أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - كوميديا محاكم السودان














المزيد.....

كوميديا محاكم السودان


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 02:35
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ وصول جعفر النميري للحكم في السودان، زادت معاناة وتخلف البلد أكثر بكثير جدا مما كان تحت حكم الاستعمار، وأصبح سودانيّن لاحقاً نتيجة سيطرة الإسلاميين على الحكم وتطبيق حكم الشريعة والحدود، وعانى سكان السودانيّن الأهوال والجوع نتيجة حروب قبلية ودينية بعدما كان السودان الواحد "سلة طعام أفريقيا".
بشكل عام، يبدو بوضوح شديد بعد خمسين سنة من الصحوة الاسلامية، أنها كانت مجرد عودة المستفيدين من الاسلام سياسياً للحكم والسيطرة على منابر المساجد لنشر دعوتهم السياسية لا أكثر ولا أقل، فلم نر أي دولة ناطقة بالعربية أو غيرها تحت حكمهم قد ازدهرت أو انجزت شيئاً لنفسها أو للبشرية.
الحدود أداة
ويبدو أيضاً أن مسألة تطبيق الحدود أداة لحكم الناس بالبطش، لأن من يطبق الحدود، عليه أولاً رفع المعاناة والظلم عن شعبه. فالعدالة تصبح مهزلة إذا قُطعت يد من سرق ليأكل لأنه جوعان محتاج، بينما وزراء البلد الإسلامي ينهبونه ويضعون أموالهم في ملاذات مالية آمنة، ولم يُنفذ على أي منهم حد قطع يد السارق.
كما أن عليها الكف عن التدخل في شؤون الناس الخاصة، فالأمر كان مسموحاً به لشيخ القبيلة والأب في عهد قديم سابق عن شرعة حقوق الانسان، فالزنى والرجم كتدخل في شؤون الإنسان الخاصة، شريعة صحراوية نفذها اليهود تقليدا لأهل الصحراء، ثم تجاهل الاسلام إحالة المسيح أمر الزواني إلى الله وعدم إدانتهم بالرجم على الأرض، وطبّق الزنا لأن الصحراء يناسبها هذا الأمر.
النافذون والدعاة
أصحاب السلطة والدعاة يزنون أيضاً لكنهم فوق تطبيق الحدود أو القانون، فقد قرأتُ عن ممارسة خلفاء للزنا، وقرأتُ عن طارق رمضان حفيد حسن البنا وممارسته للزنا مع عدة نساء بوقائع لا يمكنه انكارها، ويبدو أنه مرتاح ومطمئن للغاية من وقوفه أمام محاكم فرنسا العَلمانية، لدرجة تناسيه تماماً تبشيره بموضوع الشريعة والحدود وخيرها للإنسانية، حتى إنه لم يناد بتطبيق حد الله عليه كداعية نزيه قد زنى، رغم ان إحدى النساء اللاتي خدعهن وأجبرهن على ممارسة الزنا معه، قالت للمحكمة عن علامات في جسده قريبة من عضوه الذكري.
وقرأتُ عن هتك عرض الداعية عبد الله رشدي لعراقية، وتقدمْ المحامي المصري هاني سامح ببلاغ للنائب العام ضد الداعية العصري صاحب العضلات، بعد واقعة السيدة العراقية جيهان صادق، يتهمه فيه بالعمل بدون ترخيص وتحصيل الملايين، وطالب بالتحقيق معه بجريمة غسل الأموال.
هل سيطبق حد يد السارق على رشدي أو رجمه؟
بالطبع لا، لكن في السودان عادت قضية الفتاة صاحبة الاسم المستعار "أمل" إلى الواجهة مرة ثانية، بعدما أشيع أن طلباً لإلغاء حكم الرجم حتى الموت الصادر بحقها، إثر استئناف قضيتها أمام المحكمة العليا، قد رُفض.
عَلمانية أو شرعية؟
أنا حقيقة لا أفهم هل القانون في السودان عَلماني أم شريعة؟ وهل المحاكم في السودان شرعية أم دينية؟
إذا كانت محكمة كوستي صاحبة حكم الرجم شرعية، فحكمها مبرم، ولا يقدر محامو الفتاة أن يقدموا طلب إستئناف الحكم. وإذا كانت محكمة كوستي عَلمانية لا يحق لها الحكم بالرجم لأن ذلك مخالف لحقوق الانسان في عصرنا.
منظمة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان FIDH نشرت عريضة على الإنترنت للمطالبة بوقف إعدام الشابة، ذات العشرين سنة، وشددت في بيان نشرته على موقعها على أن العديد من المخالفات شابت تلك القضية، موضحة أن محاكمتها بدأت بدون شكوى رسمية من الشرطة في كوستي، وأكدت أن الفتاة حُرمت من التمثيل القانوني في إحدى مراحل المحاكمة رغم ضمانات التمثيل المنصوص عليها في المادة 135 (3) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991، التي تنص على حق المدعى عليه في التمثيل القانوني في أي قضية جنائية تكون عقوبتها 10 سنوات سجن أو أكثر، ما يعني أن المنظمة تعتبر أن محاكم السودان عَلمانية وليست شرعية.
المطلوب واقعياً
بعيدا عن ضبابية المحاكم وكوميدياتها في الدول التي تقول عن نفسها إسلامية، وتمارس بوقاحة التطبيق التمييزي للتشريعات، وهو انتهاك للقانون الدولي الذي يضمن المساواة أمام القانون وعدم التمييز على أساس الجنس، يجب على دول هذه المحاكم أن تنظر للمواطن وترفع شأنه وتزيح مظاهر التخلف عنها وعن قوانينها، حتى لا تصبح عبئاً على دول العالم المتقدم وترهقه بطلب المساعدات لبناء مدارس ومستشفيات ومحطات توليد كهرباء ... إلخ.. إلخ... إلخ... ثم يطلقون عليها دول الكفر.
كيف تطلب من كافر أن يعينك وأنت الرجل الذي جعلك الله خير إنسان؟
التعليق المناسب: قه.. قه.. قه...قه.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديانات الإلكترونية والديانات الإبراهيمية
- نسخة تاريخية لغبي مُسيّر
- الموت لكاتبها وناشرها ومترجمها
- في انتظار غودو سياسي
- سبعينية انقلاب يوليو وصحوته
- نيّرة تتمرد على امبراطورية الخيام
- خواطر حول -تغطية المسلمين- بجزئيه
- هل سيرمم الغرب ثغرات ديموقراطيته؟
- قيمة الفنان سمير صبري
- الإلهيون يخسرون مقاعداً في لبنان أيضا
- اقطاعيات المحتالين ورعاياها
- هل قام المسيح أو رُفع؟
- لماذا هم معتوهون؟
- التجديد سيتم معرفياً
- تم تنبيهنا لهذه المخاوف ونبحث فيها
- منتصف الليل في القاهرة
- العنصر المأساوي في تدهور الغرب
- عكس ما اشتهته سفن الصحوة
- إلاّ مخططنا ومصارفنا!
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني* (5)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - كوميديا محاكم السودان