أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فارس إيغو - النساء في إيران وتجديد دماء الثورة في العالم الإسلامي















المزيد.....


النساء في إيران وتجديد دماء الثورة في العالم الإسلامي


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 16:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد انتكاسة ثورات الربيع العربي، مع سقوط الحصن التونسي الأخير العام الماضي في يد الشعبوية السلطوية السعيدية، نشهد منذ أسابيع انتفاضة من نوع خاص لم تشهدها ثورات الربيع العربي عام 2011. لم تتحول بعد الانتفاضة الإيرانية إلى ثورة، وقد لا تنجح في هذا التحوّل، وقد يتم قمعها وإسكاتها من قبل نظام الملالي في إيران وميليشياته المسلحة، ولكن بالرغم من كل ذلك، سوف تتحول هذه الانتفاضة الفريدة من نوعها إلى ظاهرة تحررية جذرية تجتاح رويدا رويدا كل البلدان العربية والبلدان المسماة «إسلامية».
إنّ انتشار ظواهر الحجاب عند المرأة المسلمة واللحية السلفية والذبيبة على الجبين عند الرجل المسلم، لم تبدأ إلا مع الهجمة الأصولية على مظاهر الحداثة والمدنية الأوروبية التي بدأت تعم في المجتمعات والدول ذات الغالبية المسلمة، وبالخصوص في القاهرة والأستانة وتونس وغيرها من العواصم والحواضر في العالم العربي والإسلامي. يمكن تحديد بدايات القرن العشرين كتاريخ فاصل بين مرحلة صعود تاريخية سياسية واجتماعية ابتدأت مع دولة محمد علي باشا التحديثية في مصر عام 1805، ومع التنظيمات العثمانية في الثلث الثاني من القرن التاسع عشر، وامتدت على مدى قرن كامل، ومرحلة تراجع أو توقف بدأت ملامحها الفكرية تتضح مع فشل المحاورة الشهيرة بين الشيخ محمد عبده والمفكر العلماني فرح أنطون عام 1903. لقد دارت تلك المحاورة الشهيرة على صفحات مجلة المنار التي كان يديرها الشيخ محمد رشيد رضا مدير مجلة « المنار» الإسلامية الشهيرة، ومن الجانب الآخر على صفحات مجلة «الجامعة» التي كان يديرها فرح أنطون. انتهت المحاورة بافتراق الشخصيتين الكبيرتين، وتحول الصراع الفكري المنتج والثري بين الإسلاميين والعلمانيين إلى صراع سياسي وأيديولوجي استئصالي يمتنع فيه الحوار الذي يقلص مسافات الخلاف. ومن تكفير الإسلاميين للعلمانيين، وإخراجهم من دائرة «الأمة»، بداية لفتح الطريق أمام العنف والاغتيال السياسي، إلى تخوين العلمانيين للإسلاميين واتهامهم بإشعال «الفتنة» الوطنية، والشرخ العامودي للمجتمع، كمقدمة لقيام السلطات الأمنية العسكرية بزجهم بالمعتقلات بطريقة تعسفية، واستخدام أحكام الإعدام المتوحشة لإرهابهم وتركيع المجتمعات وجعلها تقبل بحكم الإرهاب الذي بدأ يسود منذ الخمسينيات والستينيات في مصر والعراق وسورية، وفي مرحلة لاحقة، ليبيا والسودان والصومال واليمن وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، وكانت ذروة هذه الممارسات المتوحشة إعدام سيد قطب صاحب معالم في الطريق، حيث تسببت هذه السلطات « التحديثية» في نشر الرعب والفوضى وتدمير كل أسس للاجتماع في الكثير من الدول العربية والإسلامية، وكان من نتيجتها تحويل العنف والاغتيال السياسي الذي مارسه الإخوان المسلمين عن طريق التنظيم السري الذي تشكل بعلم من مؤسس الإخوان حسن البنا إلى ما سمي في الثمانينيات بالجماعات السلفية الجهادية، والتي كانت ذروة ممارساتها الإرهابية مع الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام التي تفوقت في استخدامها للعنف الوحشي الأنظمة العسكرية الأمنية في مصر والعراق وسورية وليبيا والسودان.
