أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي














المزيد.....


الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(كنت كتبت هذه المادة بتاريخ 28/9/2022 لجريدة العرب اللندنية التي لم تنشره)
بالأمس صعد وزير خارجية النظام السوري منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى خطابا باسم نظامه.
أليس غريبا أن نظاما كنظام بشار الأسد مارس الإبادة الجماعية بحق شعبه فقتل عشوائيا مئات الآلاف منه وتحت التعذيب عشرات الآلاف، كما أثبتته وثائق قيصر بالصور الملونة، واستخدم الأسلحة المحرمة دوليا في عمليات الإبادة الجماعية ضد المدنيين وفي الأحياء السكنية وعلى المشافي والأفران والأسواق الشعبية.. وشرّد قرابة نصف تعداد السكان إن لم يكن أكثر، أليس غريبا أنه لا يزال معترفا به دوليا ومن منظمات ترفع لافتة حقوق الانسان وحماية السلم والأمن ومن حكومات تدعي الدفاع عن هذه الحقوق التي أقلها الحق بالحياة؟ أليس غريبا أن نظام بشار الأسد لا يزال يوفد ويستقبل البعثات الدبلوماسية لدول وحكومات تتوشح الديمقراطية وترفع راية الدفاع عنها ويثير حفيظتها التعرض لمستوطن محتل يمارس عنصريته على الشعب الفلسطيني في الضفة أو في الداخل المحتل؟
لكنّ التدقيق في الأمر يظهر الأسباب المادية التي تجعل ذلك وسواه ممكنا بل وتدفع على الاعتقاد أن أي محاولة سلمية للتغيير التقدمي الديمقراطي في منطقتنا وفي العالم ستواجه حكما بالسحق كما حدث في سوريا على امتداد قرابة اثنتي عشرة سنة، وبكل الوسائل الدموية المتاحة.
من هنا ينبغي أن نتفهم خشية العديد من المعارضين الإيرانيين من أن تنتهي الانتفاضة الشعبية الراهنة في ايران الى لا شيء على صعيد تغييرٍ ما في بنية النظام القمعي المتخلف لمافيا الملالي. وأن يختتمها هذا النظام بعمليات دموية واسعة تؤدي الى إخمادها دون أن يتعرض الى أي رد فعل مؤثر من قبل قوى النظام العالمي التي تدعي مناوأته.
لقد عانى الشعب الإيراني على مدى عقود من استبداد هذا النظام وتراكمت لديه الدوافع للتخلص منه بعد أن تكررت محاولاته على الأقل لتعديل أو تحسين شروط عيشه في حراكات وانتفاضات متكررة منذ سنة 1999 سقط خلالها آلاف الضحايا واعتقل عشرات الآلاف، ولم يكن مقتل الصبية مهسا أميني لدى ما يسمى شرطة الأخلاق سوى الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الراهنة التي امتدت لتشمل كل البلاد بأقاليمها ومدنها وعاصمتها. صحيح أنه كان لكردستان ايران مسقط رأس الصبية شرف انطلاقتها وصحيح أنه كان للنساء شرف اشعالها إلا أنها باتت بعد ايام قليلة انتفاضة الشعوب الإيرانية كافة وبشعارات وهتافات موحدة تنادي باسقاط النظام والتخلص من الديكتاتور، اي مرشد النظام الذي هو اليوم علي الخامنئي.
وصحيح أن محاولات مواجهة هذه الانتفاضة لا تزال تقتصر على زج الشرطة في مواجهة المتظاهرين الذين سقط منهم العشرات خلال الأسبوع الأول من الانتفاضة واقتيد أكثر من ألف الى المعتقلات، غير أن الخشية كل الخشية من تطورٍ ما، ربما في مفاوضات الاتفاق النووي، يدفع الى ممارسة القمع على الطريقة التي مورست في سوريا على أيدي النظام كما على أيدي المليشيات الإيرانية، إذ إن مثل هذه القوى الاستبدادية المعادية للشعوب لن تأبه لسقوط عشرات آلاف الضحايا إذا كانت النتيجة استمرار وتأبيد نظام سيطرتها.
وهنا نعود للقضية الأولى: كيف يمكن للموقف الدولي الذي لا يزال يصب في خدمة نظام دموي كنظام بشار الأسد مع كل ما ارتكبه بحق شعبه من جرائم، أن يتحول ليصب في خدمة انتفاضة الشعوب الإيرانية بدل أن يستخدم هذه الانتفاضة لتحسين شروط تفاوضه/تعاونه مع نظام الملالي في طهران؟
من هنا، لا بد من الدعوة الى أوسع حملة تضامن مؤثرة على مستوى الشعوب التي نالها ما نالها من العصابات والمليشيات الإرهابية التابعة ماديا وعقائديا وتنظيميا لهذا النظام من كوارث، ولكافة شعوب العالم للضغط على حكومات العالم ومنظماته الدولية والحقوقية لسحب اعترافها بهذا النظام وتأمين كل الإمكانات اللازمة للشعب الإيراني في المساعدة لاسقاطه.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد النمري ارقد بسلام
- سرٌِيَ التٌوأم
- كيف لنا أن نتابع ما بدأه سلامة كيلة؟
- مداخلتي الرئيسية للقاء الحواري الأول لتجمع مصير
- ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟
- عقد على الانتفاضات الشعبية المفتوحة
- شهران على تفجير مرفأ بيروت من يحاسب من؟
- سلامة كيلة، سنتان على غيابه
- مبادرة أم صفقة؟
- كان يعلم
- هل افتدت المدن السورية بيروت؟
- التعذيب كأداة استنطاق لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية
- المداخلة الرئيسية في تأثيث ندوة أطاك طنجة/المغرب حول تطورات ...
- كوفيد-19 الماقبل والمابعد
- لم ندفن موتانا بعد يا سلامة!
- افلاس نظام المناهبة وانهياره
- صفقة القرن: الطرف الثالث
- لبنان- ثورة حقيقية
- لماذا يتغاضى النظام العالمي عن المجازر في سوريا؟
- روسيا الإمبريالية النزقة


المزيد.....




- بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق -الحزام وا ...
- اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تح ...
- سوريا تحت قيادة الشرع تفتح صفحة جديدة مع الخليج، فهل تنجح بإ ...
- إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خ ...
- لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلان ...
- كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
- هل نجح نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط؟
- الأطفال الفلسطينيون المرضى والجرحى يصلون إلى مصر بعد فتح معب ...
- المتمردون من حركة -إم 23- يدعون حكومة الكونغو الديمقراطية لل ...
- مصر.. خطاب للسفارة الأمريكية اعتراضا على تصريحات ترامب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي