أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد اسماعيل اسماعيل - ذنب الحصان _ مسرحية للأطفال















المزيد.....


ذنب الحصان _ مسرحية للأطفال


أحمد اسماعيل اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


( المنظر :غابة مترامية الأطراف. الوقت صباح يوم مشرق ،يظهر
الثعلب والحصان و الذئب فرحين . يرقصون و يترنمون بأغنية ما..)
الثلاث : تر لا لا تر لا لا
تر لا لا تر لا لا
( الذئب و الثعلب يؤديان حركات فرح مصطنعة ,ويعويان برقة
مفتعلة الحصان يصهل بسرور ...)
الثعلب : ( بمبالغة مفتعلة ) آه ،آه يا قلبي .
الحصان : ( بطيبة ) سلامتك يا صديقي .
الذئب : ما به قبلك ؟
الثعلب : إنه يخفق بشدة كبيرة .
الذئب : هذا لأنك أجهدت نفسك بالقفز والرقص .
الثعلب : إنها السعادة يا صديقي ,السرور الصاعق كتيار كهربائي .
الحصان : ( باستغراب ) السرور الصاعق ؟!
الثعلب : نعم . تعال . تعال يا أغلى صديق، لتسمع قلبي السعيد وهو
يعزف لحن الصداقة .
( يضع الحصان أذنه على صدر الثعلب الذي يمسد رأس
وجسد الحصان و يتشممه ...) ياه . كم هو لذيذ !!
الحصان : ( يبتعد. باستغراب ) ماذا قلت ؟
الثعلب : ( مستدركاً ) قلت : إن قلبي منشرح . يعزف لحن الوفاء و
الإخلاص ،إنه يقول : الحصان .الحصان . تك. تك .
الذئب : (بحنق) فقط ؟! الحصان فقط ؟
الذئب : ( بخوف) ويقول: دم . دم . الذئب . الذئب .
الذئب : (يدنو من الثعلب) دعني أنصت إليه .
الثعلب : (بمكر وخوف ) لماذا لا تستمع إلى قلب صديقنا الحصان ؟
لدقات قلبه نغمات لذيذة يا صديقي.
الذئب : لذيذة ؟
(يندفع نحو الحصان ،يتبعه الثعلب ، يضعان رأسيهما على
صدر الحصان بنشوة )
الذئب و الثعلب :(بنشوة ) ما ألذ وأشهى قلبك يا صديقنا !!
الحصان : إنه ينبض فرحاً بصداقتنا .
الذئب والثعلب : ما أشهى صداقتنا !
الحصان : ما رأيكما بها ؟
الذئب : لذيذة .
الحصان: (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( يلكز الذئب ) رائعة ، رائعة يا صديقنا، ستصبح صداقتنا
مضرب المثل في الغابة كلها .
الذئب : سيقتنع الجميع بأن الصداقة ممكنة بين الحصان والذئب .
الثعلب : نعم .
الذئب : وستصبح رؤية الذئب وهو يزور الغزلان والخراف عادية .
الثعلب : وسيعتاد الجميع رؤية الدجاجة و البطة وهما يستقبلان الثعلب في
مكان سكناهما بترحاب و مودة .
الحصان : ( بتأثر ) وسيعم السلام في غابتنا .
الثعلب : يا سلام !
الذئب : عاش السلام .
الحصان : ( بعد تفكير ) لقد نسينا أمراً في غاية الأهمية يا أصدقاء .
الثعلب و الذئب : ( باستغراب ) ما هو ؟
الحصان : القسم .
الثعلب و الثعلب : القسم ؟! نقسم على ماذا ؟
الحصان : على الإخلاص و الوفاء و المحبة ؟
( يمدون أيديهم باسطين أكفهم )
الثعلب : نقسم أن نكون مخلصين أوفياء .
الذئب :(بمفرده ) نقسم أن تكون مخلصين أوفياء .
