أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عمر عبد العزيز حسن - السياسة الإسلامية عند الفاطميين 909 م -1171 م















المزيد.....

السياسة الإسلامية عند الفاطميين 909 م -1171 م


نادر عمر عبد العزيز حسن
كاتب و باحث و أكاديمي و طبيب

(Nader Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 01:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طرأت الكثير من التغيرات على صورة الحكم الإسلامي , الذي بدأ بالخلافة على منهج النبوة , ثم ملكاً عضوضاً حتى آل النظام إلى نموذج حكمي سلطاني عندما إنقسم العالم الإسلامي إلى دويلات مستقلة والتي منها الدولة الفاطمية أو العبيدية في مصر , فمصر آنذاك صنفت حكم سلطاني , فلم يدخل على النظام الإداري في مصر الإسلامية تغيير يستحق أن يذكر , حتى جاءت الدولة الفاطمية فأدخلت عليه كثيراً من مظاهر السلطان, كان شعار الدول السلطانية أو الناشئة الجديده هو القوة و الغلبة و على الرغم من هذه التحولات ظل الأمراء والسلاطين والوزراء على مر تاريخ هذه الدويلات ظلوا ممسكين بقوانين التشريع الإسلامي و القوانين الأخلاقية الإسلامية من قبل أصحاب الأمر والسلطة قبل الرعية , فلم يرع حُكم الدين والشرع حكومة أرضية أكثر مما رعته الحكومات الإسلامية على إختلاف الأقطار والدويلات , كما لم تهتم دولة بالعلماء والفقهاء وتأخذ بنصيحتهم في تفصيلات الأمور سوى الدولة الإسلامية بوجه عام أو الحكومات التي تحت الرايه الإسلامية , وإن إختلفت المذاهب والتوجهات السياسية بوجه خاص , فها هو السياسي الإسلامي الشيخ الطرطوشي 520 ه يرحل إلى القاهرة عاصمة البلاد وحاضرة الخلافة الفاطمية، وفي أثناء إقامته هناك زار الوزير الكبير الأفضل بن بدر الجمالي 487 ه ، لا ليمدحه أو يقدم له آيات الشكر، وإنما لينصحه ويعظه دون نظر إلى مكانته وهيبته، فقد امتلأ قلب الطرطوشي بخشية الله والخوف منه، فانتزع منه كل خوف لما سواه، واستوى عنده كل شيء، وهذا ما عبر عنه أحد الصالحين حين شاهد الطرطوشي وحضر دروسه في الشام فقال: “الذي عند أبي بكر الطرطوشي من العلم هو الذي عند الناس، والذي عنده مما ليس مثله عند غيره.. دينه”. ومما قاله الطرطوشي لهذا الوزير: “واعلم أن هذا الملك الذي أصبحت فيه إنما صار إليك بموت من كان قبلك، وهو خارج عن يديك مثل ما صار إليك؛ فاتق الله فيما حولك من هذه الأمة، فإن الله سائلك عن النقير والقطمير والفتيل، قال الله تعالى: “فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون” , ولم يتوقف دور الشيخ الطرطوشي عن هذا الحد بل كانت حياتة حياة حياة الدرس والإقراء، وبدأ يؤلف كتابًا في فن السياسة والحكم، وما يجب أن يكون عليه الراعي والرعية، وأتم هذا الكتاب في سنة واحدة وسماه “سراج الملوك” وتوجه به إلى القاهرة (516 هـ = 1122م) ليقدمه إلى الوزير الجديد “مأمون البطائحي 1125 م ”، فاستقبله أحسن استقبال وجلس بين يديه؛ إمعانًا في التقدير والإجلال، وأغدق عليه عطفه ورعايته. ولم يكن الطرطوشي ليكتفي بالإستقبال الطيب دون أن يعرض عليه ما يراه منافيًا للشرع، وبخاصة فيما يتعلق بالنظم المتبعة للمواريث، حيث كان القضاة الشيعة يفتون بأن ترث البنت كل تركة أبيها إذا كانت وحيدة لا أخ لها ولا أخت، وكان هذا مخالفًا للشرع؛ حيث تحرم العصبة من المشاركة في الميراث، فلما عرض الطرطوشي الأمر على الوزير وذكّره بأن هذا مخالف للمذاهب السُّنّية التي تقضي بألا ترث البنت في هذه الحالة أكثر من نصف التركة، وبعد مناقشة طويلة اعتذر الوزير بأنه لا يملك تغيير ما يقضي به المذهب الشيعي، لكنه وافق على حل وسط يرضي المذهب الشيعي ويرضي ما يقوله الطرطوشي، وأصدر أمرًا للقضاة بأن يُتّبع في الميراث مذهب الميت، فإن كان سنيًا اتُّبع المذهب