سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:41
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لأن الأسطورة تقول إن جزيرة قبرص هي مسقط رأس إلهة الحب والجمال الإغريقية افروديت.. فلا عجب أن تجعل غرفة التجارة والصناعة القبرصية »هيرميس«، إله التجارة، شعارا لها، تحمل صورته كل مطبوعاتها!
وفي لقائي مع الأمين العام للغرفة، بنايوتيس لويز يدس، شعرت بمحبة القبارصة لمصر، واعتزازهم بها، وبالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.
وكان لويزيدس حريصا في حديثه معي علي التأكيد علي عدد من النقاط، أولها أنه توجد علاقات ودية مع اتحاد الغرف التجارية في مصر، وغرفة القاهرة، ومنظمات رجال الأعمال المصرية، وأن الحرص علي تعزيز هذه العلاقات جعلهم ينشئون منظمة بيزنس مصرية قبرصية منبثقة عن غرفة التجارة والصناعة القبرصية.
وبالمناسبة فإنني قابلت رئيسها أند رياس كريستوفيلدس، فوجدته هو الآخر متيما بحب مصر، وقد أخبرني أن حماته مصرية، اسكندرانية، وقال لي إن العلاقات بين البلدين أفضل اليوم عما كانت عليه منذ عشر سنوات، ومع ذلك فإن هناك الكثير الذي يجب عمله حتي يمكن استعادة العصر الذهبي للعلاقات بين مصر وقبرص في عهد الرئيس جمال عبدالناصر ومكاريوس. وأضاف قائلا إنه تم تذليل بعض المشاكل التي كانت قائمة من قبل وأهمها صعوبة حصول رجال الأعمال القبارصة علي تأشيرة دخول إلي مصر، واشتراط وثائق تصدير كثيرة.
وأوضح أن معلومات مجتمع البيزنس القبرصي عن أوضاع الاقتصاد المصري، وبرنامج الخصخصة الذي تتبناه الحكومة المصرية، ليست كثيرة، وطالب الدوائر المصرية المعنية بالتحرك بصورة أكثر فاعلية، مضيفا أن انطباعه عن رجل الأعمال المصري ـ بصورة عامة وفي الأغلب الأعم ـ يذكره برجل الأعمال القبرصي قبل عشرين عاما، حيث كانت فكرته عن العالم وتطوراته مشوشة ومبادرته للتفاعل مع الشرفاء المحتملين خارج البلاد أقل إيجابية، وجلوسه في مكانه منتظرا أن يأتي إليه الآخر عادة متأصلة.
النقطة الثانية التي أكد عليها بنايوتيس لويزيدس الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة القبرصية هي أن التعاون بين مصر وقبرص طريق ذو اتجاهين أحدهما صوب مصر والثاني صوب قبرص.
النقطة الثالثة أن انفتاح قبرص علي العالم ومحاولتها جذب رأس المال الأجنبي للاستثمار المباشر في قبرص ليس سداح مداح، وإنما هناك »ضوابط« في قطاعات بعينها، منها علي سبيل المثال ملكية الأرض، ومنها رءوس أموال البنوك حيث لا يجب أن تزيد حصة الشريك الأجنبي علي 60%، وأي زيادة عن ذلك تتطلب موافقة من البنك المركزي القبرصي.
النقطة الرابعة أن القبارصة يعرفون أن سوقهم المحلي صغير نتيجة لقلة عدد السكان (840 ألف نسمة)، ولذلك فإنهم يحاولون الاستفادة من موقع بلدهم الاستراتيجي للتركيز علي التجارة الخارجية كجزء رئيسي من اقتصادهم.
وللحديث بقية.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