الثعلب : لماذا لا تردد القسم يا صديقي الحصان ؟
الحصان : بماذا أقسمتما ؟
الذئب : أقسمنا ب..
الحصان : بماذا ؟
الذئب : لا أعرف ، أقسمنا على الإخلاص والوفاء .
الحصان : حسن ، ولكن بماذا أقسمنا ؟
الثعلب : ( بمكر ) لا بأس يا صديقنا ، مدا أيديكما ورددا خلفي : نقسم
بشرفنا وعقيدتنا أن نخلص لبعضنا البعض و نكون أوفياء
متحابين.
الحصان : دائماً .
الذئب : دائماً و أبداً .
الثعلب : في السراء و الضراء .
الذئب : في الليل و النهار .
الثعلب : في الصيف و الشتاء. في الربيع و الخريف .
الحصان : حسناً . حسناً يا صديقيَّ . منذ هذه اللحظة نحن أصدقاء
مخلصون .
الثعلب : و أخوة يغنون معاُ .
الثلاثة : تر لا لا تر لا لا
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
بالود نسير للخير العميم
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
وحصان رشيق صهيله زغاريد
تر لا لا تر لا لا
( يتغير المنظر : مرج واسع تكثر فيه الخضرة والمياه ، يظهر
الحصان سعيداً وهو يغني و يقفز هنا وهناك ،يدخل الديك
تستوقفه كلمات الأغنية التي يستمع إليها , فترتسم على وجهه
علامات الدهشة )
الديك : ( يقلد الحصان )
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
تر لا لا تر لا لا
( بسخرية و غيظ ) يا سلام . يا سلام يا صديقي الحصان .
كلمات أغنيتك هذه رائعة .
الحصان : حقاً ؟
الديك :نعم . لكن لي ملاحظة بسيطة جداً بشأنها .
الحصان : ما هي ؟
الديك : كلمات هذه الأغنية غريبة ، لا يمكن أن يرددها ذكي ومن
يؤديها ما هو سوى غبي ،أو معتوه .
الحصان : ( بانفعال ) لست غبياً , ولا معتوه أيها الديك .
الديك : أعرف ذلك تماماً , فمن غير المعقول أن نصدق الثعلب أو
الذئب كما تقول كلمات هذه الأغنية .

الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصان .
الديك : هذا صحيح . الذئب والثعلب صديقان مخلصان لبعضهما
البعض دائماً .
الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصين لي أنا أيضاً .
الديك : لا شك أنك تمزح ؟
الحصان : إني جاد فيما أقول .
الديك : ( يلطم وجهه ) يا ويلتاه ، واأسفاه ، يا ويلتاه . . .
( يدخل الحمار , يقف لحظات مندهشاً لمرأى الديك وهو يلطم
وجهه , يقلده ، ثم يصمت فجأة، يدنو منه )
الحمار : هل فقدت صديقاً في حادث ما ؟
الديك : ( يكمل اللطم و الندب )
الحمار : أَهو أخ؟
الديك : ( يلطم وجهه و يندب )
الحمار : هل هو أب . عم . خال . جار . جد ؟؟
الديك : لا.لا.
الحمار : إذاً ما الذي حدث ؟
الديك : ( يصيح ) ألم تسمع بما حدث يا صديقي ؟
الحمار : ماذا حدث ؟
الديك : ( يتأمل الحمار باستغراب ) يا ويلتاه . وا أسفاه ..
( يقلد الحمار . ثم يصمت )
الحمار : ماذا حدث يا صديقي الديك ؟
الديك : ألم تسمع بما حدث ؟!
الحمار : قلت لك : كلا لم أسمع بما حدث .
الديك : ( يحاول لطم وجهه . الحمار يمسك يده ) إذاً اسأل صديقك
الفهمان .
الحمار : ( للحصان ) وماذا حدث أيها الفهمان ؟ أقصد أيها الحصان .
الحصان : لا شيء ، لم يحدث أي شيء .
