أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - من الأشبال إلى الأسود: نحو انتفاضة فلسطينية جديدة














المزيد.....

من الأشبال إلى الأسود: نحو انتفاضة فلسطينية جديدة


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 10:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


فقدت «السلطة الوطنية الفلسطينية» منذ زمن طويل ما كان لها من وطنية محدودة بحكم ظروف قيامها في إطار اتفاق مع السلطة الحقيقية، سلطة الاحتلال الصهيوني. بل فقدت حتى هيبتها القمعية، إذ لم يعد الشعب الفلسطيني، ولاسيما شبابه، ينصاعون لأوامر وتعليمات تلك «السلطة» التي يتزعّمها رجلٌ بات يترأسها منذ 17 عاماً، وقد غدا رئيساً مدى الحياة من خلال التمديد غير المحدود لولايته بحجة الظروف الناشئة عن انقسام مشروع «الدولة الفلسطينية المستقلة» إلى دويلتين حبيستين.
والحقيقة أن رهان الدولة الصهيونية وعرّابها الأمريكي وحلفائهما على أن يؤدّي مشروع الدولة الذي نجم عن اتفاقيات أوسلو لعام 1993 إلى تدجين الشعب الفلسطيني، بعد أن خضّ أركان النظام الصهيوني بانتفاضته العظمى في عام 1988، ذلك الرهان أصيب بفشل ذريع. كان فشله الأول في خيبة الأمل العارمة التي شملت مؤسس «السلطة الفلسطينية» ذاته، بعد أن توهّم ببلوغ حلمه بالدولة «المستقلة» من خلال الاتفاق والتعاون مع الحكم الصهيوني، إذ رأى الجميع بعد سنوات قليلة أن هذا الحكم انتهز فرصة سلام الغشّ كي يضاعف نشاطه الاستيطاني في الضفة الغربية. فكانت انتفاضة الأقصى التي انطلقت في خريف عام 2000، والتي استوعبتها إسرائيل سياسياً بسهولة أكبر مما واجهته من إرباك إزاء الانتفاضة الأولى، حيث وقعت الثانية في فخ حمل السلاح بما سمح للحكم الصهيوني تصوير قمعه لها كأنه حربٌ بين معسكرين، وهو ما يناسب الدولة الصهيونية القائمة على الحرب بطبيعتها.
وبعد القمع الوحشي لانتفاضة الأقصى، الذي ختمه قتل ياسر عرفات ذاته في عام 2004 وانتخاب محمود عبّاس خلفاً له في عام 2005 بمباركة إسرائيلية وأمريكية، جاءت محاولة ثانية في ترويض شعب الضفة الغربية، لاسيما بعد الانفصال الذي تمّ بين الضفة وقطاع غزة بدءاً من عام 2007. وقد اعتمد التدجين على دولارات المساعدة الدولية بشتى أطرافها، التي كانت الغاية منها القضاء على روح التمرّد لدى الفلسطينيين من خلال زجّ بعضهم في السعي وراء المال، الأمر الذي ترافق بفساد بالغ. وقد نجح الترويض في ثني الجيل الذي عرف الانتفاضة الثانية وهُزم فيها عن الانتفاض جماعياً ضد المحتلّ.

الظروف المعيشية الفلسطينية باتت تتدهور على خلفية الأزمة العالمية والخناق الإسرائيلي. وهذا الجيل هو الذي بدأ يتحرّك مستقلاً عن الأطر التنظيمية التقليدية، من فتح وحماس وسواهما