أسست جماعة الإخوان المسلمين لما يسمى بـ «الإنفصالية» أو المجتمعات الجديدة التي كانت من رموزها الهوياتية البارزة للعيان الحجاب « الإسلامي» للمرأة، واللحية السلفية والذبيبة على الجبين للرجل. شكلت هذه الظواهر الخارجية، مع محاولات « أسلمة» المسلمين في مجتمعات « الجاهلية» الثانية بلغة سيد قطب في كتاب « العدالة الاجتماعية في الإسلام» (1954) وكتاب «معالم في الطريق» (1962 ـ 1964) بظاهرة « المسلم الأعلى» التي وصفها عالم النفس والمحلل النفسي الفرنسي التونسي فتحي بن سلامة في كتابه « رغبة هوجاء في التضحية: المسلم الأعلى» (1).
إنّ سياسات «الأسلمة» و «الإسلاموية»، تأتي لتمحي كل الفروقات الخصوصية للشعوب والأمم التي تدين في غالبيتها بالدين الإسلامي، والهدف هو إقامة «الأمة» لا على وحدة الأقاليم الإسلامية والخلافة الإسلامية التي أصبحت مستحيلة التحقق بل، على وحدة الهوية الإسلامية، بحيث تصبح كل المجتمعات حيث هناك غالبية من المسلمين متشابهة وفاقدة لكل خصائص الثقافة والتاريخ وهو ما يخالف ما جاء في بعض النصوص الدينية في الإسلام: يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (سورة الحجرات، 13).
إن الحجاب للمرأة والذقن السلفية للرجل هما عبارة عن تأكيد للهوية «الإسلاموية» أكثر منهما جزء من الهوية الإسلامية. وبالرغم من وجود نصوص قرآنية وأحاديث قد يجري تفسيرها أو تأويلها على هذا المنحى، لكن من الصعب اعتبارها فريضة على المرأة المسلمة أو الرجل المسلم. تظل هذه التعابير والمظاهر الشكلية نوعا من تأكيد وضعية «المسلم الأعلى»، أي كيف يكون المسلم بصورة وسواسية أكثر إسلاما، بمعنى آخر، إقامة التديّن على لوم النفس الدائم على اعتبارها مقصرة في إسلامها، إلى حد الوصول إلى «التضحية» بالنفس كوقود للجماعات السلفية الجهادية في العمليات الانتحارية.
حتى لو اعتبرنا أنّ الحجاب هو تعبير عن حشمة المرأة، ونعلم أن الحشمة هي من القيّم الأساسية التي تركز عليها كل الأديان، وبالخصوص أنّ الخطاب الديني يركز على المرأة أكثر بكثير مما على الرجل، حيث يجري التساهل معه (ربما لكون السلطة الدينية ما زالت في يد الرجال، حيث تعودنا على ترداد عبارة: رجال الدين)، لكن حتى الأخلاق العلمانية كانت تصر على التحشم في المجال العام، ومن المجحف اعتبار أنّ المرأة المسلمة الغير محجبة غير محتشمة من قبل الإسلامويين. هل كانت السيدة هدى شعراوي (1879 ـ 1947) الرمز الأول والطليعي للمرأة العربية والمسلمة في مقاومة الاستعمار، وكذلك في مقاومة الوضعية الدنيا للمرأة في العالم العربي والإسلامي، ورمز للتحرر من القيود الجائرة للمجتمع التقليدي في العصور الوسطى، هل كانت هذه السيدة العظيمة غير محتشمة عندما رفعت حجابها عام 1921 في استقبال الزعيم سعد زغلول العائد من المنفى؟ (2).
إن الخلاف في مسألة جواز كشف الوجه والكفين للمرأة المسلمة ما زال موجودا، ولم يجري حسم الرأي فيه لصالح القائلين باعتبار الحجاب فريضة على المرأة المسلمة أو للقائلين بخلاف ذلك. والنقطة الخلافية الأساسية هي في تفسير إحدى أهم آيات القرآن حول الحجاب، هل تعني تغطية الصدر أو تغطية الشعر؟ غياب الإجماع أو اليقين التفسيري فيما يخص هذه الآية القرآنية لا يعطي الحق لأي سلطة دينية أو سياسية على فرض الحجاب كما يحدث في الولاية الإسلامية الشيعية في قم أوالولاية الإسلامية السنية في قندهار.
