رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 00:02
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تمثيلة "ذكاء القاضي"
نصري الجوزي
تمثيلة تراثية صدرت في عام 1939، تتحدث عن شخص "علي كوجيا" يضع في جرة ذهب ويغطيه بالزيتون، ثم يسلمها أمانة لصديقه "حسن" عندما يذهب للحج، يعود "علي" يعد غياب سبع سنوات، ويطلب الجرة، يسلمه "حسن" الأمنة وعندما يفقدها "علي" يجدها فارغة من الذهب، عندها يذهب إلى القاضي ليشتكي على صديقه "حسن" وهناك تنكشف خيانة "حسن" حيث وجد القاضي أن الزيتون وبعد سبع سنوات ما زال صالحا للأكل، وهذا يشير إلى أنه تم العبث بمحتويات الجرة، طبعا في نهاية التمثيلة يستعيد "علي" الذهب، ويتم محاسبة "حسن"، هذا ملخص التمثيلة.
لكن اللافت فيها أن الكاتب زاوج بين العصر الحديث والماضي، فمن قام بالتمثيل هم طلاب إحدى المدارس الحديثة، وأثناء الأداء يخرج "هارون الرشيد ووزيرة جعفر البرمكي" على الممثلين ويتم بينهم حوار، وهذا هو الأمر الأهم في التمثيلة، كسر حاجز الزمن وجمع شخصيات من عصور متباعدة، فهذه التقنية تأخذ المشاهد إلى فكرة ضرورة كسر الجمود، وعلى أن الأحداث/الأفكار/الأشخاص يتواصلوا ويكملون فعلهم/دورهم الاجتماعي.
هذا على صعيد الشكل الفني، أما على صعيد الحجم فالتمثيلة قصيرة، ويمكن أداءها في أقل من نصف ساعة، وهذا يعطيها صفة المصارة والحداثة، بمعنى أن الكاتب كان يعي أهمية الوقت عند المشاهدين/المستمعين، لهذا (اختزل وكيف) وأوصل فكرة تراثية بطريقة فنية حديثه ومعاصرة.
كل هذا يجعلنا نقول أن فلسطين كانت تنعم بأدب حداثي معاصر، يمتلك العناصر الفنية، وأيضا يقدم أفكارا/مضمونا اجتماعيا أخلاقيا، وهذا يعكس الحالة الأدبية والفنية المتطورة التي سادت فيها قبل الاحتلال، وعلى أن الفلسطيني كان يمتلك المقومات الفنية والأدبية المعاصرة، التي تخدم القضايا الاجتماعية.
التمثيلة صدرت في عام 1939 وتم إعادة نشرها من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله فلسطين، 2022.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