|
معاداة النظام لا تبرر مناصرة الإرهاب
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 10:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أثارت المقالة السابقة سؤالا حول إصرار ذ. مساعف على تبرئة الإرهابيين واتهام الدولة وأجهزتها الأمنية والقضائية بـ "فبركة" ملف الخلايا الإرهابية . إن المتتبع لمواقف ذ. مساعف وتصريحاته في قضايا عديدة تهم سياسة الدولة وقوانينها وإستراتيجيتها ، سيدرك أنه يَنطق عن ثقافة التطرف وعقيدة التكفير التي لا تختلف في شيء عن تلك التي يعتنقها تيار السلفية الجهادية ، ومؤداها ما تضمنته واحدة من وثائق هذا التيار التي وزعت بعدد من مساجد الدار البيضاء قبيل أحداث 16 مايو الإرهابية ، والتي جاء فيها : ـ المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع كافر ، لأنه استبدل القوانين الإسلامية بالوضعية ، وأن مظاهر الانحلال والفساد فشت فيه ، وأن المعروف قد أصبح منكرا ، والمنكر أضحى معروفا . ـ أفراد هذا المجتمع وحكوماته مرتدون مارقون ، والمظاهر الإسلامية في هذا المجتمع مظاهر كاذبة مضللة منافقة ، فشيوخ الدين ممالئون للسلطان الكافر . ـ الجهاد مفروض لتغيير هذا الواقع ، وإحلال شريعة الله مكان شريعة الكفر . ـ الوسائل السلمية لا تجدي فتيلا ولا توصل للهدف السابق لأن كل عمل سلمي للدعوة يقابل بالدعاية الحكومية الكافرة . ـ ما دام الحكام كفرة والجهاد واجبا ، فقد وجب الخروج عليهم وقتالهم بالسلاح . ـ يجوز قتل كل من تترس به الكافر ولو كان من المسلمين . ـ ليس للنساء والأطفال حرمة ، لأن أولاد الكفار من الكفار . ـ يجوز قتل الكفار ـ وهم الحكام والشعوب الراضية ـ ليلا ونهارا ، وبغير إعلام وإشعار لهم ، ولو قتل في ذلك نساؤهم وأطفالهم . ـ لأن النظام نظام كافر ، فالدار التي نعيش فيها دار حرب ، وبذلك تكون كل ديار المسلمين الآن ديار حرب ، يجوز فيها ما يجوز في دار الحرب ، من القتل والسلب والنهب والغصب والخطف . ـ ليست هناك طريقة لإيجاد الحكم الإسلامي إلا بالحرب ). أكيد أن عقيدة التكفير هذه هي نفسها التي يعتنقها أعضاء "جماعة أنصار المهدي" وكل التيار الجهادي الذي يكفر النظام والدولة المغربيين ويسعى لتقويضهما . وكل من ينفي عن الجهاديين التكفيريين نزوعاتهم الإرهابية ومخططاتهم التخريبية ، إن لم يكن منهم فهو يتقاطع معهم في الهدف المركزي ، ألا وهو إسقاط النظام وفق قاعدة " عدو عدوي حليفي" . وإذا كان الأستاذ مساعف يلتقي مع الجهاديين التكفيريين على الأقل في الرغبة في تغيير النظام والسعي لإقامة نظام " إسلامي" ودولة " الخلافة" ؛ لذا لا يكف عن المنافحة عنهم وتبرئتهم من كل التهم حتى يعودوا لمواصلة مخططاتهم الإرهابية ، إذا كان هذا حال ذ. مساعف ، فإن الأستاذ زهراش يصدر عن قناعة مغايرة وإن كان يلتقي مرحليا مع الجهاديين عند هدف تكتيكي محدد . 2 ـ تصريحات ذ. زهراش جاء فيها ( أولا نسجل كدفاع على أن هذا الملف في رأينا هو مفبرك للأسباب التالية : أولا هؤلاء أشخاص تم اختطافهم وتم تعذيبهم وانتزعت الاعترافات منهم تحت الإكراه .. الشيء الذي طرح علامة استفهام لمن يصنعون هذه الملفات ولمن ؟ هل لفائدة الإسلاميين في المغرب ؟ هل لفائدة الإسلاميين خارج المغرب ؟ هل من أجل احتواء الغضب الشعبي وتعاطفه مع حزب الله ؟ ) . واضح أن زهراش يختلف مع مساعف في طبيعة الأهداف التي يتهمان السلطة على أساسها "بفبركة" ملف "جماعة أنصار المهدي" . فالأول ـ مساعف ـ ينطلق من موقع التحيز الإيديولوجي ليتهم الدولة بالتآمر على الإسلاميين ، أما الثاني فمن منطلق العداء الإيديولوجي للإسلاميين يتهم الدولة بالتآمر لصالحهم . لكن كليهما ـ زهراش ومساعف ـ ينافحان عن الجهاديين ويدفعان عنهم تهمتي الإرهاب والإجرام لسبب واحد هو رفض النظام الملكي والرغبة في إقامة نظام بديل . إذن لكل واحد من الأطراف الثلاثة( مساعف ، زهراش ، الجهاديين التكفيريين ) مساره وهدفه النهائي ، إلا أنهم يلتقون مرحليا عند هدف محدد ومركزي يعتبرونه يحول دون تحقيق الهدف النهائي لكل طرف . وباعتبار النظام السياسي الحالي يملك من القوة ما يفشل مخططات إسقاطه ، فإن الإمكانية الوحيدة لهذه الأطراف هي التحالف مرحليا ، بحيث يتحول الإرهابيون إلى معاول هدم الدولة وتقويض النظام فيما بقية الأطراف توفر السند القانوني والسياسي والإعلامي قصد تبرئة كل من يشمله الاعتقال على خلفية الإرهاب وزعزعة الاستقرار . وبهذا تتكامل الأدوار دون أن تتطابق المسارات . وهذا هو الشعار الذي يرفعه زهراش وفئة من اليساريين وملخصه " الضرب معا والسير على حدة" . فالنظام الملكي ، وفق هذا الشعار ، يمثل العدو المشترك الذي تتقاطع عنده الأهداف المرحلية ، الأمر الذي يقتضي تأجيل الخلافات الإيديولوجية إلى ما بعد التخلص من العدو المشترك . إذ كل طرف يحتفظ بقناعاته ولا يريد أن يجعل منها حاليا موضوعا للصراع الذي يقود حتما إلى إضعاف المتصارعين ، دون المساس بالنظام الذي يزداد قوة بضعف الخصوم . وهذا ما نقرأه مثلا في موضوع التحالف مع جماعة العدل والإحسان وابنة مرشدها ( أما وهي مازالت في تعارض مع النظام السياسي القائم، فسيجد الديمقراطيون أنفسهم موضوعيا في صف معها. وما عليهم والحالة تلك غير الالتزام بقاعدة "الضرب معا والسير على حدة"، أي عدم خلط الرايات ولا إخفاء تباين المصالح، مع ما يلزم من معركة فكرية ضد مشروعها ) . ( جريدة المناضلة عدد 8 يوليوز 2005 ) . إذن ، مسألة المنافحة عن الإرهابيين ليست نابعة من قيم حقوق الإنسان وإلا لتوجب الدفاع عن أمن المواطنين واستقرار الوطن ضد كل خطر .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محامو الشيطان والاتجار بحقوق الإنسان
-
الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب
-
أحداث 11سبتمبر وإستراتيجية نشر الإرهاب
-
حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 3
-
حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2
-
حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 1
-
بعد ست سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر 2
-
لبنان مجال للحرب بالنيابة
-
بعد سبع سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر -1
-
هيئات حقوق الإنسان واختلال الموازين
-
الإصلاح الشامل للدستور بحاجة إلى تأهيل بنيات المجتمع ثقافيا
...
-
لهذه الأسباب سيتأجل الإصلاح الشامل للدستور
-
الإصلاح الشامل والجذري للدستور مطلب لم تنضج بعد شروطه
-
أية نكسة هذه لما توجه حماس صواريخها ضد الفلسطينيين؟
-
موسم هرولة الإسلاميين لاسترضاء الأمريكيين 2
-
موسم هرولة الإسلاميين لاسترضاء الأمريكيين - 1
-
مواجهة الإرهاب مسئولية الجميع
-
بعد ثلاث سنوات أين المغرب من خطر الإرهاب ؟
-
هل يمكن تعميم المنهج السعودي في مواجهة الإرهاب الإسلاموي ؟
-
الشيخ ياسين يجعل من الخرافة فُلك النبي نوح
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|