عبد الإله بسكمار
الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 20:23
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
جميل جدا ان تلتحق تازة بالمدن العتيقة التي تمت تهيئة أسواقها التقليدية، ونقصد التسقيف والترصيف على وجه الخصوص، وهو المنجز الذي تم خلال الولاية السابقة للمجلس الجماعي، لكن هذا المكسب بالنسبة لتازة لن يغير للأسف الشديد من واقع حال المدينة العتيقة، بسبب غياب نظرة شمولية تتغيا تحديد الأسباب الحقيقية وراء الجمود التنموي والكساد التجاري الذي استفحل خلال السنوات الأخيرة ( يضاف إلى مشكل تقادم الشبكة الكهربائية ) مع تنقيل جملة مؤسسات ومصالح حيوية إلى تازة الجديدة كمحكمة الاستئناف والمحطة الطرقية على سبيل المثال، هذه الأخيرة كانت مقررة في الأصل وخلال الفترة الجماعية الاستقلالية على أرضية " السوق البراني " سابقا والتي بنيت بالفعل على هذا الأساس خاصة وأنها تستجيب لمعايير مشروع الطريق الدائري الذي كان سيمر عبر تازة العتيقة حاملا إمكانية إنعاشها اقتصاديا وسياحيا وثقافيا، غير أن أغلبية اتحادية وبدءا من فترة 1992 رات شيئا آخر، حيث حولت مبنى المحطة إياه إلى مقر للجماعة الحضرية تازة العتيقة، مقر لأي غرض ؟ للتاريخ أن يحكم .
وغير المحطة الطرقية المجهضة هناك الضرر البليغ الناشئ عن حذف مستشفى ابن رشد الإقليمي ورغم ما قيل وكتب عن إحيائه، فلم نرأي بصيص له، حيث إن ابن تازة العتيقة يشحن بطاقة من الحزن المريرحين يعاين كل هذا التراجع، ويضاف إلى ذلك ما يتم التحضير له من إجهاز على أهم معلمة دينية وحضارية بتازة وهي المسجد الأعظم والذي تم تخريبه منذ العديد من الأشهر باسم الترميم ( ترميم ماذا ؟ ) في شروط وظروف غامضة تبعث على التساؤل ودون تشوير قانوني أو تنوير للرأي العام من قبل نظارة الأوقاف وإدارة الشؤون الإسلامية، وإذا أضفنا أحوال المآثر التاريخية من مساجد وأسوار وأبواب وأضرحة علاوة على حالة البستيون السعدي تتضح الصورة كاملة لمدينة منكوبة ولله الأمرمن قبل ومن بعد.
* رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث
#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