الحمار : ( للديك ) إنه يقول : لم يحدث أي شيء ؟!
الديك : ( ينظر إلى الحصان باستغراب ) ماذا تقول أيها الحصان
الفهمان ؟ لم يحد أي شيء؟!
( يلطم وجهه .. )
الحمار : ( للحصان ) ما سبب ندب الديك و بكائه يا صديقي ؟
الحصان : غنائي . مذ سمعني أغني وهو لم يكف عن لطم نفسه ..
الحمار : هكذا إذاً ؟!
الحصان : نعم .
الحمار : ( للديك ) يا عدو الفن .
الديك : ( بحنق ) أنا عدو الفن ؟! اسأل هذا الفهمان ماذا تقول كلمات
أغنيته .
الحمار : ( للحصان )و ما حكاية كلمات الأغنية ؟
الحصان : إنها كلمات عذبة تتحدث عن الصداقة .
الحمار : ما أروع الصداقة ! (للديك ) يا عدو الصداقة .
الديك : ومتى كانت صداقة الثعلب والذئب رائعة ؟
الحمار : (بحماس ) الصداقة رائعة دائماً ،وهي ..( يصمت فجأة. للديك) قلت الصداقة مع من ؟!
الديك : مع الثعلب والذئب .
الحمار : (للحصان ) هل هذا الكلام صحيح ؟! قل :هل هو صحيح ؟
الحصان : نعم .
الحمار : نعم ؟! يعني صحيح ؟
الحصان : أجل .
الحمار : ( بعد لحظات من الذهول ..يلطم وجهه ) يا ويلتاه ..وامصيبتاه
الحصان : أنت واهم أيها الحمار ، أنتما واهمان .
الحمار والديك : (باستغراب ) واهمان ؟!
الحصان : نعم .
الحمار والديك : هل كنت تمزح ؟ قل إنك غير جاد .
الحصان : كلا .إني جاد تماماً . لكنني أريد أن أقول :إن الزمن قد تغير، والطبائع قد تغيرت هي الأخرى، والثعلب والذئب قد تغيرا أيضاً .
الحمار والديك : كيف ؟!
الحصان : لقد أقسما على الإخلاص والوفاء .
الحمار والديك :(يتبادلان نظرات الأسف و السخرية)
أقسما ؟ يا ويلتاه . وا مصيبتاه !!
الحصان : ( يلمح الثعلب والذئب قادمين)الآن سأبرهن لكما على صحة ما أقول .
الحمار :قلت متى ؟!
الحصان :الآن .
الديك : يعني في هذا الزمان؟
( يرى الحصان الذئب والثعلب وقد اقتربا ..)
الحصان :نعم .وفي هذه اللحظة بالذات .
الحمار والديك : كيف؟!
الحصان :انظرا إلى الوراء قليلاً .
(الحمار والديك يلتفتان إلى الخلف فيشاهدان الثعلب والذئب ..)
الحمار و الديك : يا ويلتاه !
الديك : ( للحصان )اسمع أيها الصديق الواهم ،إذا حاول هذان الغادران
الإيقاع بك .. وسيفعلان . اصهل ثلاث مرات بشكل متقطع .
أفهمت ؟ ثلاث مرات ، لا تنس ذلك . يهرب ..
الحصان : انتظر يا صديقي . أنت واهم . انتظرا.
( الثعلب و الذئب يدنوان من الحصان ..)
الذئب : لماذا هرب الحمار يا صديقي ؟
الحصان : لأنه خائف منك .
الثعلب : و هل هرب الديك لأنه خاف مني ؟
الحصان : نعم.
الثعلب و الذئب : ( بضيق ) يا خسارة .
الحصان : اطمئنا .سيأتي اليوم الذي يخطب فيه الجميع ودكما .
الثعلب و الذئب :( بلهفة ) ومتى سيأتي هذا اليوم ؟
الحصان : ( بعد تفكير )لا أعرف . ربما يكون غداً .
