كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 10:29
المحور:
الادب والفن
كان بيتا محاطا بالغموض....بعد الواحدة ظهرا تزحف نحوه سيارة اجرة وسخة .. ويسكن انينها حتى فجر اليوم الثاني ..امراة حنطية ممتلئة خلّف الجدري على وجهها اثاره واستوطنتها عصبية غير عدائية ..اما زوجها ابو داود.. فهو ممتليء الجسم له عيون ثعلب ..كان عمر اكبر اولاده لم يتجاوز العقد واخواه يصغرانه بسنوات ..في تلك الايام كان جارهم يسمع من غرفته اللصيقة بهم صراخ المرأة ووقع اللكمات في ليالي الشتاء .. في الصبح حين تستأنف العجلة انينها لا يشم الجيران اثرا لمعارك الليل ويمر اليوم على البيت كأنه زاخر بالسلام ..ويغطس ابو داود بسفاهة السواق وتبادل السب والشتائم والطرف الفاضحة او بعنوان لامراة صيادة .. فيما تظهر امراته لتتبضع وهي تسح صغيرها المدلل الخامل ثم تغلق الباب حتى الصباح الاخر .
اتى بنجله من امرأته الطليقة .. ووضعه منفردا بحجرة واغلقها , ثم تناول سوطا وهوى به على جسده الغض حتى كاد يبلغ الغيبوبة , وخاطبه بعيون مجمرة :
ــ اسمع يا كلب .. ان سألك القاضي .. فقل له (اريد ابي ).. أي كلام اخر تقوله .. ساجلدك حتى تزهق..هكذا احتفظ الرجل بولده اسماعيل في بيته .. محروما من حنان الام .. ليعايش اذلال ام داود له ويتشرب كل لحظة بنظراتها الحاقدة وصفعها المفرغ من ذرة رحمة ..
نشطت غريزة النهب وهذا بلد مباح ..اسابيع قليلة كانت تكفي لنهب بلد ونقله الى بلد..كان رجال السلطة اول من شرعوا بالاستيلاء فقد دخلوا القصور الاميرية واستولوا على سبائك الذهب والاموال والتحف ..
يروي البديل
.. تلك حجة الهدف من ورائها ان تحجره عن العالم ...وحين فكرت بعلاجه قالت لجارها (نحن لا نريده ان يتعافى .. نريد ان يخبرنا الطبيب متى سيموت او هل سيظل حيا فتتواصل فينا المعاناة ) .. انه يحاول ان يستغيث .. ان يحتج .. او يطلب شيئا فلا يستطيع .. وان حاول بالاشارات فلا احد يبالي به .. هكذا انطبع غيظ والم فاتك في عينيه وتغضن جبينه بعمق وبادرته قوة الشيخوخة .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