مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 14:47
المحور:
الادب والفن
كنتُ ثالث ثلاثة رفعوهم على الصليب للموت،
لكنني...
وبسحر الكتابة أغويت يهوذا كي يسلمهم جسدًا غير جسدي...
إذا استوى صاحبه على خشبة الصلب نادى أباه، ثُم ابتسم في وجه الطغاة، وقال:
طوبى للموعودين لا الراغبين اصطفيتُ...
في الطريق..
حين صلبوا جسدًا طيبًا غير جسدي،
ارتكبت حين مدت امرأة تدعي الإيمان بي، منديلاً كي أمسح عن روح العالم كل الخطيئة،
فتركتُ أثري في منديلها،
واختفيت...
كنتُ في أثر مطلوبين فارين من آلة الكراهية الرجيمة، ولما أدركتهما، ناداني رجلٌ مباركٌ، وقال:
- لا تدلل علينا، ولك مُلكُ الكتابة، وتاجُ غوايتها،
فارتضيت...
وعلى باب الغار حيث اختفيا، كتبتُ مشهدًا شعريًا؛
عن حمامتين باضتا، وعنكبوت نادرة، لا تأكل الأزواج،
ولما قرأت المشهد على الجالسين حولي أقسموا، أنّ الكتابة لا تكذب أبدًا،
وخلّوا سبيل الرجلين...
مرة؛ اتهموني أني ابن أمي،
وأن طراوة قلبها وضفيرتيها ذاتُ أثرٍ على روحي،
حين كنتُ أبيع غديرتي على قارعة الطريق لأجل دواء رجل أحبٓ الكتابة،
حتى الممات...
علمته حين اشتد الخصام، وارتبك الكلام في مسوداته الأولى، وصار بعدي يرددها:
- ربِّ مسني شيطانُ الكتابة، حتى اغتويت...
لو أنني يومًا أعود إلى أصل الوجود؛
فأختار أن أكون غيمة، أو مطرًا، أو نهرًا يجري كنهر النيل على الدوام، ولا اشتكيت...
لو أنني غابة!
لو أنني ريح!
لو أنني بندول!
لو أنني بحر!
لو أنني...
لو أنني أيّ شيء غير الكتابة، ما اشتكيت!!
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