الثعلب والذئب : ( بسرور ) غداً ؟
الحصان : ربما . ربما بعد غد . أو بعد سنة .
الذئب : ( بخيبة ) بعد سنة كاملة ؟!
الحصان : نعم . وربما أكثر من سنة .
الذئب : (بضيق ) وما فائدة صداقتنا ؟
الحصان : (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( بمكر ) فائدتها: أننا سنقوم برحلة .
الذئب : (بسخرية ) رحلة ؟!
الحصان : إلى أين ؟
الثعلب : إلى وادي إبليس .
الحصان : وادي إبليس ؟!
الثعلب : نعم إنه مكان رائع .
الذئب : العشب فيه وفير .
الثعلب : والماء فيه غزير .
الحصان : ( بحماس ) وماذا ننتظر ؟
الثعلب : موافقتك .
الحصان : أنا موافق تماماً .
الثعلب : بقي علينا..
الحصان : ماذا ؟
الثعلب : الانطلاق حالاً
( يغنون وهم يخرجون ..)
( يتغير المنظر . يظهر الديك والحمار .. )
الديك : ( بقلق . لنفسه )غير معقول !
الحمار : ما هو غير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لماذا غير معقول ؟ إنه معقول جداً .
الحمار : ما هو المعقول وغير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لا أظن (يفكر ) ولماذا لا أظن ؟
الحمار : (بحنق ) بماذا لا تظن ،ثم تظن ؟
الديك : هل .هل تظن ما أظن ؟
الحمار : ماذا ؟
الديك : هل ترى ذلك معقولاً ؟
الحمار : ( بضيق ) هل تريد مني أن أجن ؟
الديك : لماذا؟
الحمار : لأنك تتحدث كالمجانين .
الديك : إني أفكر بصديقنا الحصان .
الحمار : تقصد صديق الثعلب والذئب ؟
الديك : إنه مخدوع يا صديقي ، ويجب أن نساعده .
الحمار : ما به هذا المخدوع ؟
الديك : كنت قد طلبت منه أن يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع إذا أحس
بالخطر .
الحمار : لم أسمع له صهيلاً منذ تركناه آخر مرة .
الديك : أنا أيضاً لم أسمع صهيله !
الحمار : هل أخبرت الأصدقاء بالأمر ؟
الديك : نعم .
الحمار : وما العمل الآن ؟
الديك : أرى أن تطلب من الأصدقاء البحث عنه .
الحمار : فكرة معقولة .
الديك : هيا بنا . ( يخرجان )
( يتغير المنظر . المكان واد خصب . يظهر الحصان وهو يلعب و يغني أغنية الصداقة , بعد لحظات يدخل الثعلب و الذئب و هما يتبادلان النظرات ثم يتهامسان )

الذئب : ( بحنق ) أراك عدت خائباً ؟
الثعلب : ( بضيق ) نعم ، وأنت ؟
الذئب : أكاد أموت من الجوع .
الثعلب : أنا أيضاَ .
الذئب : أريد حلاً سريعاً أيها الماكر .
الثعلب : الحل السريع موجود يا صديقي .
الذئب : أين ؟
الثعلب : ( يشير إلى الحصان ) الصديق وقت الضيق .
الذئب : (يتلمظ ) ياله من حل شهي ,كيف سنحتال عليه ؟
الثعلب : إنه اختصاصي يا صاحبي .اسمع.
( يهمس الثعلب في أذن الذئب ..)
الذئب : (بسرور ) أيها الماكر !
الثعلب : هل اتفقنا ؟
الذئب : ومتى اختلفنا ؟.
( يكتمان ضحكهما ويتوجهان نحو الحصان..)
الثعلب : (بحماس مفتعل ) أقسم لك باسم صداقتنا بأن ما أقول هو الحقيقة
بعينها .
الذئب : لا اصدق ما تقول !
الثعلب : اسأل صديقنا الحصان إذاً .