بيد أن جيلاً جديداً ممن كانوا أشبالاً في العقد الأول من القرن الراهن بلغ الآن سنّ الثورة غير مدجّنٍ، لا من حيث الإحباط في وجه الآلة العسكرية الصهيونية وأدواتها القمعية الفلسطينية ولا من حيث دور الدولارات في الإفساد، إذ إن الظروف المعيشية الفلسطينية باتت تتدهور على خلفية الأزمة العالمية والخناق الإسرائيلي. وهذا الجيل هو الذي بدأ يتحرّك مستقلاً عن الأطر التنظيمية التقليدية، من فتح وحماس وسواهما، معبّراً عن سخطه العظيم من الاضطهاد الصهيوني الذي ما فتئ ثقله يتزايد على خلفية انزلاق المجتمع الإسرائيلي غير المتناهي نحو أقاصي اليمين. وكانت بداية الانتفاضة التي انطلقت من القدس قبل عام ونصف مبشّرة بموجة جديدة من النضال الشعبي ضد الاحتلال، قبل أن تجهضها حماس بإطلاقها صواريخ «درع القدس» وتحويل الحالة إلى حرب، على غرار خطأ انتفاضة الأقصى في حمل السلاح.
هذا وها أن أشبال الأمس استحالوا أسوداً وأخذ أكثرهم بأساً يشكّلون جماعات قتالية مستقلة في شتى أنحاء الضفة الغربية، منها «عرين الأسود» في نابلس ومحيطها و«كتيبة جنين» وغيرهما من المجموعات والكتائب. وتقوم هذه الجماعات بتنفيذ عمليات مقاومة ضد المحتلّين بما يؤدّي بقوات الاحتلال إلى تصعيد قمعها بمختلف أشكاله، الأمر الذي يثير بدوره سخطاً جماعياً لدى مجتمع فلسطيني لم يعد قادراً على تحمّل سلوك المحتلّين، فتخرج الجماهير لتعبّر عن سخطها مثلما فعلت يوم الثلاثاء.
فثمة أمر بالغ الأهمية ينبغي على الجماعات الشبابية الجديدة أن تنتبه إليه. فإن استخدامها للسلاح يجب أن يبقى هادفاً إلى دفع الأمور نحو الثورة الشعبية من خلال استفزاز المحتلّين والاتكال على فظاظتهم القمعية في تثوير المجتمع بأسره. إنه تكتيك استخدام السلاح كما فهمته جماعات ثورية عديدة عبر التاريخ، رأت في أعمالها المسلّحة وسيلة لحضّ الشعب على الانتفاض بلا أن تكون لديها أي نية أو وهم في الاستعاضة عن الثورة الشعبية بأعمالها المسلحة. إذ يجب أن تبقى الغاية إثارة انتفاضة جديدة على غرار انتفاضة عام 1988 وليس جولة حربية جديدة على غرار ما حلّ بانتفاضة الأقصى وحروب غزّة المتتالية.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مغزى القرار النفطي السعودي؟
- حلف الناتو: من سيء إلى أسوأ
- قراءة في خطاب فلاديمير بوتين
- السلاح بيد الجاهل يجرح!
- تحية لنساء إيران البواسل!
- انقلاب الموازين بين روسيا وإيران وعواقبه الإقليمية
- الاعتداء على النساء نهج الجبناء
- الاقتداء بمقتدى هو الحلّ!
- “ثقافة الإلغاء” في منطقتنا: ليس رشدي سوى أحدث نماذجها
- مصير غزة والمصير الفلسطيني: عودٌ على بدء
- سياسة واشنطن إزاء الصين: من الدهاء إلى الغباء
- كفى نفاقاً: قيس سعيّد صنيعٌ وليس صانعاً
- حينما يتصارع الكبار ينفرج الصغار
- زيارة بايدن في المنظور الاستراتيجي
- عسكر السودان: أخلاق مسالمة أم خوف من الشعب؟
- إنكار الاستقلالية باسم الجيوسياسة و/أو السلم
- حلف الناتو بين الهائج والهادئ
- روسيا وإيران تسرّعان مشروعهما المنافس لقناة السويس
- ملك بلجيكا يعرب عن «أسفه»
- في استقبال اللاجئين وبيتنا الزجاجي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - من الأشبال إلى الأسود: نحو انتفاضة فلسطينية جديدة