقة وممارسة القبائح، والذي ساعد الزراديشتين في نجاح هذا الانقلاب هم النساء أنفسهن، إذ تروي بعض الروايات التاريخية أن النساء هن من ساهمن بشكل كبير في إيصال “مزدك” لحبل المشنقة وحرصن على رميه بالسهام والنبال حتى خُرِق جسده بعدد كبير من السهام.ليس الغريب هو أن يشهد التاريخ دعوات الحرية الجنسية بدون حد ولا قيد فقد عُرف قوم لوط بذلك وصاروا يطؤون النساء في الأدبار، ثم أقبلوا على بعضهم البعض وصار الرجل يطأ الرجل علانية ويعرف أن فلان يطؤه فلان وخصصوا لذلك أماكن عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى (إنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر).فمع ما وصلوا إليه من رذيلة وفسق تحت مسمى الحرية الجنسية مع ذلك كانوا يرون أنهم متسخون خبثاء فسقة، فأنفسهم توقن أنهم مزاولون للفساد ولو سموه بما شاؤوا (وحجدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين)، فكانوا يقرون بالطهارة لمن خالفهم (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) لكن الغريب في الأمر أن ينادى اليوم إلى ما نادى إليه مزدك الخبيث تحت اسم وشعار الحرية الفردية دون أي حياء ولا استحياء لا لأنهم خبثاء بل لأنهم يصلحون المجتمع المتناقض فمن أجل محاربة الإجهاض لابد من تقنينه، ومن أجل محاربة الزنا لابد من تقنينه.



#اريان_علي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك الحلول الاستراتيجية والتعداد السكاني ( الجزء الخامس )
- الدين الاشتراكي وتوزيع عادل للثروة ( الجزء الاول )
- فليس بالحمام تبنى الوطن .......
- أسئلة والصراعات الداخلية في العقل البشري
- كركوك والحلول الاستراتيجية - حكم عبد الكريم قاسم ( الجزء الر ...
- البيشمركة الكردستانية
- الدول العربية والقائمة صفر
- الكردية الايرانية تهز أيران
- كركوك والحلول الاستراتيجية - الانكليز ( الجزء الثالث )
- الانسان والصراع الفكري لاثبات الوجود الكوني
- كركوك والحلول الاستراتيجية - اكتشاف النفط ( الجزء الثاني )
- كركوك والحلول الاستراتيجية - التأريخ ( الجزء الاول )
- صراع البقاء على ألارض لماذا نعيش ؟
- أنا القائد المقدس -الطالباني نموذج المقدس الثاني ( الجزء الث ...
- أنا القائد المقدس البارزاني نموذج المقدس الاول ( الجزء الثان ...
- أنا القائد المقدس وانتم الرعية في العقدة الكردية ( الجزء الا ...
- بروز شخصية ألاعلام الدكتاتوري
- نفذ ثم لاتناقش والاغلبية هم آلة القتل ولا سلطة عليهم
- وجهة نظر في الليبرالية العصر الحالي ( الجزءالثالث )
- الصراع النووي الايراني ودوره في الصراع العالمي ( المبحث الثا ...


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اريان علي احمد - الدين الاشتراكي .الخيط الاول المزدكية الاشتراكية ( الجزء الثاني )