الحصان: (باندهاش ) ما الحكاية ؟
الثعلب :الحكاية هي أن صديقنا لا يثق بحكمة الأجداد .
الحصان : لماذا ؟
الثعلب : ( بحماس مفتعل ) أسمعت أيها الذئب ؟ صديقنا الحصان قال :
لماذا. قالها باستغراب شديد .
الذئب : غريب !!
الثعلب : لماذا الاستغراب ؟ ما دمنا لم نصطد شيئاً سحابة نهارنا .. وهذا نادر الحدوث . فهذا يعني .. وكما أكد أجدادنا .. أن نحساً ما قد أصابنا . أليس كذلك ؟
الذئب : نعم .
( الحصان لا يجيب.)
الثعلب : أليس كذلك يا صديقنا الحصان الرشيق ؟
الحصان : لا أدري .
الثعلب : لا أدري ؟! يجب أن تقول نعم .
الحصان : لماذا ؟
الثعلب : لأنها حكمة الأجداد يا صديقنا : الأجداد العظام .
الحصان : نعم . لكن ما سبب هذا النحس ؟
الثعلب : عظيم ،عظيم جداً . واجبي كصديق مخلص ووفيّ يحتم علي أن
أجيب عن سؤالك .
الذئب : ( الثعلب ) هيا تكلم بسرعة أيها الثعلب .
الثعلب : حاضر . يقول الأجداد العظماء : إن سبب النحس في هذا الحالة
هو أن أحد الأصدقاء قد ارتكب خلال الأسبوع ذنباً عظيماً .
الذئب : ( بلهفة للحصان ) عظيم ،هيا اعترف . ( للثعلب ) أقصد هيا
أكمل أيها الثعلب .أكمل .
الثعلب : حاضر .ويجب على المذنب أن يعترف بذنبه ليتطهر .
الذئب : ( بحنق ) ليتطهر أيها الغبي !!
الثعلب : ( مستدركاً ) أقصد ليعُاقب , لينال قصاصه العادل .
الحصان: وبعد أن ينال المذنب القصاص ؟
الثعلب : يزول النحس ، ونغنم صيداً وفيراً .
الذئب : عظيم . هيا اعترف أيها الحصان .
الحصان: بماذا اعترف ؟!
الذئب : بما اقترفت يداك من جرائم في هذا الأسبوع .
الحصان: لم أقترف أية جريمة .
الذئب : ( بغضب ) كذاب .
الثعلب : لا تغضب يا صديقنا . ( للحصان ) كن صادقاً يا عزيزي .
الحصان: لست مجرماً .
الثعلب : سيتذكر صديقنا الحصان بعض ذنوبه عندما نعترف نحن بذنب
اقترفناه أيها الذئب .
الذئب : ذنوبي لا تستحق الذكر .
الثعلب : أعرف هذا يا صديقي . لكن حاول أن تتذكر ذنباً واحداً .
الذئب : ( يتذكر ) في منتصف الأسبوع الفائت حدث أن مررت بقطيع خراف يراعى في الوادي , كان الراعي نائماً , ولم أجد أثراً لكلب فهاجمت القطيع و افترست خروفاً واحداً .
الثعلب : واحداً فقط !! افترست خروفاً واحداً فقط !!
الذئب : نعم ، وجرحت اثنين .
الثعلب : اثنين فقط ؟!
الذئب : نعم . وعندما حاول الراعي ضربي بعصاه الغليظة ، عاجلته بضربة قوية في صدره ولذت بالفرار .
الثعلب : ياله من ذنب بسيط جداً !!
الحصان: إنه ذنب غير بسيط يا صديقي .
الثعلب : ( يعوي ) بل إنه بسيط .
الذئب : ( يعوي ) هل تذكرت ذنوبك أيها الحصان ؟
الحصان: لم أقترف ذنباً خلال هذا الأسبوع .