ماذا يعني غياب الحسم في بعض الأمور الدينية الواردة في النص؟ أظن أنه يسير مع الذهاب نحو التيسير، تيسير الأمر على المؤمنين، أو الاحتكام إلى آيات أخرى، وفي هذه القضية العويصة لدينا آية: لا إكراه في الدين (سورة البقرة، 256) التي تشير إلى أهمية الحرية الدينية في الاعتقاد والممارسة. والحرية الدينية، هي في أساس قيام المجتمعات الديموقراطية التي يطالب بها أغلبية المسلمين اليوم في العالم العربي والإسلامي نتيجة لما عانوه من ويلات ومآسي في العقود الأخيرة على يد الاستبداد السياسي والديني.
بعد هذه التوطئة الطويلة، نعود إلى عنوان مقالتنا هذه حول ما يحدث في إيران منذ أسابيع.
أعتقد (ولا أجزم في الأمر) بأنّ معركة الحجاب الإسلامي قد فتحت بقوة من قبل النساء الإيرانيات وبمساندة من الكثير من الرجال الإيرانيين، ماذا يعني ذلك؟ إنه بداية للفهم العميق لـ «الثورة» في العالم العربي والإسلامي، الثورة بمعناها «الجذري» (راديكال، يعني الذهاب إلى أصول الظواهر)، أي الفهم الذي يقول بأنّ السياسي الحديث (الديموقراطي) لا يمكن أن يبنى إلا على أساس اجتماعي أيضا حديث، صلب ومتين، إنّه التغيير الذي يطال ليس فقط البنية السياسية للأنظمة في العالم العربي والإسلامي، ولكن أساس وبنية القيم والمبادئ الناظمة للمجتمعات العربية والإسلامية، وأولهما حرية المرأة والحرية الدينية، وليس الثورة في معناها السياسي ـ السياسوي كما هو الأمر لدى معظم المعارضات في العالم العربي والإسلامي، وأولها المعارضة السورية الائتلافية وملحقاتها والطامعين في خلافتها، وكما أراد الكثيرون فرضه منذ بداية الربيع العربي على الثورات بحجج مختلفة. اليوم، النساء الإيرانيات، وإلى جانبهم الكثير من الرجال في إيران، يرون غير ذلك. لا بدّ من إسقاط البنية البطريركية للقاع العميق للمجتمعات العربية والإسلامية، لا يعني ذلك أي عدائية للدين، ليس ذلك في وارد تفكيرنا بالمطلق، فالنساء الإيرانيات لا يثرن ضد الإسلام بل، ضد فهم معيّن للإسلام، إنّه فهم يسير جنبا إلى جنب مع بنى الاستبداد السياسي السائدة، إنهم يثورون ضد الفهم المجتزئ والسياسوي للتغيير، نعم نريد الديموقراطية (يقول الكثيرون)، نحن مع صندوقة الاقتراع لكن، لا يمكن أن نتخلى عن الأسرة التقليدية، عن التديّن التقليدي، عن القسر في التديّن، عن التخلي عن تقييد المرأة في قالب اجتماعي شرّعه لها الرجال والرجال فقط. هذا الفهم السطحي للتغيير أصبح يقود إلى أفق مسدود!!!
يسير هذا الفهم الاختزالي للتغيير مع تحوّل اليسار في الغرب من الدفاع عن الأمة إلى الدفاع عن الجماعات، من النضال من أجل بعض القيم الكونية إلى الحرص على النسبية الثقافية المطلقة إلى حد الدفاع عن الختان للفتيات المسلمات، على الرغم من أنّ الأزهر نفسه ـ قلعة التقليد والحفاظ على مكاسب السلطوية الكهنوتية ـ هو ذاته أدان الختان، بينما اليساريين في الغرب يحاولون استمالة الإسلاميين في تحالفات مشبوهة وضد الطبيعة، وهو ما دعى البعض من إطلاق تسمية على هذا اليسار هي «اليسار الإسلامي الإنفصالي أو الجماعاتي». ونتذكر الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو وإعجابه الكبير بالثورة الإسلامية في إيران، لقد قام فوكو من خلال زيارتيه لطهران في نهاية عام 1978 وبداية عام 1979 لصالح صحيفة إيطالية بعمل ريبورتاج عن الثورة الإسلامية في إيران، وكتب عدة مقالات. وقد إنتُقد كثيراً في هذا الريبورتاج والمقالات التي كتبها من طهران للصحيفة الإيطالية التي كان مرسلاً من قبلها لإستطلاع الوضع في إيران، وأيضا على حماسته الزائدة والغير متبصرة لتلك الثورة. لقد وصف فوكو ما يحدث في إيران على أنه إستفاقة لما دعاه بـ «الروحانية السياسية» وليس «الثيولوجيا السياسية». لكن، كيف ستترجم هذه الروحانية السياسية؟ بقي هذا الأمر غائبا عن هذا الفيلسوف المنهك والمتعب من العقلانية الديكارتية الباردة لهذا الغرب الشائخ. لقد كانت انتكاسة فوكو السياسية نحو الإعجاب بالـ «الثيولوجيا الإسلامية السياسية» بداية لإنزلاق اليسار الغربي كله نحو مواقع تبعد كثيرا عن مفاهيم الدولة ـ الأمة، والوطنية والمواطنة، والدفاع عن الشعب، وخاصة الدفاع عن العلمانية التي أصبحت قبلتها وبوصلتها تنزاح من ناحية الأحزاب اليسارية في اتجاه أحزاب اليمين في الغرب.