السني، وإن كان شيعيًا اتبع المذهب الشيعي. إن هذا يدل على مدى تنوع المذاهب الفقهية والمدونات التشريعية في عصور تلك الدويلات ومنها الفاطمية بالطبع والتي كانت نتيجة زيادة المؤسسات الدينية والتعليمية والتي مكنت من نشر العلم الديني بتنوعاته وفنونه , لقد أصبحت المسألة الفقهية أو التشريعية المسألة المركزية في الدولة الفاطمية , فبدا من الطبيعي أن يوليها العلماء المسلمون جل عنايتهم وأن يوجهوا جميع مجهوداتهم نحوها وإنشاء مدارس ومذاهب فقهية تتبناها الدولة بالرعاية والإهتمام , وما هذا إلا باليقين الجازم بأن الأمة في مجموعها مخاطبة بالشريعة والأمراء والسلاطين والعلماء أوصياء على هذا ,وأن الشريعة أحد مقومات الشرعية التي يتمتع بها الحاكم أو الوزير , ويمكن القول إن منظومة الحكم الإسلامي كانت تتكون في ظلال الدولة السلطانية من ثلاثة عناصر أساسية الخليفة الذي يرمز للوحده الدينية للمسلمين السنة ويعكس وجوده استمرار الشريعة وهيمنتها والسلطان المتغلب أو الوزير في بعض الأحيان : وهو الذي يملك القوة العسكرية الضامنة لحماية الدولة من المخاطر الخارجية والمحافظة على الأمن الداخلي لفرض هيمنة الشريعة . والعلماء : المنوط بهم تفسير الشريعه ومراقبة تنفيذها داخل المجتمع وغني عن البيان أن الشريعه لا تعمل في التاريخ إلا من خلال طائفة العلماء وإن كانوا لا يمثلون طبقه كهنوتية بخلاف رجال الدين في الأديان الأخرى وهذا يدل على أن للعلماء الدور الأسمى في إضفاء الشريعه والنظام السياسي الإسلامي في الدولة .
جاء بيان جوهر الصقلي 992 م معبراً عن ميلاد دولة جديدة منهجها سياسي ديني قائم على الحرية وعدم التعرض للأمور الدينية والأصول الفقهية التي رسخت في مصر منذ أن دخلها الإسلام , بل إنه يحرص على أن يتحدث عن صحابة الرسول باحترام ووقار , وكانت الشيعة تضع الأذان الذي هو متبع إلى الآن عندهم بعد الشهادتين عبارة الشهادة بأن علياً حجة الله وولي الله و عبارة " حي على خير العمل "بدلاً من عبارة " حي على الفلاح " , تخلت الدولة الفاطمية عن كل ما هو شائك ومحل خلاف ونزاع بينها وبين السنه وبدأت تتدخل في الشئون الدينية وتعمل بكل ما لديها من قوة على استمالة المصريين إلى المذهب الرسمي للدولة وعلى تغيير البنية المذهبية حتى يصبح الشعب المصري على دين ملوكه . كان الفاطميون يعلمون جيداً أن طبيعة المصريين تختلف عن طبيعة البرير الذين نشأت فيهم الدعوة الإسماعيلية فتقبلوها بغير عناء , أما المصريون فهم أصحاب باع قديم في مجال الفكر الديني .كان الفاطميون يطمحون وبعد مجئ المعز لدين الله في 363 ه إلى قيام نظام سياسي ومذهبي في مصر مما يتطلب قيام مؤسسات ثقافية وإعلامية تقوم بمهمة ذيوع مذهب الدولة الرسمي وكسب القلوب حوله وكان لابد أن يقوم الأزهر الجامع ليحمل مهمة الدعوة للمذهب الجديد تماماً عقب وقوع انقلاب في نظام الحكم فيكون أول شئ الإستيلاء على الإذاعة يحتكر قناة الاتصال بالجماهير كما كانت " الحجابة " مميزه لديهم عندما تقدمت الدولة الفاطمية في العمر وعلى إثر ذلك قال ابن خلدون 808 ه عن الحجابة عند الفاطميين : " ثم لم يكن في دول المغرب وإفريقية ذكر لهذا الاسم للبداوة التي كانت فيهم , وربما يوجد في دولة العبيدين بمصر عند استعظامها وحضارتها إلا أنه قليل " وهذا إن دل فإنه يدل على مدى عناية الفاطميين بالإتصال ما بين الرئاسة العليا والرعية , وعوداً للجامع الأزهر كان أول شئ فعله جوهر الصقلي بعد الفراغ من بناء القصر الكبير أن وضع حجر الأساس في بناء الأزهر في يوم السبت 22 جمادى الأول سنة 359 ه كما ورد في المقريزي وتوخى أن يكون المسجد في وسط العاصمة الجديدة واختار جوهر مكاناً بالقرب من القصر الكبير , والأزهر تاريخه معروف بأروقته التي تتنوع أسمائه بتنوع مذاهب