الذئب : ( بغضب ) هل عدت إلى الكذب مرة أخرى أيها الحصان ؟
الحصان: أنا لا كذب .
الذئب : ( باستغراب ) أنت لا تكذب ؟! أية أكذوبة هذه ؟!
الثعلب : أما أنا فسأعترف بصراحة بذنب اقترفته هذا الأسبوع .
الذئب : لا تطل علينا أيها الصديق .
الثعلب : حاضر . اقتحمت قن دجاج . فبدأت الدجاجات بالقوقأة .وق . وق
قلت لهن في منتهى الديمقراطية : يا عزيزاتي اللطيفات ،اللذيذات
إذا ضحت إحداكن بنفسها فلن أمس الأخريات بسوء .
الذئب : وماذا كان جوابهن ؟
الثعلب : الاحتجاج ، والصياح .
الذئب : ( باستغراب ) هل قابلن لطفك باحتجاج ؟!
الثعلب : نعم .
الذئب : متخلفات ، مشاغبات ، غوغاء.. لا يفهمن إلا بالعنف .
الثعلب : نعم . وهذا ما اضطررت إلى فعله .
الحصان: ( باضطراب ) وماذا حدث ؟
الثعلب : كسرت البيض كله .
الذئب : فقط ؟
الثعلب : وافترست إحدى الدجاجات .
الذئب : فقط ؟
الثعلب : وخطفت دجاجة واحدة فقط .
الذئب : واحدة فقط ؟!
الثعلب : نعم .
الذئب : ياله من ذنب بسيط .
الحصان: بل إنه ذنب عظيم .
الذئب : ( يعوي ) قلت : إنه بسيط أيها الصديق .
الثعلب : حان الاّن دور صديقنا الحصان ،هيا اعترف .
الذئب : اعترف بذنوبك أيها الحصان .
الحصان: لا أذكر ذنباً اقترفته في هذه الأسبوع .
الثعلب : بسيطة . اذكر ذنباً اقترفته في الشهر الفائت .
الحصان: لم اقترف ذنباً خلال الشهر الفائت .
الذئب : إنه يكذب . (للحصان ) أقسم أنك تكذب .
الثعلب : اذكر ذنباً اقترفته في العام الفائت .
الحصان: ( يفكر ) لا أذكر أنني اقترفت ذنباً في العام الفائت .
الذئب : إنه يسخر منا أيها الثعلب .( يعوي )
الثعلب : ( يفكر ) اذكر ذنباً اقترفته في حياتك .
الذئب : ليذكر ذنباً ينوي اقترافه في المستقبل . هيا اعترف أيها الحصان .
الحصان: لا انوي اقتراف الذنوب ما حييت .
الذئب : ( يعوي ) أيها المحتال المخادع .
الثعلب : (يفكر ) اسمع . ألم تحس بالذنب في حياتك كلها ؟
( الحصان يفكر . الذئب و الثعلب يحومان حوله . الذئب يعوي )
الحصان: الاّن تذكرت .
الثعلب : ( باندفاع ) عظيم .
الذئب : تكلم .
الحصان: عندما كنت صغيراً ..
الذئب : هل ستروي لنا قصة حياتك؟ اذكر ذنبك فقط .
الثعلب : دعه يكمل يا صديقي .
الحصان: خرجت يوماً مع أمي إلى الحقل .
الثعلب : وهناك رفست أرنباً ؟
الحصان: كلا .
الذئب : رفست ديكاً ؟
الحصان: كلا .
الثعلب : سحقت نملة ؟
الحصان: كلا.
الذئب : ( بنفاد صبر ) ماذا فعلت إذاً ؟!
الحصان: وبينما كنت أسير خلف أمي ..
الثعلب : رفست أمك ثعلباً ؟.
الحصان: كلا ، بل وطأت شتلة.
الذئب : (يقاطعه ) وطأت شتلة ؟!!
الثعلب : دعه يكمل يا صديقي . ( للحصان ) تفضل .
