البتول المحجوب
الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:57
المحور:
الادب والفن
الغرفة ذاتها، الركن المنزوي ذاته وليل خريفي طويل أنزوي في ركن منسي في أرض نسيت من زمان. أعشق ذاك الركن من غرفتي. ألتفت أفتش عنك بشوق جارف وقلق محير. يتراء لي طيفك في أرجاء غرفة باردة الأطراف..وصمت ليل طويل يطبق على مدينة متشحة بالسواد..مدينة ضمتنا ذات مساء خريفي معا..
أدرت محرك السيارة..انطلقنا بفرح طفولي في الشارع ذاته و المدينة ذاتها،مدينة حلمنا، ينطلق صوت نزار بكلماته الشاعرية يجعلنا نحلم..نحب..نعشق..نفتقد لدفء حب مفتقد- آه لو تدري يامن رحلت ذات صباح ضبابي كم أفتقدك...افتقاد يؤلمني -أغمض جفني تمسك أناملي المرتعشةتلثمهاأحس دفءانفاسك أرتبك أصمت أحلم. أضع يدي على طرف الكرسي قربك..يدك اليسرى على مقود سيارتك.. تمنيت لحظتها أن أحط رأسي على كتفك، تضع يدك برفق على يدي..لاتريد لحبل تعلقي بك أن ينقطع..تبقيني في عالمك الجميل..أحتاج لدفء حبك..لحلمنا المشترك..فليس أمامنا إلا الحلم الجميل
يتداخل حلمنا مع كلمات شاعرنا الجميل
-تسألني حبيبتي:"
ماالفرق ما بيني وما بين السماء؟
الفرق ما بينكما
انك إن ضحكت ياحبيبتي
أنسى السماء-"
كلمات وكلمات تزيد الفتيل اشتعالا..تزرع الدفء في ليالينا الباردة أسل يدي برفق من تحت كفك الدافئة..
تهمس قائلا:
بحثت عنك عبر طيا ت زمننا الهارب ..وحين وجدتك ياطفلتي لن أدعك تهرب مني..
يبدو أننا أصبحنا أكثر توا طئا مع الكلمات..صمتنا الحالم بغد أفضل..صمتنا الحالم بلحظة حب منفلتة من قبضة الزمن الجريح...
لم أرد لحظتها ،اكتفيت بنشوة دفء قبلة جميلة منه على أطراف أناملي الرقيقة..يالدفء لمساته..أفتقدك أفتقد دفء أنفاسك..ياعيناه الحزينتان..أي حزن رمادي ذاك ..؟
ياوجعا لم أشف منه بعد..تسكنني ياجرحا موجعا..ياحزنا جميلا..بل يا عشقا يختبئ بين السطور خوف البوح أو بحثا عن لحظة مشتاقة..آه لو تدري روعة أن نشتاق لإنسان لم نلتقه إلا حلما حلم يخاف وحشة الوحدة يوما ..يخاف مرارة أيام وليال باردة طوال.
تحاصرني كلماتك،تطوقني ،دفئها يبدد برودة غرفتي الباردة الزوايا..
.يضمنا الصمت من جديد..صمت يقاطعه صوت شاعرنا الحبيب..صوت يخلق دفئا.. حبا.. حلما..وليس أمامنا إلا الحلم الجميل.
#البتول_المحجوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