ومواطن طالبيه , ومن خلال هذه المقدمه التمهيدية يمكن الإنتقال إلى بعض مظاهر الحضارة والنظم الإسلامية في مصر الفاطمية فمن خلال الكلام عن كل عهد لخليفه فاطمي أو وزير يمكن الوقوف من خلال منهج تاريخي تفصيلي تحليلي لأهم مظاهر الحضارة والنظم السياسة الإسلامية فالورقة مقسمة إلى مظاهر الحضارة وتشمل مجال التعليم والعلوم و الإقتصاد والعمران والنواحي العسكرية ثم الثقافة والفنون تبعاً لكل خليفة فاطمي ثم الكلام عن النظم الإسلامية في الدولة الفاطمية و أهما نظام الوزارة كنظام سياسي مهم ومتميز في هذه الحقبة الزمنية وأهم الوزراء وأدوارهم والنظام المالي والنظام القضائي ثم خاتمه عن الحضارة الفاطمية ومظاهرها في وجدان الشعب المصري حتى الآن وما لجأت إليه من مصادر ومراجع متنوعه رئيسية هي :
- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة أبو المحاسن : جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغرى بردى ج 4 وزارة الثقافة والإرشاد القومي في بعض الأحداث التاريخية لدى الدولة الفاطمية
- المواعظ والاعتبار المعروف بالخطط المقريزية الجزء الأول مكتبة الثقافة الدينية القاهرة في الحديث في مباحث متفرقة .
- تاريخ الولاة وكتاب القضاة أبو عمر محمد بن يوسف الكندي طبعة الآباء اليسوعيين بيروت 1908 في الكلام عن القضاء والتعريف بالقضاء كالقاضي أبا الطاهر .
- المنتقى تاريخ أخبار مصر ابن ميسر محمد بن علي بن يوسف إنتقاء المقريزي المعهد الفرنسي للأثار الشرقية تحقيق أيمن فؤاد سيد , في بعض الأحداث التاريخية لبعض الخلفاء الفاطميين .
أما عن المراجع :
- تاريخ مصر في العصور الوسطى ستانلي لين بول ترجمة وتحقيق أحمد سالم سالم الدار المصرية اللبنانية الطبعة السادسه -الفصل الخامس عن الدولة الفاطمية نبذه مختصرة عن كل خليفة مع مظاهر الحضارة والنظم في عهد كل خليفة وقد ساعدني في معرفة أهم المصادر الأصلية فيما يخص شأن الفاطميين في مصر .
- النظم الإسلامية الدكتور حسن ابراهيم حسن و علي ابراهيم حسن الطبعة الأولى 1939 م مكتبة النهضة المصرية في الكلام عن النظام المالي والحسبة لدى الفاطميين .
- تاريخ الدولة الفاطمية - محمد جمال الدين سرور الجزء الأول دار الفكر العربي عندما تحدثت عن الزراعه والصناعه والتجارة والنظم السياسية للدولة الفاطمية
- الفاطميون في مصر حسن إبراهيم حسن القاهرة المطبعة الأميرية القاهرة 1932 م عندما تحدثت عن مظاهر الحضارة بالأخص العمران والأدب و بعض النظم السياسية للدولة الفاطمية .
- الوزارة والوزراء في العصر الفاطمي محمد حمدي المناوي دار المعارف 1970 م في الحديث عن الوزراة وأهم الوزراء وطبيعه عملهم وأهم الأحداث التاريخية التي وقعت في عهدهم



#نادر_عمر_عبد_العزيز_حسن (هاشتاغ)       Nader_Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الحق في الإسلام
- الحملات الصليبية على مصر في عهد الدولة الأيوبية 1174-1250 م ...
- - النزعة التأملية عند شعراء التفعيلة - الشاعر أمل دنقل نموذج ...
- علم الكلام و ثلاثية النص والواقع والعقل كتابي الجديد في معرض ...
- - العلم و الدين في رواية أولاد حارتنا - الزجاجة و النبوت -
- ادلجة الانطولوجيا هل هناك تبرير ما لكي نلجأ للانطولوجيه تجاه ...
- - المعالم الحضارية لدى نصارى المغرب خلال عصر المرابطين-
- ماهو الانسان عند الفيلسوف الألماني هردر
- ما هو مفهوم - الغاية - عند الفيلسوف الألماني هردر
- نظرية المعرفة عند ديفيد هيوم
- الشيخ مصطفى عبد الرازق ومنهجه الإصلاحي
- ما الغاية من وجود الانسان عند الرومانسيين و الفلاسفه الحداثي ...


المزيد.....




- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عمر عبد العزيز حسن - السياسة الإسلامية عند الفاطميين 909 م -1171 م