لقد صدمت وفاة مهسا أميني في أقبية القتلة الشعب الإيراني، وأشعلت شرارة الغضب في الشارع الإيراني. في الثالث عشر من الشهر الماضي، قامت فرقة من الآداب «الإسلامية» (التي تضم رجالا ونساءا) بالقبض على الشابة البالغة من العمر 22 عاما لارتدائها «ملابس غير لائقة»، والتي تُظهر خصلة من شعرها. اعتقلت الفتاة المسكينة وسجنت وعذبت في أحد سجون العاصمة طهران، ودخلت في غيبوبة وتم إرسالها إلى المستشفى، حيث توفيت بعد ثلاثة أيام.
لقد كانت هذه هي الشرارة التي أشعلت الانتفاضة ضد الحجاب الإجباري في إيران.
بعد أكثر من خمسة أسابيع من الاحتجاجات في إيران، لم تتوقف النساء عن الاحتجاج. يواصلن بفخر التلويح بحجابهن في الهواء. لكن مطالبهن بذهاب حكم الملالي تُقمع بالدماء والعنف من قبل هذا النظام. لقد لقي أكثر من مئة شخصاً نهايتهم بالرصاص الحي أو التعذيب الوحشي منذ بداية المظاهرات بحسب منظمة غير حكومية محلية. ومن بينهن، أصبحت النساء هم وجه الحركة.
صوت نيكا شكارامي الملائكي لا يزال يدوي. هذه الفتاة المراهقة والبالغة من العمر 17 عاماً كانت قد اختفت في إحدى المظاهرات، ولم تصل أخبارها عائلتها. بعد أيام، أعادت قوات الأمن الإيرانية جثة الشابة لأهلها. لقد كانت مصابة بكسر في الأنف والجمجمة نتيجة التعذيب الوحشي الهمجي. وهي لم تكن الضحية الوحيدة لقمع النظام الإيراني منذ بدء الاحتجاجات. وفي مقطع فيديو سجلته بنفسها بينما كانت تستعد للنزول إلى الشارع، قالت هاديس نجفي البالغة من العمر 22 عاما: «آمل فعلا أن أشعر بعد أن يكون كل شيء قد تغيّر بعد سنوات من اليوم، بالفرح لمشاركتي في هذا الاحتجاج». وفي تظاهرة في 21 سبتمبر توفت هاديس بستة رصاصات أُطلقت عليها في الرأس والرقبة والصدر.
منذ اليوم التالي لظهور الجمهورية الإسلامية، كان أول إجراء للخميني للهيمنة على المجتمع هو الحجاب الإجباري. اليوم، وبعد أربعين عاما، المرأة الإيرانية تحرق بفخر أكثر رموز الديكتاتورية الدينية وضوحا: الحجاب الإجباري، ولا أظن أن الكثيرمن النساء سيضعن اختيارياً الحجاب مرة أخرى في حالة شيوع الحريات السياسية والدينية في العالم العربي والإسلامي.
الهوامش
(1) فتحي بن سلامة في كتابه « رغبة هوجاء في التضحية: المسلم الأعلى»، ترجمة محمد الحاج سالم، أنباء تونس، الطبعة العربية الأولى عام 2016.
