أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الحسن علاج - الشر الكوني














المزيد.....


الشر الكوني


الحسن علاج

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 21:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مارلين مايسو
ترجمة : الحسن علاج

من سقراط ، الذي بحسبه "لا وجود لأي أحد شرير بمحض إرادته " ، إلى حنة أرندت Hannah Arendt) ( مؤكدة أن " الشر يندرج ضمن فراغ الفكر " ، فلطالما شكلت الذات مصدر اهتمام وإلهام للفلاسفة . ففي كتاب التفكير في الشر . تاريخ مغاير للفلسفة ، فقد ذهبت الفيلسوفة الأمريكية سوزان نايمان (Susan Neiman) إلى أبعد نقطة من ذلك جاعلة من سؤال الشر عصبا لتاريخ الفلسفة ، باعتباره محركا للاضطرابات الأساسية التي ستؤثر على علاقتنا بالعالم . ما هو مصدر الشر ؟ من يتحمل مسؤوليته ، البشر أم الإله ؟ هل بالإمكان تقديم تفسير له ؟ مقاومته ؟ بإمكان المرء تقديم العديد من الأجوبة لتلك التساؤلات ، وقد يصدر عن ذلك رؤيات للعالم ومسارات عمل مختلفة جدا . فإذا ما قرر المرء ، من منظور لايبنتيزي ، النظر إلى الشر على الدوام بوصفه شرا أهون ، شرا ضروريا لتوازن الواقع وانتشار خير عميم داخله كمثل نور في حاجة إلى ظل ليشع ، نظام العالم ، اتجاهه وعلة وجوده يكون في أمان ، لكن مقارنة بعجز مقلق أمام الشر . على أنه لم يتم الجنوح إلى اختيار مقارنة روسوية نوعا ما ، جاعلين من إمكانية الشر أن يكون نتيجة لحريتنا ( التي تتضمن حرية اختيار ذلك ) ، فإن هذه الأخيرة تصبح بالضرورة ثمرة للإرادة الإنسانية ، ويمكن ، من هذه الزاوية ، أن تُقاوم ، في ذاتها لدى الآخرين .
إلا أن طبعه الاعتباطي ، حضوره الكلي وجذريته حيث تكمن ذروته ، تبعا للمؤلفة ، في أوشفيتز ، تخلق غثيانا لا يُطاق إلى حد كبير : كيف يمكن للمرء أن يظل على قيد الحياة في عالم بلا إله وبلا غاية ، حيث تتضاعف عبثية شرطنا بواسطة عبثية سلوكنا ؟ فإذا كان الشر يأسرنا ويروعنا إلى هذا الحد ، فلأنه بإمكانه النمو في كل الأراضي الخصبة ويبعث من جديد بشكل مستمر . إن هذا الوعي الذي تكون كل الانتصارات ضده مؤقتة ، إذا يكون بالإمكان الانتصار في ألف معركة ، إلا أننا لن نقترب أبدا من نهاية الحرب ، ثم إنه يزدهر جدا في إيديولوجيات تغذي المبررات الأكثر عقلانية كما في لامبالاتنا المشوشة ، وربما ما يجعل من الشر موضوعا أكثر خصوبة للفكر الفلسفي وفي نفس الوقت عقبته الأكثر عنفا .
كيف للمرء ألا يفقد الأمل أمام جرائم الحرب التي لا تزال إلى يومنا هذا ، من اليمن إلى أوكرانيا ، ملطخة الأرض بالدماء ، تحت أنظار مجموعة دولية عاجزة ؟ هل مايزال ثمة معنى للاعتراض به على الشر بخطاب عقلاني حينما ، في بلدنا ، يتم الرد على الرسومات بالرصاص ( شارلي إيبدو ) ثم الرد على دروس التاريخ والجغرافيا بالسكين ( صامويل باتيsamuel paty) ( ؟ إن تلك الأسئلة التي تجلجل قدرما تجلجل التمزقات ، تردد صدى التفكير الذي كان قد صدر عن كامو ، في محاضرته سنة 1949 تحت عنوان " زمن القتلة " : " ثمة حرب ، احتلال ، مجازر ، أسوار السجن تعد بالآلاف ، ثمة أوروبا تعيش في فوضى الألم وكل هذا كي يكتسب البعض منا في نهاية المطاف اختلافين بسيطين أو ثلاثة اختلافات بسيطة تساعدهم على فقدان أمل أقل . " إن الحسابات مثيرة للقلق ، طالما أن الربح يعتبر كبيرا . ماعدا استحضار أن الفروق الدقيقة ، وليس السراب الكاذب للثورة الحاسمة ، هي التي ساهمت ، ضمن المسيرة الطويلة للتاريخ ، بتقليص شرور العالم بطريقة حسابية ، وجعل العالم ملائما أكثر للعيش .
مصدر النص : المجلة الفرنسية Lire magazine Littéraire ) ( في عدد جديد رقم 512 أكتوبر 2022 وقد خصص هذا العدد ملفا للروائي لوي فردناند سيلين .



#الحسن_علاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقدة الأخوية العتيقة
- حوار مع جان بول سارتر حياة من أجل الفلسفة
- أفلوطين : نوم النفس واستيقاظها من تلقاء ذاتها
- يمتدح نيتشه ديونيزوس ، إله المعاناة واللذة
- الوباء في الأدب ، من خلال 6 روايات عظيمة
- نحن كلنا إلى حد ما ، جزء من شخصيات ألبير كامو
- وار معجورج أرثور غولدشميث .. قلق الصفحة الممتلئة
- الجسد ، طريق موصل إلى الآخر
- المغارة
- العود الأبدي ، تكوين وتأويل
- الأريكة والريشة ، سيوف غير مؤذية
- مستكشف الأضواء الخافتة
- العود الأبدي ديانة مشركة وميتافيزيقا مادية ؟بعض التساؤلات حو ...
- للخطإ أسبابه
- حوار مع مارسيل غوشيه
- رسالة غلى شاب نيتشوي
- شمس الحقيقة
- آدم
- من يكون آدم وحواء ؟ - حوار مع طوماس رومر
- حوار مع ميشال سير


المزيد.....




- كندا: الشرطة تعلن إصابة 12 بإطلاق نار خارج حانة وتبحث عن الم ...
- قتلى وجرحى في غارات روسية على بلدة بشرق أوكرانيا
- مقتل مئات الأشخاص بأعمال عنف دامية بعد تشديد الحكومة السورية ...
- هل يساعد الصيام في الحد من أعراض التوحد؟
- زامير يٌقيل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري من من ...
- نساء سوريا في المخيمات: معاناة متفاقمة ومستمرة
- جمهورية صرب البوسنة تهدد بإعلان استقلالها ردا على الضغوط الم ...
- WSJ: إسرائيل قد تغزو غزة بقوة كبيرة للسيطرة على الأرض واحتلا ...
- إصابة 12 شخصا على الأقل بإطلاق نار في حانة بمدينة تورونتو ال ...
- 3 عقبات رئيسية تهدد فرص نجاح ترامب


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الحسن علاج - الشر الكوني