الحصان: وطأت شتلة خيار . فاقتلعتها من مكانها .
الثعلب : يا للهول !!
الذئب : إنه أعظم ذنب سمعته .
الثعلب : (يتباكى ) شتلة خيار؟ وطأت شتلة خيار يا مجرم ؟!
الذئب : أيها المجرم العتيد .
( الثعلب و الذئب يحيطان بالحصان وهما يكشران عن أنيابهما )
الحصان: (لنفسه . بخوف ) إنهما ينويان الشر . سيفترسانني . كيف الخلاص يا إلهي ؟ كيف الخلاص ؟
الثعلب : تصور أيها الحصان لو أنك لم تقتلع تلك الشتلة العظيمة .
الذئب : لتمكن البستاني من بيعها في السوق بثمن غال .
الثعلب : يشترى به حليباً لطفلته . ( يتباكى )
الذئب : أو حذاءً جميلاً لولده .
(يحاول الحصان الهرب .. فلا يستطيع )
الحصان: ( لنفسه ) كيف الخلاص يا إلهي ؟ أين أنتم يا أصدقائي ؟ أنا في
خطر .
الثعلب : وربما تناولها طفل فقير كوجبة غداء (يتباكى )
الذئب :أو تناولها عابر سبيل استبد به الجوع .
( الحصان يفكر . يحاول التذكر . يتذكر..)
الحصان:(لنفسه ) الديك عندما هرب قال لي , قال : عندما تريد طلب النجدة , اصهل مرتين .لا.لا بل ثلاث مرات و بشكل متقاطع .
الذئب : حان وقت القصاص أيها المجرم .
(يضيقان الخناق عليه. الحصان يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع)
الحصان: لماذا تريدان أكلي ؟ ألسنا أصدقاء ؟
الذئب : لأننا جائعان يا صديقنا .
الثعلب : لا.لا. نحن ننفذ وصية الأجداد : الأجداد العظام أيها الصديق.
( الحصان يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع )
الذئب : لن نغضب أرواح الأجداد يا صديقنا .
الحصان: ( لنفسه )لا أحد يسمعني . سأصهل بقوة أكبر .
(يصهل ثلاث مرات ، يسمع صياح الديك المتقطع . فيرد الحصان بالصهيل ثلاث مرات ، ثم ينبح الكلب وينهق الحمار و تخور البقرة و تختلط الأصوات .. الثعلب و الذئب يهجمان على الحصان . فتدخل الحيوانات وتهجم على الثعلب و الذئب اللذين يلوذان بالفرار . الجميع يحيطون بالحصان بفرح ، يغنون معاً .)
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
تر لا لا لا تر لا لا لا
بالود نسير للخير العميم
نكُذب الذئب صباح مساء
تر لا لا لا تر لا لا لا
لا نأمن الثعلب شبعان أم جوعان
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
تر لا لا لا تر لا لا لا

( يخرجون )
إظلام
* * *




#أحمد_اسماعيل_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توبة الثعلب - مسرحية قصيرة للأطفال
- مسرحية للأطفال
- في المرايا _ أقصوصة
- الصغير يضحك - قصة
- امراة منسية - أقصوصة
- حكاية رجل صار رماداً - قصة
- رقصة العاشق -قصة قصيرة
- الغفاري يمثل دوره - قصة
- العلاقة المسرحية
- التكريم - قصة قصيرة
- -أقصوصة - حصالة سالار
- أقاصيص
- الشخصية في مسرح الطفل
- الكردي في المسرح السوري
- الطائرات وأحلام سلو - قصة قصيرة
- أوْرَبة تركيا ..أم توركة أوربا ؟
- التلقي المسرحي لدى الطفل
- الإرهاب في الدراما التلفزيونية
- قصص قصيرة جداً
- الكرد في سوريا - تجنيس الأفراد ..دون الشعب


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد اسماعيل اسماعيل - ذنب الحصان _ مسرحية للأطفال