وجهات نظر عالمية أخرى فى التقدم والتطور

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 13:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

منذ أن بدأت الصين نهضتها الحديثة عام 1978 ثم نهضتها غير المسبوقة عالميا مطلع التسعينيات مع ظهور العولمة الجديدة فى عصر الرئيس الأمريكى بيل كلينتون والصين تتقدم كل يوم خطوات على طريق التقدم والتطور . إن أول الطريق الصحيح هو تقدير وتقييم الوضع الحالى الذى أوضح للصين أنها تحتاج إلى شيئين رئيسيين هما محاربة الفساد قبل محاربة الفقر والأخذ بالعلم وتعليم الناس حتى لو كان العلم خارج الصين . إن الطريق الصينى الجديد اعتمد على أن معظم البشر لا تهمهم الأنظمة السياسية ولكن يهمهم تحسن الحالة الاقتصادية والأمن والأمان والمساواة والعدالة ، لذلك فنحن نرى ثمار النجاح الآن فى الصين الجديدة وهى تخرج الشعب الصينى من الفقر إلى الأمان الاقتصادى وفى نفس الوقت تعترف بوجود فساد ولكن تحاربه وتنجح فى محاربته ، ثم تنجح فى تشجيع ومساندة كل المتميزين الحقيقيين فى الصناعة والزراعة والتجارة والعلم والتكنولوجيا لتجعلهم مليونيرات ضمن ١٥٠ مليون مليونير فى تطور غريب للاشتراكية والشيوعية والاستفادة القصوى من العولمة الأمريكية التى انتشرت منذ حوالى ثلاثين عاما .
الشيء الغريب فى الصين هو نجاح الحزب الشيوعى الصينى الحاكم (المستبد فى رأى الكثيرين) فى ضم معظم المتميزين فى الجامعات والمعاهد العليا والمراكز البحثية بل والمتميزين المهنيين والفنيين وأرباب الصناعة والزراعة والتجارة والعلم والتكنولوجيا والثقافة والفن والرياضة إلى نظامه والسماح لهم بالترقي والوصول الى اللجنة المركزية التى تتحكم فى كل مفاصل الدولة وحتى فى تعيين الرئيس ووضع سياسة الدولة على المدى القصير والطويل بل والبعيد جدا حتى خمسين عاما. أما النجاح الاعظم فكان فى أن تحذو حذو دولة صغيرة مؤثرة فى شرق آسيا وهى سنغافورة فى إغلاق باب دخول المال إلى السياسة والتعليم والصحة الذى يجعل الدولة تحت رحمة رجال الأعمال مما ساعد الصين على أن تصبح أكبر مصدر بضائع فى العالم وأكبر مقدم للإبتكارات والإبداع فى العالم وثانى أكبر اقتصاد فى العالم منذ عام ٢٠١٠ وفى نفس الوقت لم تنس التقدم الرياضى والثقافى والفنى وإدماج الشعب فى تلك التطورات.
إن أعظم شيء فى الجيل الحالى فى الصين هو الاعتراف بأن العلم هو الأساس الذى يمكن أن تبنى عليه الحضارة الحديثة المتمسة بالطابع العلمى التكنولوجى قبل العامل التاريخى ، لذلك فهى لم تعاد الحضارة الغربية ولا حتى الولايات المتحدة التى تعاديها لاعترافها بأن النظام الأمريكى له إيجابيات كثيرة يجب تطبيقها فى الصين الجديدة ، لذلك أرسلت الصين وماتزال ترسل البعثات التعليمية إلى استراليا وسنغافورة وأوروبا وامريكا الشمالية برغم عداوة الولايات المتحدة لها وتستقطب كذلك رواد العلم فى العالم وتفتش عنهم فى دول العالم الثالث ليلتقوا بشباب الصين وينقلوا لهم الخبرات التى لا تقدر بثمن .
نحن أمام تجربة إنسانية غير مسبوقة لا تعتمد كثيرا على النظم السياسية الغربية ولا الديموقراطية الغربية ولكنها فى نفس الوقت يهمها المواطن بصورة أكبر من الغرب ، حيث أنها أغلقت مدنا بكاملها أمام عدم تفشى وباء قد يقتل عدة مئات ولم تفعل مثلما فعلت الولايات المتحدة التى لم توقف أى أعمال برغم تفشى وباء كورونا فحصد الوباء أرواح أكثر من مليون أمريكى برغم أن الولايات المتحدة اكبر بلاد العالم فى التقدم العلمى والتكنولوجى .
إن دراسة تجارب شرق العالم فى سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا وفيتنام قد يفيدنا ويحفزنا فى المنطقة العربية لنجعل العلم هو الطريق الأعلى مقاما والواجب السير فيه قبل التفاخر بالتاريخ الماضى

#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات