منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين
()
الحوار المتمدن-العدد: 7409 - 2022 / 10 / 22 - 08:32
المحور:
الادب والفن
( لم يتغير شيء )
لم يتغير شيء منذ ما قبل عام الفيل … ومنذ حرب البسوس وثارات كليب … كنا نقتل بعضنا بسيوف نستوردها من الروم والفرس … واليوم نقتل انفسنا باسلحة نستوردها من الشرق والغرب … كنا نؤرخ اوهامنا شعرا .. ونعلق قصائد رثائنا وهجائنا وغزلنا وبطولاتنا الوهمية وفخرنا الكاذب بقبائلنا التي لم تكن تتقن سوى الغزو والسلب .. كنا نعلقها على جدران الكعبة .. واصبحنا اليوم نعلق اوهامنا وعقدنا وكل خيباتنا على جدران ( مارك ) الافتراضية …
وحتى عندما جاء الاسلام ليغيرنا .. لم يسلم حتى النبي العربي الوحيد من محاولات الاغتيال … ولم يسلم احفاده من القتل وقطع رؤوسهم .. ولم يسلم معظم اصحابه وخلفائه من الاغتيال والغدر وسفك الدماء …
لم يتغير شيء منذ الجاهلية .. غير اننا اصبحنا اكثر قدرة على الفتك بانفسنا … اصبحنا اكثر اموالا واكثر غباء وحقدا.. ووحشية .. وبشاعة …!
( لا بأس )
لا بأس …
واصلي ايتها الريح تمزيق اشرعتي .. وساواصل اصلاحها .. ولنر .. من سينتصر …!
( حتى ولو شمعة )
تقول الاسطورة ان الشتاء طال ذات زمن .. وتراكمت الغيوم السوداء شهرا بعد شهر .. حتى اصبحت العتمة هي السائدة ..
شعرت العتمة بالقوة والغرور عندما رأت سطوتها .. وأعلنت نفسها ملكة على الزمان والمكان ..
ولكن ذات صباح شقت الريح سقف الغيم .. فدخل شعاع الشمس ليضيء الوجود .. تقول الأسطورة ان العتمة من يومها تتراجع وتختفي كلما اشرقت الشمس .. وانها تهرب حتى لو أشعلت يد ما .. شمعة !!
( خافتا كان صوته )
خافتا كان صوت موج البحر حين همس للشاطئ : لست بخير يا رفيقي ..
تلفت البحر حوله .. خاليا من الاشرعة كان الأفق .. وثمة نورس وحيد ادار ظهره للريح .. واقفا على حافة قارب قديم ..
لست بخير همس البحر .. ولم يسمعه أحد …..
( حرب .. )
في عتمة الليل .. كانت وجوه القتلى متشابهة .. ومن الصعب ان تميز بين الموتى من الجهتين … الريح وهي تحرك خصلات شعرهم .. وملابسهم الممزقه لم تكن تميز بينهم ايضا … وفي الصالات المكيفة .. كان القادة يشربون نخب انتصاراتهم … ويتناقشون عبر وسيط ( يحب ربطات العنق الانيقة ويتقن العربية بلكنة امريكية ) .. شروط الهدنة الجديدة …..
#منذر_ابو_حلتم (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