(2) عام 1920، قامت النساء اللاتي شاركن في مظاهرات 1919 والمتزوجات من زعماء وفديين بتأسيس لجنة الوفد المركزية للسيدات وانتخبت هدى شعراوي رئيسة لها. وقد لعبت الحرب العالمية الثانية دورًا مهمًا في توسيع نطاق الدعم الشعبي للوفد، من خلال تعزيز صلته بباقي الجمعيات النسائية. ومن ثم لعب دور مؤثر في الضغط على الحكومة البريطانية خلال مفاوضات الاستقلال على ضوء نفي سعد زغلول. استمرت شعراوي تعمل بنشاط كرئيسة للجنة الوفد المركزية للسيدات رغم وفاة زوجها في خضم الحركة الوطنية. واصلت نساء الوفد حملتهن للمطالبة بعودة الزعماء الوطنيين المحتجزين خارج البلاد. طالبت هدى شعراوي رئيس الوزراء البريطاني بالإفراج عن سعد زغلول والآخرين، ووقف الاستبداد الذي يمارسه البريطانييون في مصر.
وفي العام 1921 وفي أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، اتخذت شعراوي قراراً وخطوة رمزية، حيث قامت بخلع الحجاب علانية أمام الناس وداسته بقدميها مع زميلتها سيزا نبراوي، وقد تم استقبالهما بالتصفيق من قبل حشد من النساء منهن من خلعن الحجاب أيضاً. وكتبت في مذكراتها : «ورفعنا النقاب أنا وسكيرتيرتي سيزا نبراوي وقرأنا الفاتحة ثم خطونا على سلم الباخرة مكشوفتي الوجه، وتلفتنا لنرى تأثير الوجه الذي يبدو سافراً لأول مرة بين الجموع، فلم نجد له تأثيراً أبداً لأن كل الناس كانوا متوجهين نحو سعد متشوقين إلى طلعته».
في الذكرى الرابعة لأول مظاهرة للنساء الوطنيات (16 مارس 1923)، دعت شعراوي لجنة الوفد المركزية للسيدات إلى إنشاء جمعية نسوية مستقلة «لتدعيم وضع المرأة المصرية والمطالبة بحقوقها». بذلك تم تأسيس الاتحاد النسائي المصري وانتخبت هدى شعراوي رئيسة له. إلا أن الحركة واجهت انتكاسة عندما تجاهل الدستور المصري الصادر عقب الاستقلال دور النساء في الكفاح من أجل التحرير وقصر ممارسة الحقوق السياسية على الرجال المصريين. وقد عبرت شعراوي عن خيبة الأمل التي شعرت بها هي وباقي النساء جراء الوعود التي قطعها الرجال الوفديون خلال الكفاح من أجل التحرر ولم يوفوا بها. أدى ذلك إلى انطلاق الاتحاد النسائي المصري في مرحلة جديدة للمطالبة باسترداد الحقوق الضائعة للمرأة المصرية.
(المصدر: ويكيبيديا).



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاربون من الاستبداد، والهاربون من الجوع والموت البطيء
- إشكاليّة مفهوم ((الأمة)) في الفقه السياسي الأصولي (قراءة نقد ...
- الحرب الروسية على أوكرانيا والنزعة السلافيّة المتطرفة في روس ...
- صراع الديموس والكراتوس في الديموقراطية على ضوء نتائج الدور ا ...
- الحملة الروسية على أوكرانيا وبداية تداعي الإمبراطورية الروسي ...
- هل يستطيع الرئيس الروسي أن يربح هذه الحرب؟
- الإصلاح الديني والإسلام السياسي في عصر النهضة بين القطيعة وا ...
- معضلة الإصلاح الديني ومقولة ((الإسلام الصحيح)) والحل التأويل ...
- الانسحاب الأمريكي من أفغانستان: ما هي العواقب الاستراتيجية
- تفكيك دعوى غياب الكهنوت في الإسلام؟ (الشيخ محمد عبده مثالاً)
- المعارضة السورية الجديدة، هل فعلاً من جديد؟
- الفلسفة في علاقتها مع العلم
- انقلاب دستوري في تونس
- محنة المثقف في العالم العربي والإسلامي (نصر حامد أبو زيد نمو ...
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق (القسم الثاني)
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق عام 2007 (إصلاح المعارضة السور ...
- هل كنا ساذجين؟ المعارضة السورية 1970 2020 (الجزء الأول)
- الغرب بين الإندماج والإدماج التماثلي
- تطور مفهوم الأيديولوجيا عند المفكرين الماركسيين
- المشكلة في تعريف السياسة!


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فارس إيغو - النساء في إيران وتجديد دماء الثورة في العالم الإسلامي